
مستوى تقدم الجيش السوداني في معركة تحرير الخرطوم
وجد جيشنا العظيم نفسه، من أجل القضاء على المليشيا و تحرير منازل المواطنين، وجد نفسه مضطرا لخوض حرب المدن رغم ما يكتنفها من محاذير. و قد كانت معظم حروب الجيش السابقة في الأدغال والغابات والجبال. تدرب جيشنا العظيم أكثر واكثر، على حرب المدن من خلال معارك تحرير أمدرمان. ثم بعد ذلك خطط للعملية الواسعة التي يخوضها الان لتحرير الخرطوم.
*الانجازات*
استطاع جيشنا العظيم خلال الأيام الاولى من المعركة أن يحقق انجازات حاكمة تعينه على إكمال مهمته ومنها:
1/ عبور الجسور والسيطرة عليها واستخدامها في الإمداد و الربط بين القوات من حامياته المختلفة و نقل الآليات والجنود.
2/ الاستيلاء على عدد من البنايات العالية في محور المقرن و تحرير مساحات كبيرة وعدد من الأحياء السكنية في بحري.
3/ اعادة التموضع وجمع البيانات عن العدو وتحديث الخطط.
*العقبات:*
يتصور الرأي العام وقياسا على انجازات الايام الاولى أن طريق التحرير يعبر على خط مستقيم على شارع الزلط و أن المقاومة ستكون من جنود المليشيا على جانبي الطريق. إلا أن الحقيقة أن العقبات التي تواجه تقدم جيشنا العظيم كثيرة و كبيرة و تتمثل في:
1/ القناصين على البنايات العالية و على جانبي الطريق (لا تراهم لكنهم يروك). و امكانيتهم في دقة التنشين من أعلى إلى أسفل تمنحهم أفضلية السيطرة (يستطيع قناص واحد إعاقة متحرك بأكمله).
2/ يحتاج الجيش العظيم وهو يتقدم إلى إطلاق النيران الكثيفة بأعداد كبيرة من صناديق الذخيرة وعدد كبير من أنواع المدافع مثل اربجي، و بي تي وغيرها. بالإضافة إلى المهارة العالية للجنود للتغلب على صعوبة التنشين من أسفل إلى أعلى.
3/ من أصعب الموانع هي الألغام بأنواعها المختلفة (الالغام البشرية لإعاقة تقدم المشاة. الالغام لإعاقة تقدم الآليات) والتي يضطر جيشنا عبر وحدات المهندسين والبحث والتنقيب عنها تماما مثل البحث والتنقيب عن الذهب. كما ان هنالك أنواع من الألغام الخداعية تستخدم لاستدراج الخصم وايقاعه في الشرك ومن ثم الانقضاض عليه.
4/ الخوازيق والحفريات الدفاعية و الخنادق. وهي عوائق ظاهرة لكنها تعيق التقدم وتتطلب ازالتها وقتا وجهدا مما يستنزف الطاقة والوقت والآليات وقد تكون نفسها ملغمة.
5/ البيدرومات وهي تحت الارض مشكلتها الكبرى انها غير مرئية. ولذلك فإن البحث عنها أثناء التقدم يستنزف الذهن أكثر ما يستنزف الجهد والوقت.
6/ هذه الظروف تتطلب البحث عن المعلومات الآنية للعدو، لأن كلا الجيشين المهاجم والمدافع يتحرك ويغير مواقعه و طرائفه ولذلك فان معلوماته الآنية تتغير . هذا البحث يعيق التقدم .
و بالرغم من مشقة الحصول على معلومة واحدة، إلا أن فائدتها تكون كبيرة وقد تحدث تغييرا كليا في الخطة. مما يتطلب صلاحيات واسعة للقادة الميدانيين و قدرة عالية على قراءة وتقدير الموقف بذكاء و من ثم اتخاذ القرار الصحيح.
7/ من أسوأ المعيقات، هو أن تتبرع بنفسك فتقدم معلوماتك للعدو. ويتم ذلك من خلال التصوير الذاتي. أي تصوير العسكري لنفسه وهو ينقل أخباره فرحا بانتصاراته. مما جعل جيشنا العظيم يمنع جنوده منعا باتا من التصوير أثناء المعارك. وبذلك ضرب طوقا سريا وتكتما عاليا على عمليات تقدمه. رغم استهجان الرأي العام لهذا التكتم إلا أن ضرورته بالغة.
8/ كان يمكن للجيش أن يختار الطرق السهل الخالي من العدو، لكي ينجز مهمة التقدم السريع. إلا أنه ظل دوما يختار الطرق الأصعب، المناطق التي يوجد فيها العدو، ويتقدم من خلالها.
وحتى يكمل عملية التنظيف والتحرير ولا يترك مجرد جيوب للعدو من خلفه مما يساهم في عودة النازحين وعودة الحياة وعودة المناشط المدنية.
و قد تدرب جيشنا على ذلك سابقا في معركة تحرير الإذاعة و معركة التقاء جيش كرري بجيش المهندسين. كان يمكن أن يحقق تلك الأهداف بالاسقاط الجوي أو عن عبر التسلسل لكنه اختار الطريق الاصعب ليحرر الأحياء السكنية التي احتلتها المليشيا. وهذا الأسلوب يعيق التقدم أيضا.
*أخيرا:
بالرغم من كل تلك المعيقات إلا أن الجيش حقق ماهو فوق المعجزة من الإنجازات وظل مسيطرا و متقدما ومحررا المواقع و الأحياء السكنية. مما جعل الاف السودانيين يتغنون فرحين به وبانتصاراته، في عدد من المدن العالمية و السودانية ابتداء بنيويورك و القاهرة و كسلا بورتسودان و شندي و غيرها.
*الله أكبر و النصر لجيشنا العظيم والتحرير لمنازلنا و العودة للنازحين و القضاء على المليشيا و المحاكمة للعملاء*.