تحقيقات وتقارير

مخاوف من ان يؤدي التحالف الجديد لمزيد من الخلافات

تقارير

تظل الخيارات محدودة في ظل عدم ثبات مكونات الحرية والتغيير على الوحدة والتماسك لمقابلة الازمات التي تواجه البلاد، والدعوة التي قدمتها الحرية والتغيير لإعلان هيكل تنظيمي لتوحيد قوى الثورة يوم الأربعاء الماضي احد مطلوبات المرحلة، ولكن سرعان ما تحول إلى ساحة تجاذب من المجموعات الممانعة وابرزها حركة العدل والمساواة جناح جبريل ابراهيم وحركة جيش تحرير السودان جناح مناوي ويمثلان اكبر مكونات الجبهة الثورية وهذا الرفض يمثل موقفا بالغ الخطورة على اتفاقية سلام جوبا التي تمثل المخرج الآمن للبلاد من أزماتها المتعاظمة

ووقعت على الإعلان السياسي قوى سياسية، أبرزها أحزاب (الأمة القومي ، المؤتمر، البعث ، التحالف السوداني ، التجمع الاتحادي ، الحركة الاتحادية ، تجمع المهنيين وممثلين من منظمات مجتمع مدني.
ومن الحركات المسلحة وقعت فصائل الجبهة الثورية، باستثناء حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، وزير المالية، وحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور، وقد تباينت المواقف وسط القوى السياسية من هذا الإعلان ، كما تباينت الآراء حوله ، ومن خلال هذا التقرير نستعرض مواقف بعض القوى السياسية
رئيس مجلس الوزراء دكتور عبدالله حمدوك، أكد أن توقيع الإعلان السياسي لوحدة تحالف الحرية والتغيير هو تأسيس جديد لقوى الثورة، وهو تأكيد على قدرة القوى السياسية لتجاوز خلافاتها، وهزيمة رهان أعداء الثورة على التشظي الذي يحدث عقب نجاح الثورات لتسهيل عملية الانقضاض عليها، وقال حمدوك إن وحدة قوى الثورة هدف لا نتنازل عنه أبدا لأنه ضمانة تحصين الانتقال، ودعا حمدوك قوى الحرية والتغيير لاعتبار توقيع الإعلان خطوة يجب أن تتبعها خطوات أخرى لتحقيق وحدة كل قوى الثورة.
على عكس ما قال حمدوك يرى بعض الخبراء والمحللين السياسيين أن التحالف الجديد الذي تم الإعلان عنه سيقود للمزيد من الخلافات وأشاروا الى أن حمدوك يقول لاتنازل عن وحدة قوى الثورة، ولكن في الواقع قوى الثورة لم تعد موحدة، وأن التحالف الجديد نفسه قابل للإنشقاق، وقد هددت حركة العدل والمساواة بالخروج منه اذا لم يلتزم بشروط وضعتها مسبقاً.
وأكد الخبراء أن حمدوك نفسه يتجاهل قوى الثورة وينفذ برنامج خارجي غربي متمثل في روشتة البنك الدولي، وقال الدكتور محمد أبوزيد المحلل السياسي إن معظم أحزاب الحرية والتغيير رفضت تطبيق سياسات وبرنامج البنك الدولي في الجانب الاقتصادي، بينما حمدوك ينفذ البرنامج الخاص بالبنك الدولي متجاهلاً الأحزاب، وقال إن هذه تناقضات من رئيس الوزراء الذي يعمل على إظهار اهتمامه بالوحدة ويعمل مع مجموعة محددة محيطة به، وقال ابو زيد إن هنالك عدة محاولات من رئيس الوزراء لتجاوز الحرية والتغيير.
من جانبها أصدرت قوى الحرية والتغيير والتي تضم حركة جيش تحرير السودان لجان المقاومة السودانية حلم، حزب البعث السوداني، الحزب الاتحادي الموحد، كتلة النازحين واللاجئين، الجبهة الثورية السودانية، تجمع لجان المقاومة (تلم)، الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة، حركة تحرير كوش، الحزب الاتحادي – الجبهة الثورية، الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال، كيان الشمال، حركة تحرير السودان المجلس القيادي، الجبهة الثالثه تمازج، الحزب الوحدوي الناصري العدالة الاجتماعية،
قدامى المحاربين-القوات النظامية، مبادرة المجتمع المدني، التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية، قدامى المحاربين و ضحايا الحروب، مجلس الصحوة الثورى، والمجلس السياسى للمقاومة، أصدرت بيانا أمس الأربعاء عقب التوقيع على الإعلان السياسي ، قالت فيه إن هذا الإعلان هو محاولة استباقية لقطع الطريق على وحدة قوى الحرية والتغيير التي نادينا بها بالعودة لمنصة التأسيس وقيام المؤتمر التأسيس، حيث قامت مجموعة من أحزاب الحرية والتغيير وبعض أطراف السلام بالتوقيع على مايسمى بالإعلان السياسي، التي حادت عن تطلعات الشعب السوداني وجماهيرها وخطها الوطني المعروف والملتزم بالقضايا الوطنية ووحدة مكونات الشعب السوداني وبعض من أطراف العملية السلمية، وأكدت قوى الحرية والتغيير في بيانها أن
الإعلان السياسي الذي تم التوقيع عليه سيزيد الوضع السياسي تعقيدا واحتقانا ويؤسس لانقسام كامل لقوى الحرية والتغيير.
ودعت الموقعين علي الإعلان بأن الباب مازال مفتوحا أمامهم في العمل على وحدة قوى الحرية والتغيير والانضمام لصوت العقل في العودة لمنصة التأسيس، وقيام المؤتمر التأسيسي لقوي الحرية والتغيير الذي يبدأ من ولايات السودان المختلفة.
وأعلنت قوى الحرية والتغيير في بيانها تمسكها الكامل بوحدة قوى الحرية والتغيير وقوى الثورة ، كما أعلنت مواصلة دعمها لحكومة الفترة الانتقالية وإنجاح برامج الفترة المتفق عليها في الإعلان السياسي لقوى الحرية والتغيير، ودعت رئيس الوزراء بالوقوف على مسافة واحدة من كل قوى الثورة، كما تعهد بذلك في اجتماعنا الأخير معه للوصول للوحدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى