المقالات

محمد حامد جمعه ✍️..صدرك موشح

 

خرجت بوقت باكر وود البدري سمين . كما تقول اللازمة . قصدت مكاتب حكومية لمعاملات . تزودت بيقين الصبر المسبق . إرتديت (جينز) أدخره لمواعيد الإنتظار والساعات الماكثات . وقميص نصف كم . ألزم كوعي بمسحة لإزالة غبشة لا تغشاها الكريمات المرطبات فأنا من مظنون جيل يعد ذاك من منقصات التور شين ! وتوكلت بعد دس وريقاتي في جيب مظروف بلاستيكي يرافقني لايام الزحف الروتيني المقدس . وبلغت مقصدي في زمن مناسب . صادفت دخول الموظفين وهمهات ضجرهم الصباحي وتبادلهم تحيات تخللتها فيما لاحظت مراسم قطيعة ونميمة إفتتاحية بين موظفات . وحينما أتى دوري مارست ذاك الطقس المحبب عندي . وضع عيناي على تتابع فرز الموظف للاوراق ومنخاري يتكرف قائم حديد اغلق خلفه الموظف وريقاتي في مسير تتابع بمنفذ خلفه فتذكرت على وجل قول شاعر الدوبيت تيراب
قفلونا فوق باباً حديدو مَطرَّقْ
مِن ضُهراً كبير لامِن حَمارنَا إتشرَّقْ
إذ فزعت من مواقيت (الضُهرا) وإمتدادها الى إشرَّاقْ الحمار والديك . ومصرعي تحت قذيفة (تعال بكره) !
2
وكالمعتاد تتطلب مني إجراء الإجراء الدفع إلكترونيا . فحرت فلست وعلى عكس فريات الضلال ممن يملكون حساب بنكي وليس في تطبيقاتي (بنكك) ! ليتطوع ود حلال بإرشادي الى أن بالخارج حلالين كرب _بالقيمة_ يكملون لك الإرسال لحساب الجهة الطالبة . أمرني ان ابحث بالخارج عن رجل أسمه (الجموعي) لديه ماكينة تصوير وبيع رصيد وكشك طعمية وظل وريف يبيع فيه العصير ! فإتجهت حيث أشير لي . كان الجوع يقضمني والعطش ! فقلت لنفسي هي سانحة كذلك للتزود بلقيمات يقمن الصلب ويشرقن الوجه والجموعي جاك زول
3
ابالخارج لقوم جلوس كأنهم أهل الكوفة بإنتظار الحجاج ليضع عمامته. مكبر صوت متوسط القياس مما يدعم القراءة من (فلاش) كان يصدح بخيط من اغاني حماسية . تخيرها صاحبها بإختيارات موفقة وضبط ماهر . تخيرت مقعدي. عند زاوية تسمح لي بإلتهام ساندوتش طعمية حذرت الصبي من دلق قطرة شطة عليه . عززت مطلبي بكوب ليمون . ارتكزت عيناي تمارسا ذاك الفضول المتطفل . على السحنات والسكنات . لسبب لا أعلمه شعرت ان الكل كان يطرق يغوص في مشاهد فارس الحديد إن حمي ! كنت أقضم القضمة لساني يصلح وضع فتات الخبز تحت مطاحن ضرسي وقدمي تطرق الارض مع وقع الدلوكة المغمورة في اللحن . تارة كان راسي يهتز . لاحظت ان أحدهم كان مثل أبو داؤود ! أمسك كبريتة يقيس عليها مظان الهبوط للانغام . أعرابي بشارب اشعث وجلباب مشرب بالطمي وعمامة متدهلة كان أسعدنا ! يفرد كفيه كمن سيلطم جان ترائي له . ثم يقبضها . كل ثانية يمسح صدره ويمسد شاربه . تارة يطرق أسمعه يقول أبشر حرم ! عزلت ذاك العالم عن بقية المشاهد . بما في ذلك مجلس (الجموعي) نفسه الذي تخير عتبة الدكان وضجيج الطالبين لخدمته يصنع عوالم أخرى . ما لاحظته في مشهدي ان القوم الذين كانوا بين الحديد والخيل البيجن ريقان . كانوا من كل الجهات . كلهم في حضرة (عرضة) وإن كتموها لدواعي الوقار . إستيقنتها نفوسهم .
4
كنت على تل من الإمتاع الصوتي المدفف . رفعت راسي الى شابة تبيع الشاي كنت قد دلقت عصير الليمون بطوفي. علتني تلك الرعشة تحت الصدغين منه . قلت لها هاتي شاي أحمر متفل ! تفل كتير . جلبته في ثواني مثل مجلوب العفريت لعرش سبأ . حينما وصلتني كنت في حالة جذب والمغني يقول (سوالم جهاد حمزة و علي وعثمان) مازحتني بلطف إنطربت يا عمك . قلت يا بتي انا لو قعدت بجي بقعد في كانونك دا بجمره . تذكرت طرفة ذاك الذي جلس ليشرب الشاي فلسع البراد الصانعة فقالت احيي . فهب مطيحا بالبراد يغز عجزيته على جمر الموقد . حينما إنصرفت بعد شكري الجموعي ع عدت للموظف الذي اختصرني بالعبارة الشهيرة تعال بكرة . فصدق تيراب ..حمارنا إتشرق. فإنصرفت صبري موشح بالدمي . وقاتل الله هاتفي الذي فشل في تشكيل العبارة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى