المقالات

محمد وداعة يكتب : قضية الشرق .. و خطل الحل الامنى !

ما وراء الخبر

الدعوة لاستخدام العنف اكبر مهدد للفترة الانتقالية ،
ما الفرق بين فض الاعتصام وفض اغلاق الشرق ؟
نشيد و نؤكد على قرار الفريق البرهان برفضه التعرض للمحتشدين من ابناء الشرق،
هاجم رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا و العموديات المستقلة ؛ محمد الأمين ترك المكون المدني في الحكومة الانتقالية، و قال ترك في خطاب جماهيري بمدينة سواكن ظهر امس (السبت) ، إن لديهم معلومات بمطالبة وزير شؤون مجلس الوزراء و آمين سر حزب البعث العربي الاشتراكي ؛ علي الريح السنهوري بحسم التصعيد في الشرق بقوة السلاح، و أضاف مخاطباً الجماهير (الناس ديل ما بهمهم دمكم) ، مشيراً إلى رفض المكون العسكري بقيادة البرهان للأمر و أعلن رفضهم للتفاوض مع المكون المدني مبيناً أن على الحكومة الدفع بوفد من المكون العسكري، و ناشد ترك المجلس الأعلى للإدارة الأهلية بشرق السودان باحترام رأي أهل الشرق  ،  و أضاف ( الشرق الآن اتقفل) و تابع (نحن ما دايرين فتنة لكن ما دايرين نعيش استعمار و نحن رافضين سلام جوبا)،
ان كان هذا الخبر صحيحآ ،فهذه فتنة ، ويعد توجهآ غريبآ و خطيرآ ، دعوة بعض اعضاء المجلس المركزى ، و الحكومة المدنية، و منهم اعضاء فى مجلسى الشركاء والسلام ،  لاستخدام القوة لفض اغلاق الشرق ، و بدا غير مفهوم ربطهم فرض هيبة الدولة بفض الاغلاق ، و مثير للقلق تحريض مجموعات اخرى لامهال الحكومة (48) ساعة لفرض هذه الهيبة ، و الا ستفرضها هذه الجهات نيابة عن الحكومة ، وهذه محاولة لخلق الفوضى و تتحمل الحكومة مسؤليتها عنه ، لعدم اكتراثها ، و حل المشكلة قبل الوصول لهذه المرحلة ، بالتفاوض و الحوار مع الرافضين لمسار الشرق ، فهذا حقهم المشروع مثلما هو للمتمسكين بالمسار ، وواجب الحكومة هو منع هذا التنازع على الاقل  بتقديم حلول وسط  ترضى الطرفين ،
هذا تصعيد حكومى غير مقبول بغض النظر عن منطق اهل الشرق و مطالبهم بالغاء المسار ، وهذا يضع الحكومة فى خانة العدو بعد الاعلان عنه ، بحيث يستحيل الحل ، هذا سيناريو غريب ، يبدو انه مرسوم لوضع المكون العسكرى ( الشريك ) فى خانة العدو ، و ليس ببعيد تكرار سيناريوهات مشابهة سابقآ ، تم تخطيطها لتقود الى حالة التصادم و الفوضى ، و لا حظ مراقبون ان هذا ربما تصعيد مرسوم يهدد علاقة الشراكة ( المدنية – العسكرية ) ، و التى يعتبرها السيد رئيس الوزراء احد مهددات الفترة الانتقالية و كون لها مبادرة ( الى الامام ) ،
ان اولى خطوات حل قضية الشرق يبدأ من ادانة علنية من الحكومة لدعوة فض الاغلاق بالقوة ، و اعتذار الاليات التى طالب بعض اعضاءها بحسم الاغلاق بالقوة ، و تكوين لجنة قومية مستقلة للتحقيق و محاسبة الاطراف التى تصب الزيت على النار، من جانبنا ندعو للحكمة ، و منع التعرض للمحتشدين من ابناء الشرق من اى جهة ، و محاسبة اى من كان يدعو لحسم الامر نيابة عن الحكومة ، و نؤكد ان الطريق الاقل تكلفة هو طريق التفاوض و الحوار ، بضمانات مقبولة و باسرع وقت ممكن ، لابعاد الفتنة بين مكونات الشرق ، و نشيد و نؤكد على قرار الفريق البرهان برفضه التعرض للمحتشدين من ابناء الشرق ، و نقول للمحرضين على استخدام العنف تكفى الدماء التى سالت حتى الان ، و كانت مهرآ لتحكمون باسم الشهداء ، فهيبة الدولة اسقطتها تسعة طويلة فى شوارع الخرطوم نهارآ جهارآ ،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى