محمد وداعة يكتب :ندوة شمبات.. اسدال الستار!

ما وراء الخبر
ضرورة الخروج من دائرة الصدمة الى فعل سياسى ناضج يتجاوز شعارات غير قابلة للتحقيق
لم تمض سويعات على نشر مقال لكاتب هذه السطور بعنوان ( البوربون لا يتعلمون و لا ينسون …)، حتى اثبتت مجموعة المركزى ( انهم لا يتعلمون ) ، و حسبما ورد فى الاخبار ان بعض قوى الحرية و التغيير( مجموعة الاربعة ) اثبتوا انهم لا يتعلمون ، و باصرار ، ابرمت اتفاق مع لجان مقاومة شمبات قضى بنقل الندوة المعلن عنها فى شمبات الى ميدان الربيع ، و كان مصدر بالحرية و التغيير افاد بانهم لا يرغبون فى الدخول فى مواجهة مع لجان المقاومة ، و حسب موقع ( عزة برس ) تقرر الغاء الندوة ، تفاديآ لاى احتكاك لجهة ان لجان مقاومة شمبات ترفض قيام الندوة ، ما حدث ان مجموعة الاربعة تجاهلت اتفاقها مع لجان المقاومة وقررت اقامة الندوة ، وحدث .. ما حدث ،
لا احد يقبل الاحداث التى صاحبت الندوة و ادت الى فضها ، و لا احد بالطبع يقبل نكوص جماعة المركزى عن اتفاقها مع لجان مقاومة شمبات ، و ربما كان حديث الاستاذ خالد عمر (سلك ) مستفزآ ( دق الاضينة و اتعذر له ) ، فلم تكن طريقته فى الاعتذار و انتقاد تجربتهم مقنعة ، و غير مقبولة، لا من الحضور ، و لا من مجموعات ثورية من ( غاضبون و اشتباك) عرفوا بمناهضتهم لتجربة الشراكة بين المكون العسكرى و مجموعة المركزى ، و عليه فان الاصرار على عدم التعلم و اتهام جهات اخرى تابعة ( للانقلابيين) بمداهمة الندوة يثير السخرية فى ظل الاصرار على قيام ندوة مرفوضة تم الاتفاق على الغاءها ، و على كل حال و اى كانت الجهة التى استهدفت الندوة فهذا عمل يجد منا الادانة و الاستنكار،
مجموعة المركزى كان عليها الاقرار بانها تسببت ومنذ البداية فى اقصاء قوى مؤثرة فى الحرية و التغيير ، و انها لم تكترث لصوت الشارع و لم تحتضن لجان المقاومة و الاجسام الثورية كما كان متوقعآ ، و لم تكترث لقضايا الشباب و البطالة و لا الاوضاع الاقتصادية المتردية ، فمكنت لاحزابها فى الوظائف و الفرص الاقتصادية و اهملت الشارع العريض ، كان واجبها الاعتراف باختطافها للقرار السياسى و التنفيذى عبر المحاصصة البائسة ، و انها فشلت فى ادارة صراعها مع المكون العسكرى ، و سقطت فى مهاترات لم يحترمها احد ، و دخلت فى تقاطعات الاجندة الدولية ، فباع من باع ، و اشترى من اشترى ،
الاحداث التى صاحبت الندوة يتوقع تكرارها فى اى محاولات اخرى لمخاطبة الشارع دون الالتزام بشعاراته و احترامه ، و ربما كان الافضل لمنظمى الندوة تقديم وجوه غير متهمة بالضلوع فى كوارث تجربة العامين الماضيين ، و ربما كان الافضل ان تكرس مثل هذه الندوة للاعتذار الصريح و الواضح للشعب السودانى عن الاخطاء الفادحة و جرد الحساب و محاولة فتح صفحة جديدة ، اما الاعتقاد بان المواكب و التظاهرات خرجت مساندة لهم فهذا وهم سيقود هذه القوى لحتفها ، و عليه فاننا ننصح جماعة المركزى بتقديم نقد واضح ، و تقديم اعتذار للقوى الثورية الاخرى و للشعب السودانى ، و العمل الجاد للعودة الى منصة التأسيس و عقد مؤتمر لتقييم التجربة و اعادة البناء و الهيكلة وفق مشروع الثورة (حرية .. سلام و عدالة ) ، و الخروج من دائرة الصدمة الى فعل سياسى ناضج يتجاوز شعارات غير قابلة للتحقيق ، و الالتفات الى حوار بناء بين قوى الحرية و التغييرو لجان المقاومة ،حوار لا يقصى احدآ، بما فى ذلك المكون العسكرى و رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ، هذا او اسدال الستار ..،