أخبارالمقالات

محمد عبد القادر يكتب: ما لكم و… (الهوسا)؟!  

على كل

تسامح نيوز : الخرطوم

حسنا فعل والي الخرطوم احمد عثمان حمزة بمخاطبته الموكب الاحتجاجي للهوسا بالساحة الخضراء امس ..
من حق (الهوسا) او اية مجموعات سكانية تكوين امارة فقد جاء في معنى الحديث الشريف اذا كنتم ثلاثة في سفر فامروا احدكم.. هذا ليس سببا يشغل كل هذا الحريق.. كما ان طبيعة المطلب تؤكد ان (الهوسا) يعلمون موطنهم وجذورهم ولا يريدون الاستيلاء علي حواكير او مكتسبات تتيح لهم التمدد في الارض علي حساب الاخرين.
طلب الامارة لا ينطوي علي اي مكاسب علي الارض .. والمطالبة بها من السائد والمتعارف عليه والطبيعي في بلد مثل السودان..
نتمني ان تتعقل الدولة والمجتمع في التعامل مع ردة فعل منتسبي قبيلة الهوسا في كل مكان .. هم جزء من نسيجنا الاجتماعي الحي ولهم اسهامات مشهودة في حياتنا العامة…
في برنامج ب(البنط العريض) علي قناة البلد الاحد الماضي نبهنا الاجهزة الامنية الى خطورة انتقال حريق النيل الازرق لمناطق اخرى من السودان .. وقلنا انه ومع عطاس النيل الازرق فستصاب عدد من الولايات بالزكام لان القبائل المتناحرة موجودة بامتداداتها في كل مكان.. وذكرنا بالطبع ان الحريق ليس بعيدا عن الخرطوم…
بعد اقل من 24 ساعة امتدت السنة حريق النيل الازرق ووصلت الى كسلا والقضارف وكبري حنتوب ولا ادري اين ستشتعل الحرائق في المرات القادمة .
بالامس استيقظت الخرطوم التي قلنا انها لن تكون بعيدة عن الحريق علي وقع احتجاجات كبيرة لمنتسبي (الهوسا).
جموع كبيرة من المواطنين تجمعوا وملاوا شارع المطار منددين بما حدث فى النيل الازرق .. لابد من الاشادة بمستوى السلمبة والوعي الذي عبر به هؤلاء عن موقفهم.. لو جنحوا لاي عنف لحدث ما لايحمد عقباه في عاصمة كل مافيها قابل للكسر..
يحمد لاجهزة الولاية انها كانت واعية في التعامل مع المواكب التي سدت الطرقات واحدثت ربكة معلومة في شوارع الخرطوم..
على الاجهزة الامنية ان تستيقظ من سباتها العميق… فبلادنا توشك ان تضيع…. اذ مازال اداؤها دون المستوى ، وعلي الجهات المختصة رفع وتيرة للتقصي والتاهب الامني الي اعلي مستوى ، اذ لا يصح ان نتفاجا بالاحداث دون وجود اية استقراء او توقعات من الجهات الامنية التي باتت تعلم بوقوع الاحداث مثل المواطنين تماما.
ما حدث بالنيل الازرق فيه تقصير كبير اتمني تلافيه لان الوقت لن يسعفنا اذا ما استمر الوضع علي ما هو عليه من سيولة وضياع للبوصلة..
القضية الان ليست حقوق الهوسا او اي من القبائل الاخري، لا اعتقد ان لهذا التكوين القبلي اي راي شاذ في ما يلي حقوقه ولا اظنه تبني طرحا ينتقص من حق الاخرين في الارض والمكتسبات التي توفرها القاب اجتماعية اخرى مثل (النظارة او العمودية)..
لماذا نسلبهم الحق في ان يكون لهم امارة في وطن مثل السودان تتكتل تكويناته القبلية خلف واجهات ولافتات معلومة..
(علي كل) … هنالك مخطط لحريق شامل اكبر من فكرة الامارة اتمنى ان تنتبه له الجهات المختصة..الفتن القبلية باتت سلاحا سريعا لتفكيك الدولة ووضعها علي برميل بارود…
نامل من منتسبي الهوسا في انحاء السودان كافة ان لا ينجروا خلف دعوات العنف وان يكونوا حريصين علي توصيل رسالتهم بالوسائل السلمية وان لا يتجنوا علي ماضي التعايش الذى جمعهم بالمكونات القبلية في السودان.. ولهم في القضارف اسوة حسنة..
اتمنى ان تتبني احزابنا وواجهاتنا الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني والاعلام الي اهمية مواجهة الخطاب العنصري والقبلى ودحضه والتصدي له بقوة، ورجائي ان يؤجل خصماء الملعب السياسي معاركهم الان وبتوحدوا من اجل ان تظل الخريطة قوية ومتماسكة ثم يعودوا بعد ذلك لتشاكساتهم وتنفيذ اجنداتهم الشخصية والحزبية..
انتبهوا فان الوطن اوشك ان يضيع…
الا هل بلغت فأشهد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى