المقالات

محمد عبد القادر يكتب :مات جاسم وانتهت مهمة الملاك على الارض

الخرطوم تسامح نيوز

 

 

لاحول ولاقوة الا بالله انا لله وانا اليه راجعون..

الجم الحزن لساني ..

رحيل يفتح فوهات النزيف…

هذه فجيعة اكبر من قدرتنا على الصبر والاحتمال  ..

لم يعد فى القلب موضع جرح يستوعب فقد جاسم الاخ والحبيب والصديق..

تواصلنا قبل ايام كعادته فى محبتنا ومحبته وسالته اين انت طمانني وقال لي (ما طلعت لسة) وكان حديث ينضح شجاعة وصدقا ووطنية وقد كان بامكانه ان يغادر مثل الالاف من ضباط الشرطة الذين دخلوا فى اجازة مفتوحة منذ بدء الحرب اللعينة.. ولكن جاسما ابى ان يفعل وكانه يبرم موعدا مع (الحور العين) والموت والشهادة بشرف ..

سيظل جاسم فى سويداء القلب ذكرى عزيزة لملاك ضل طريقه للارض وهاهو يعود من حيث اتى الان شهيدا باسما و كائنا خرافيا به من النصرة والمدد والخير والجمال ما لم ولن يخطر على بال بشر..

جاسم يارمزي كان فى (مهمة ارضية) نشر خلالها ظلال المودة والرحمة والجمال ،وعلمنا معنى الانسانية والعطاء  والايثار ونكران الذات، والوفاء، جاسم كان طاقة خير موارة بالعطاء الجميل وبصمت واحتفاء لكل من عرفه، دون  من او اذى…

ومن مثل جاسم يا حبيب ( احلى ثمار حديقة الاخوان) فى النقاء واجزال المودة المحصنة من الغرض، يتنقل مثل الفراشات فى مجالس الاصحاب،  لاتجد منه الا الشهد والرحيق، ومثل حمامة سلام ومحبة يطربنا هديل صدقها فى ايكة علاقاته الممتدة، كان صديقا وحبيبا للجميع، يمنحك ما  لا تتوقعه حتى من الاصفياء الخلص..

رحل جاسم ضابط الشرطة الهميم، وابنها البار، كان اشطر منتسبيها على الاطلاق، وصاحب تخصص نادر فى ردهات مهامها العديدة والجليلة، كانت اصلب سهم فى كنانتها، واينما وقع نفع… اخو بنات وود بلد وكريم اجواد ( يعزم على المافيش).. لم تتوقف الرتبة العظيمة بينه والناس رغم ( الدبابير المالية الكتف) والاسم الفخيم  الذى يصوره كاحد القادة العظام فى كابينة القيادة ( العقيد جاسم)، ظل متواضعا ودودا يسبقك منه ادب جم وهو يخفض الصوت فى حضرة الجميع، ويسكنه حياء عند مخاطبتك بعبارات تخرج دافئة ومحتشدة بالاحترام والمحبة..

لن تسعنا الخرطوم مع قاتلك اللعين، وسياتي حقك انصافا من المنتقم الجبار وبايدى من يقدرون قيمة من فقدنا ومصابنا الجلل، اليوم مات وطن، وعاش جاسم من جديد فى قلوبنا ورؤانا باعثا على الاحساس بعمق جرحنا ومصيبتنا الكبيرة ، ظلت الخرطوم تنزف منذ اشهر ولكنى استشعر ان خطبها فادح اليوم و(وجعتها حارة)، و(حرقة حشاها) نار لن تنطفئ.

اليوم فهمت سر الابتسامة الصغيرة التى كنت تبذلها فى وجهي كلما حدثتك عن الزواج ورشحت لك رفيقة تصحبك فى مشوار العمر، يبدو ان نفسك كانت تسمو وتطلب اكبر مما اقول، وانت تتوسم زواجك من الحور العين، تمنينا ان نحملك على اعناقنا وانت عريس على وقع اغنيات العديل والزين، وادخنة البخور وعطر اللحظات الندية ، فات علينا انك ترنو لان تكون على حواصل طير خضر تزفك الملائكة الى من هن امثال ( اللؤلؤ المكنون).

ما افجعنا برحيلك يا جاسم..

وكيف ستكون بعدك الخرطوم..

ومن للرفاق والناس الذين يتوافدون على هاتفك طلبا لنصرة او بحثا عن خدمة او طلبا لفنجان شاي فى حضرة الشارب الكثيف و( الزول الطيب)..

اللهم ارحم جاسما بقدر ما قدم واعطى..وتقبله شهيدا عندك.. واهلك قاتليه ولا تغادر فيهم احدا..

اللهم انزل الصبر والسكينة على والديه امه المكلومة ووالده الصابر واخوته ولاصدقائه ومحبيه العديدين فى كل مكان…

ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى