تحقيقات وتقارير

مستشار سلفاكير يكشف المسكوت عنه بشأن السودان

الخرطوم  تسامح نيوز

 

 

مستشار شوؤن رئاسة الجمهورية بجنوب السودان يكشف المسكوت عنه

ان لم يجد السودانيون حلا سريعا لقضيه الحرب فسيصبح السودان دويلات متعددة وضعيفة

في حوار استثنائي نوعي لمستشار شؤون الرئاسة بحكومة جنوب السودان دكتور كاستيلو قرنق رينج، لصحيفة الشرق الاوسط ، قدم سيادته رؤية واضحة ومتكاملة ، لحكومة جنوب السودان حول حل الازمة الازمة السودانية ، مستشهدا بقوله ( لا يفهم مشكلة السودان) سوى فخامة الرئيس سلفاكير والجنوبيين بصفة عامة. فيما أعرب عن عدم ارتياحه لمحاولات استثناء رئيس البلاد سلفاكير لقيادته للوساطة.

كما عاب ايضا على محاولات ايجاد حل للأزمة السياسية في السودان خارج اطار الإيقاد و الاتحاد الافريقي

وتحدث دكتور كاستيلو عن تأثير الحروب على ثقافة الشعوب وغيرها من المهددات الاخري.

دكتور كاستيلو قرنق رينج لوال لـ (الشرق الاوسط):

لا يوجد من يفهم مشكلة السودان اكثر من الرئيس سلفاكير

بعض الدول العربية تربطها مصالح مع هذا الطرف

*هذان المقترحان لم تتم مشاورة الحكومة في السودان حولهما لذلك لم يكونا موفقين*

لهذا السبب اظهر الاتحاد الإفريقي انزعاجه من الوساطة الاميركية السعودية.
هذه (…)من القضايا المسكوت عنهاوالتي تهدد وحدة السودان

فإلى مضابط الحوار

اولا ما هي رؤية حكومه جنوب السودان لحل الأزمة في السودان؟

الأزمة السياسية في السودان ،يمكن ان تحل بنفس الطريقة التي تم بها حل الازمه الأخيرة في جنوب السودان و السودان ؛ وهو ان تُوقف الحرب عن طريق وساطة جنوب السودان .

في حقيقة الامر لا يوجد من يفهم مشكلة السودان اكثر من الرئيس سلفاكير ميارديت و الجنوبيون .
فقضايا السودان متداخله كما يعلم الجميع وليس لدي جنوب السودان مصلحة خاصة غير المصالح المشتركة الواضحة و المعروفة .
وهذا يتم أيضا بمشاركة العالم العربي ، والدول الافريقية و المجتمع الدولي بالتعاون مع قياده جنوب السودان؛ وذلك لإرساء السلام في جمهورية السودان .

كل المحاولات التي يراد بها استثناء جنوب السودان من الوساطة باتت بالفشل . فحتى بعض الدول العربية تربطها مصالح ذاتية مع هذا الطرف او ذاك في الحرب الدائرة في السودان.

الرئيس سلفاكير تربطه علاقات مبنية على الثقة مع الفريق اول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الجيش السوداني و ” الجنرال قائد قوات الدعم السريع حميدتي .

“فالطرفان يعلمان حقيقة حياد جنوب السودان فحتى الطفل يعي بان ما يضر السودان يضر جنوب السودان ، فقد تعلمنا من حروبنا ان نحافظ و نحترم التوازنات السياسية الموجودة في السودان “.

ما نتائج مباحثات الرؤساء الثلاث في قمة الإيقاد الثلاثية في جبيوتي حول السودان؟

بحسب مخرجات قمة الإيقاد في جيبوتي أصبحت اللجنة رباعية بإضافة رئيس وزراء دوله إثيوبيا كمبعوث للإيقاد ؛لترتيب لقاء مباشر بين الفريق اول عبد الفتاح البرهان و قائد قوات الدعم السريع .
و كان من المقترح ان يقابل كل طرف على حدة اولا ، ثم يتم الجمع بينهما من اجل الوصول الى وقف دائم لإطلاق النار .

ام المقترح الثاني ان يقوم الرئيس الكيني وليم روتو برئاسة اللجنة الرباعية.
ولكن المقترحان .” لم يكونا موفقان لأنهما تم اتخاذهما دون مشاورة السودان، وهذا ما اشارت اليه وزارة الخارجية السودانية في وقت لاحق. بالرغم من ان نائب رئيس مجلس السيادة الجنرال مالك عقار ايير كان موجودا في قمة الإيقاد حيث مثل السودان.

ببساطة تم رفض المقترحان من قبل السودان، حيث ان الفريق اول عبدالفتاح البرهان رفضا لقاء الجنرال حميدتي ،كما رفض السودان ان يراس الرئيس الكيني وليم روتو رئاسة اللجنة الرباعية المشكلة من الإيقاد و طالب السودان أن تعاد رئاسة لجنة وساطة الإيقاد إلى الفريق اول سلفاكير ميارديت لانه هو من يفهم مشاكل السودان اكثر من غيره من الموجودين في اللجنة .

وبذلك لم ينجح اجتماع جيبوتي في طرح معادلة اوليه مقبولة للقيادة الجيش لحل قضية السودان .

الي اي حد هنالك مجال للتعاون مع المبادرة السعودية الأمريكية لإدامة فترة الهدنة في السودان ؟

الأتحاد الافريقي و دول الايقاد لم يرفضا التعاون مع المبادرة السعودية الأمريكية ,ما ازعج الافارقة بشكل عام هو انفراد الدول التي تحاول إيجاد حل عن طريق الوساطة الاتية من خارج أفريقيا و الإنفراد بالوساطه دون تضمين الاتحاد الافريقي او الإيقاد في المبادرة .
لا يمكن للافارقه بطبيعة الحال ، حل قضايا عربيه دون العرب كما لا يجوز حل قضايا أمريكية من قبل الافارقة دون وجود الأمريكان ,نحن نرى الان الصعوبة التي يواجها الوفد الافريقي الذي يحاول التوسط بين روسيا -و اوكرانيا .

فهنالك دول أوروبية تقول “في الخفاء ” بان الدور الافريقي غير مهم بهذا القضية و الغربيون يريدون فقط تأييد دول افريقية لقضيه اوكرانيا دون ان تاتي بمقترحات لإيقاف الحرب ، وإيجاد الحل بالطرق الدبلوماسية، كما قال “رئيس جنوب أفريقيا رامفوسا” في خطابه في كييف) من يترك الافارقه خارج محاولات الوساطة لم يفهم عمق القضية السودانية بالطريقة الصحيحة. اذ بها جوانب اثنيه تتطلب وجود دول الاتحاد الافريقية لكي لا يحدث سوء فهم للحل الخارجي بما يودي. إلى تعميق الخلافات .
فعلى الاقل كان يجب. ان يشارك جنوب السودان في محادثات جدة لان رئيس جنوب السودان هو رئيس لجنه وساطة الإيقاد وبهذا كان سيتم توحيد مبادرة الايقاد مع مبادرة السعودية الأمريكية .

ما المهددات و المخاطر المتوقعة من اطالة أمد الأزمة على الامن وسلامه السودان و على المنطقة الافريقية و العالم اجمع ..فضلا عن النزوح و اللجوء ، و ما نصيب جنوب السودان منها ؟

الحروب الطويلة تساهم في تغيير _ بغض النظر عن الدول التي قامت فيها _ سيكولوجية الشعوب، _ و تعول عليها في كثير من الأحيان _ من شعوب متفائلة الى شعوب متشائمة غير متكافلة.

و الشعب السوداني كان معروفا في الشرق الاوسط و الخليج بطيبته و كرمه فمعظم سكان الخرطوم لم يعلموا ولم يعايشوا ماسي الحروب التي قامت في جنوب السودان و دارفور إذا كان يعرفون ذلك كما هو الان بعد احتكاكهم المباشر ،لما دامت الحرب واحد و عشرون عاما في جنوب السودان.

و من الارجح انه اذا طال امد الحرب في السودان فستتغير الشخصية السودانية المعروفة وكل الذين هجروا الخرطوم الى الخارج او الى الريف لن يعودوا الى الخرطوم بعد الحرب لان الخرطوم غدت مرتبطة بكل “الماسي” التي ارتكبت فمن خرج من السودان لن يقبل بالسهولة بان السلام قد ساد ربوع السودان .

فمن الناحية السياسية ستضعف الحكومة المركزية ولن يكون من السهل الاحتفاظ بوحدة البلاد ، و حتى اذا انفصل دارفور كما يطلب البعض فلن يكون هنالك سلام في غرب دارفور كما نرى الان في دارفور(دار مساليت) و الذين يقتلون ، و يقومون بالتطهير العرقي ضد (المساليت) ليسوا من سكان السودان الشمالي بما يعني بعد الانفصال فهنالك شرق السودان التي يهدد دائما بحق تقرير المصير يعني انهم يميلون الى الانفصال.

ثم هنالك المسكوت عنه الآن، الا وهي قضيه جنوب كردفان اذا لم يشد السودانييون من ازرهم و يوحدوا صفوفهم و يجدوا حلا سريعا لقضيه الحرب في السودان فستصبح السودان دويلات متعددة وضعيفة .
فعلى الأخوة العرب ان لا يقوموا بتصدير خلافاتهم الى السودان من اجل مصالح وهمية قصير الأمد .

لم تلعب الدول العربية دورا بناءا لإيقاف الحرب في جنوب السودان، والتي استمرت لمدة واحد و عشرون عاما، وكان دائما ما تتضامن مع حكومة البشير على أساس فهم وهمي بان جنوب السودان ضد الاسلام و ضد المسلمين و الان يتقاتل المسلمون السودانييون في ملتقي النيلين ، و كل طرف يهلل و يكبر بعد مقتل أخيه (الانتصار الوهمي ) فكيف يكون ذلك .

بعد انتقال الحرب إلى دارفور وربما الى جنوب كردفان وفلا توجد هنالك حواجز طبيعية تمنعها من التمدد الى جنوب السودان عن طريق اشعال الفتن بين القبائل.

فالقبائل العربية التي تحارب الان الحكومة في الخرطوم كما يقال هي نفس القبائل التي تعيش على طول الحدود دارفور و غرب كردفان وحدود جنوب السودان، فأحيانا تقوم بينها وبين قبائل جنوب السودان خلافات على الماء و الكلا.

في منطقه الساحل الافريفي يزداد الجفاف ويمتد الى مناطق كانت لا زالت خضراء قبل فترة وجيزة، وبحيرة تشاد فقدت ثلثي مياهها . ومع تمدد التغير المناخي سيزداد الجفاف شده وينتج عن ذلك محاولة هجرة القبائل الرعوية من هذه المناطق في اتجاه النيل و المناطق الخضراء في أفريقيا .وبهذا تزداد المعارك. اشتعالا من اجل الموارد وهذا يعني بان الحروب من اجل الماء و الكلا ستمتد جنوبا الى دول افريقية مثل الكنغو و أوغندا وأفريقيا الوسطى وبهذا يتم تجيش هذه المجتمعات للدفاع عن نفسها فحذاري لمن يظن بان المشكلة ستظل مشكلة سودانيه بحته لهذا يريد الرئيس سلفاكير إيقاف الحرب الان وفي بداياتها . فهل يعرف من يشعلون نار الفتنه في السودان عواقبها… ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى