أخبارالمقالات

محمد وداعة يكتب: الحرب الروسية الأمريكية.. على الأراضي السودانية

تسامح نيوز – الخرطوم

 

ما وراء الخبر

 

 

سبق ومنذ وزارة الدكتور عبد الله حمدوك الاولى ، ان حذرنا من مغبة انجرار( جرجرة ) السلطة الانتقالية الى سياسة المحاور الاقليمية و الدولية ، و قلنا ان سماح الحكومة بانشاء قاعدة روسية على البحر الاحمر ، ووجود مجموعة فاغنر الروسية سيدخل البلاد فى اتون الصراع الدولى ، و يجعل من بلادنا مسرحآ لحرب استخباراتية ، و خاصة بعد اقامة علاقات مع اسرائيل ، و ربما حرب مباشرة او بالوكالة بين الاطراف المتصارعة على النفوذ و الوضع الجيواستراتيجى للسودان ، و جاءت الحرب الروسية الاوكرانية لتزيد من حدة الصراع على السودان مواردآ و موقعآ، و لم تكن التقارير التى تداولتها اجهزة الاعلام بخصوص تهريب الذهب السودانى الى روسيا الا صفحة من صفحات الصراع ، سوى كانت هذه التقارير صحيحية ام مفبركة ،
منذ ابريل 2019م ، و بعد نجاح ثورة ديسمبر فى الاطاحة بنظام البشير ، بدأ التدخل الاقليمى بالوكالة فى الشأن السودانى ،و كانت الامارات راس الرمح فى تبنى مشروع التطبيع مع اسرائيل و روجت له عبر بوابة تحسين العلاقات مع المجتمع الدولى ، باعتبار ان اسرائيل هى المفتاح للعلاقة مع امريكا ، و كان واضحآ التأثير الغير عادى للامارات و السعودية فى ملف العلاقات الخارجية على حكومة حمدوك و مجلس السيادة ، و على قوى اعلان الحرية و التغيير ، بدعم رجال اعمال مرتبطين بالاجندة الاقليمية و الدولية ، و حدث ما حدث ..!
ما يهمنا اليوم ليس تحركات السيد قودفرى سفير الولايات المتحدة الامريكية ، و دعمه العلنى لخط رسمته الالية الرباعية لحل الازمة السياسية السودانية ، و تبنيه مع سفراء المملكة المتحدة و السعودية و الامارات لرؤية المجلس المركزى للحل ، الا يكفى هذا وحده للتشكيك فى الاهداف الحقيقية لمشروع الحل الامريكى ( الرباعى ) ؟
فى اجابته على سؤال صحيفة التيار (بعض التقارير الإخبارية تتحدث عن تقدم العلاقات بين السودان و روسيا، هل يقلقكم ذلك؟ ) ، اجاب السفير الامريكى ( نعم تابعنا تقارير إخبارية تكشف عن سعي روسيا تنفيذ اتفاق سابق مع البشير في العام 2017 لإقامة منشأة بحرية في بورتسودان، ومن المهم أن نقول أن العزلة الدولية حول الاتحاد الروسي والرئيس بوتين تتزايد حالياً بسبب الغزو غير المبرر لأوكرانيا
وإذا قررت حكومة السودان المضي قدماً في إقامة هذه المنشأة أو إعادة التفاوض حولها سيكون ذلك ضاراً بمصالح السودان،ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى مزيد من عزلة السودان في وقت يريد معظم السودانيين أن يصبحوا أكثر قرباً من المجتمع الدولي ، تتمتع جميع البلدان بحق سيادي في اختيار البلدان الأخرى التي تنشئ شراكات معها، ولكن هذه الخيارات لها عواقب، ترغب الولايات المتحدة الأمريكية في أن تكون شريكًا للسودان ويمكننا أن نكون شريكًا جيدًا لكن المفتاح الذي يفتح الباب أمام تعاون أكبر بين الحكومتين الأمريكية والسودانية هو تشكيل حكومة جديدة بقيادة مدنية وإطار انتقالي يعيد الانتقال الديمقراطي في السودان ،) ،
جاء رد السفارة الروسية (إن جون جودفري ،السفير الأمريكي المعين حديثًا والذي وصل مؤخرًا إلى الخرطوم، وهو يعوض عن سطحية معرفته بالسودان بـ (مصادر) مشبوهة، قرر في مقابلته الأخيرة مع صحيفة التيار السودانية أن يتطرق الى العلاقات الروسية السودانية ، على ما يبدو، وبسبب قلة خبرته وكذلك استنساخه لتعاملات وزارة الخارجية الأمريكية المتعالية، بعيدًا كل البعد عن الملاءمة الدبلوماسية، يحاول السفير الأمريكي، مثل أسلافه، أن يتكلم مع الشعب السوداني بلغة التهديدات والإنذارات النهائية في شأن سيادة الخرطوم في سياساته الخارجية ، وتظهر حججه حول النظام العالمي الحالي سخيفة. والأكثر سخافة هو تصريحاته حول ما يسمى بـعزلة روسيا ، من جانبها، تؤكد السفارة الروسية في الخرطوم عزم بلادنا على التطوير المتتالي للتعاون مع السودان على مبادئ الاحترام متبادل المنفعة والمتساوية التي ،للأسف، ينساها او يتناساها واشنطن دائما ، أما السفير الأمريكي، فنوصي له بأخذ كل هذا بعين الاعتبار اثناء عمله فى منصبه العالى ) ،
اذن هى تحذيرات من استخدام السودان حقه السيادى فى استضافة القاعدة الروسية ، و بغض النظر عن العواقب ، فان التحذيرات الامريكية غير دبلوماسية و تعتبر تدخلآ فى الشأن السودانى، الشعب السودانى و حكوماته العسكرية و المدنية رفض اقامة قواعد عسكرية على اراضيه و يرفضها اليوم ، روسية او امريكية او خلافها ، و هذا قرار سودانى لا يمكن المضى فيه الا بوجود مجلس تشريعى ، مثله مثل العلاقات مع اسرائيل ،
لا شك ان كل المؤشرات تشير الى احتدام الصراع حول السودان ، و من البديهى ان المنتصر فيه سيرسم شكل الحكومة القادمة ، و عليه فاذا صعدت الحرية و التغيير مجموعة المركزى بمشروع تسييرية المحامين الى السلطة ، فان السفير الامريكى سيضمن عدم اقامة القاعدة الروسية ، ولن تقام القاعدة الروسية ،حتى اذا انتصرت روسيا فى اوكرانيا ، هذا ثمن الدخول فى الصراعات الدولية ، و الانحناء للاجنبى ،وهو وضع طبيعى لترك الحبل على القارب للسادة السفراء الاجانب ،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى