المقالات

محمد وداعة: بروميديشن، والحياد السويسري

الخرطوم | تسامح نيوز

محمد وداعة: بروميديشن، والحياد السويسري

محمد وداعة

الخارجية السويسرية مطالبة بتوضيح دورها وكيفية رعايتها لعقد ورشة بروميديشن فى جنيف.
ورشة بروميديشن فجرت خلافات عميقة وسط القوى السياسية بدلآ عن تقريب وجهات النظر.
ليس واضحآ اسباب و دوافع بعض مكونات الكتلة الديمقراطية لتعلية سقف التوقعات لهذه الورشة.

محمد وداعة: بروميديشن، والحياد السويسري

 

لطالما اصر السيدان (مناوى و جبريل) على اصطحاب السيدان (جعفر الميرغنى و اردول) لمرحلة التوقيع على الاطارى.
ربما هذه المرة الاولى التى يكون فيها الحزب الاتحادى الديمقراطى الاصل فى غير مكانه و زمانه.

من البديهيات ان لا يصدق اى مشغول بالعمل السياسى او الشأن العام فى بلادنا ، ان منظمة بروميديشن تنظم هذه الحوارات بين قيادات سودانية و هى التى تحدد هذه القيادات بالاسم و الموقع ، و هناك حالة من الغموض لازمت نشاطات هذه المنظمة فيما يتعلق بالسودان ،.

محمد وداعة: بروميديشن، والحياد السويسري

 

و من الغريب جدآ ان ترعى وزارة الخارجية السويسرية هذا الحوار ، و يغيب عنه السيد سيلفان استير وهو المبعوث السويسرى للقرن الافريقى والسودان ، خاصة و ان سيلفان زار السودان فى الاسبوع الماضى ، و لم يشر الى هذا الحوار الذى ترعاه خارجية بلاده، كما انه لم يشارك فى الورشة ،

حسب تصريحات المشاركين فى الورشة ، و منهم السيد مبارك الفاضل (انهم تلقوا الدعوة لحوار سودانى – سوداني تنظمه بروميديشن في جنيف بالاشتراك مع وزارة الخارجية السويسرية في الفترة بين 25 الي 28 نوفمبر الجاري مع مشاركة الاتحاد الأفريقي والحكومة المصرية كمراقبيين ، نظمت هذه المنظمة ووزارة الخارجية السويسرية ثلاث اجتماعات سابقة في يوليو 23 وفي شهري أبريل ويوليو 24 شاركت فيها شخصيات وطنية وقوي سياسية وحركات مسلحة .

محمد وداعة: بروميديشن، والحياد السويسري

 

الهدف من تنظيم هذه الحوارات هو انهاء حالة الاستقطاب الحاد التي حدثت بعد الحرب وتقريب وجهات النظر بين القوي السياسية بهدف دعم المبادرات الرسمية للاتحاد الافريقى و مصر ، والهادفة لتوحيد القوي المدنية حول شروط المسار السياسي لعملية السلام والعودة للحكم المدني)،
مع الاسف فأن اولى ثمار هذه الورشة كانت فى حدوث خلافات عميقة داخل الكتلة الديمقراطية .

فبينما صدر بيان من الناطق باسم الكتلة السيد محمد زكريا، إن الكتلة تعتذر عن تلبية دعوة منظمة بروميديشن ، وشدد على أن الكتلة تدعو إلى ضرورة تنسيق الجهود الدولية لتيسير حوار سوداني-سوداني شامل لا يستثني أحد ، ليستنكر بيان أصدره القيادي في الاتحادي الديمقراطي ــ الأصل عمر خلف الله وزيله بالمتحدث الرسمي باسم الكتلة الديمقراطية؛ البيان الصادر من محمد زكريا ،

وقال عمر خلف الله إن (الكتلة الديمقراطية عندما تصرح للاعلام هناك إجراءات تتبع قبل صدور التصريح ، واعتبر الاعتذار المتداول عن ورشة الحوار السوداني ــ السوداني باسم الكتلة الديمقراطية يمثل مسار دارفور، حيث لم يُناقش في أروقة المجلس الرئاسي للكتلة الديمقراطية ، وأكد على أن الكتلة الديمقراطية ستشارك في الورشة، لتعزز رؤية المشروع الوطني في كل المحافل الدولية والإقليمية ،

وفي السياق، قال القيادي بالكتلة الديمقراطية مبارك أردول، إن القوى السياسية التي تمت دعوتها لاجتماعات جنيف اتفقت على أن تكون المشاركة عبر التنظيمات السياسية وليس الكتل ، وأوضح أن البيان الصادر باسم الكتلة الديمقراطية الخاص بالاعتذار عن المشاركة، لم يعرض على رؤساء التنظيمات في الكتلة، مؤكدا مشاركته في الاجتماعات ، وأضاف أردول ( بيان الكتلة تغافل عن فقرات مهمة حول المشاركة واختزل رأي تنظيم واحد ) ،

يبدو واضحآ ان جنيف (4) كسبت مبارك الفاضل ، و خسرت مناوى و جبريل و السيسى و قوى أخرى ، بينما استمر حضور السيد جعفر و السيد اردول ، بالحسابات السياسية فأن جنيف ( 4) تمثل تراجعآ كبيرآ عن جنيف (3) ، و لم تحقق الهدف المعلن لانعقادها ، فهى بدلآ عن تقريب وجهات النظر بين القوى السياسية ، احدثت مزيد من الاختلافات فيما بينها ،

و الامر لايتعلق فى اعتذار قوى سياسيةرئيسية عن حضورها فحسب ، و انما بسبب شكوك كثيرة حول حقيقة هذه الورشة ، هل يمكن الاعتماد على توصيات ورشة تعقدها بروميديشن ( برعاية الخارجية السويسرية ) و التى يجب مطالبتها بتوضيح حقيقة رعايتها لهذه الورشة ، و يحضرها الاتحاد الافريقى و مصر بصفة مراقبين ، بينما الذى يشاع ان الورشة لدعم المبادرات الرسمية للاتحاد الافريقى و مصر ،

هذه ورشة الدعوة لها تمت على اساس شخصى ، ومن مجموعة محدودة من ( الطرفين ) ، و لا احد ينتظر ان يكون لها دور ملموس فى احداث ( تقارب بين القوى السياسية ) ، و ليس واضحآ اسباب و دوافع بعض مكونات الكتلة الديمقراطية لتعلية سقف التوقعات بخصوصها ، لدرجة ان تتسبب مجرد ألدعوة لها فى كل هذا الاختلاف ،

لعله يسوءنا ان نرى حلفاء الامس مختلفين ، و الذاكرة السياسية السودانية ضعيفة و رهيفة ، لطالما اصر السيدان( مناوى و جبريل ) ، على اصطحاب السيدان(جعفر الميرغنى و اردول) لمرحلة التوقيع علىالاتفاق الاطارى ، و تسبب هذا الاصرار فى افساد صفقة الاتفاق الاطارى ، و لو لا هذا الموقف من جبريل و مناوى لكان الاتفاق الاطارى الان هو سيد الموقف و بدون السيدان جعفر المرغنى ومبارك اردول ،

منذ مؤتمر القاهرة كان هناك تحول واضح فى مواقف ( المباركين ) ،لجهة التقارب مع تقدم، ربما هذه المرة الاولى التى يكون فيها الحزب الاتحادى الديمقراطى فى غير مكانه و زمانه ، من الذى حدد اجندة و موضوعات الورشة ، و لمن ترفع التوصيات ؟،
28 نوفمبر 2024م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى