تقارير

مشاورات جدة .. فشل أم شروط ملزمة ؟!

تقرير_ تسامح نيوز

مشاورات جدة .. فشل أم شروط ملزمة ؟!

كيف أغضبت تصريحات المبعوث الأمريكى قادة المليشيا ؟!

هذا (…) ماتريده أميركا فماهي مطالب الحكومة؟

على نحو مخيب للتوقعات ،أنهى الوفد الحكومى مشاوراته مع الجانب الأمريكى فى جدة ،دون التوصل الى اتفاق ، وأعلن رئيس الوفد إحالة الأمر الى القيادة السيادية والعسكرية فى البلاد لاتخاذ ماتراه من قرار بشأن المشاركة فى محادثات جنيف ،فما هى المستجدات التى قلبت الطاولة ؟

عودة بلا اتفاق:

الوزير محمد بشير ابونمو ،الذى ترأس وفد الحكومة المفاوض ،قال فى تغريدة له :أعلـن بصفتـي، رئيسـاً للوفـد الحكومـي فـي الإجتماعـات التشاوريـة مـع الأمريكـان فـي مدينـة جـدة السعوديـة، إنتهـاء المشـاورات مـن غيـر الإتفـاق علـى مشاركـة الوفـد السودانـي فـي مفاوضـات جنيـف – كتوصيـة للقيـادة- سـواء كـان الوفـد ممثـلآ للجيـش حسـب رغبتهـم أو ممثـلآ للحكومـة حسـب قـرار الحكومـة مـن الآن وصاعـدآ .

قال ابنمو ان الأمـر متـروك فـي النهايـة لقـرار القيـادة بتقديراتهـا،.

ولم يكشف عن تفاصيل ماحدث وقاد الوفد لاتخاذ مثل هذا القرار مكتفيا بالقول :”هنـاك بالتأكيـد تفاصيـل كثيـرة قادتنـا إلـى هـذا القـرار بإنهـاء الحـوار التشـاوري دون إتفـاق”.

وراء الكواليس:

بصورة مفاجئة تخلص المبعوث الامريكى توم برليو من تصريحاته الايجابية التى نركزت حول توافرهم للتواصل مع القيادة السودانية ،وقال برليو فى مقابلة مع قناة الحرة ” ان محادثات جنيف لاتعطى الشرعية لاى طرف” وأضاف :” الدعوة موجهة الى البرهان وحميدتى بوصفهما القائدان الذان يمتلكان قرار وقف الحرب” تقول مصادر مطلعة ل-(تسامح نيوز) ان الوفد الامريكى لم يطرح اشتراطات خارج تفويض الوفد وحسب ولكنه أصر على اختصار المفاوضات على الجانب العسكرى وليس السياسي.

معتبرا ان هذا التمسك من جانبهم نابع بالاساس من رفض الحكومة ربط محادثات جنيف باي عملية سياسية وحصرها فقط فى الجوانب العسكرية المرتبطة بتنفيذ اتفاق جدة ،تتابع المصادر قائلة ان الجانب الامريكى يقول طالما انها عملية متعلقة بوقف اطلاق النار والشق العسكرى فلا داعى لحضور وفد حكومى للنقاش فى امور عسكرية واجرائية .

قوات دولية :

مصادر اخرى قالت ان معلومات توافرت للحكومة اثناء وصول وفدها التشاورى الى جدة ،تتحدث عن اتصالات امريكية مع دول عربية وافريقية لتشكيل قوات دولية تتولى الية تنفيذ وقف اطلاق النار وحماية المدنيين ،وتكشف مصادر ل(تسامح نيوز)انه وبناء على هذه المعلومات تم الاتصال بالوفد لتعليق المحادثات والعودة الى بورتسودان لدراسة الوضع الجديد ومعرفة ابعاد التحركات الاكريكية والاقليمية لادخال قوات دولية الى البلاد.

كمين محكم:

يفسر المحلل العسكرى اللواء معاش محمد ابراهيم ل-(تسامح نيوز) هذه التطورات بالقول :ان الحكومة انتبهت لسيرها الى كمين محكم اكتملت حلقاته التشاورية ليتم اخراجه فى جنيف ،يوضح اللواء ،ان اميركا تريد تشكيل قوات دولية ليوقع عليها الجيش فى جنيف ضمن حزكة الاجراءات او الضمانات الخارجية لاتفاق وقف اطلاق النار مع ملبشيا الدعم السريع “.

ويعتقد ابراهيم ان الامر تبدو الان انها تمضى خارج توقعات الحكومة ووفدها او ماتم التباحث حوله بين البرهان وبلينكن ، مستبعدا فى ذات الوقت ان تكون التحركات الامريكية بشأن القوات الدولية “تكتيكية” لارغام الجيش على المحادثات.

قائلا ان دخول القوات الدولية لحفظ السلام وحماية المدنيين مشروع جاد وحقيقي تعمل عليه الان ادارة بايدن وحلفاءها بالاقليم بمعنى انهم يرون فى المليشيا والجيش طرفين غير مؤهلين لحماية المدنيين مما يستوجب الانتباه واعادة قراءة المشهد من قبل الحكومة قبل التقرير بشأن المشاركة فى اي مفاوضات.

شواغل على الطاولة :

ان كانت هذه هى نتيجة المشاورات التى اعلن عنها الوزير ابونمو فكيف جرت المحادثات من جانب الوفد الحكومى وماهى اذا الشواغل التى دعا البرهان بلنكين لمخاطبتها؟

طبقا لمصادر مقربة من المحادثات فان وفد الحكومة بقيادة وزير المعادن محمد بشير ابونكو وكبير المفاوضين بالجيش السودانى فى محادثات جدة اللواء ركن ابوبكر فقيرى قد طرحت شواغلها على الجانب الامريكى بوضوح وشفافية .

وكان رئيس مجلس ااسيادة عبدالفتاخ البرهان قد قال فى تغريدة محدودة انه أبلغ وزير الخارجية الامريكى انتونى بلنكن فى اتصال هاتفى جرى بينهما الاسبوع الماضى ،انه يجب مخاطبة سواغل الحكومة قبل اى مفاوصات مقبلة.

وبحسب المصادر تركزت الشواغل المطروحة من جانب الوفد الحكومى حول عدة قضايا ابرزها شرط تنفيذ اتفاق جدة كمرجعية حتمية لمفاوضات جنيف، الأعتراف بان من يقود هذه المشاورات واي محادثات اخرى انه يمثل حكومة السودان بقيادة الفريق أول البرهان المعترف بها دوليا وتصفية قوات الدعم السريع كفصيل مواز للجيش الوطنى.

وعدم ربط قضية وقف اطلاق النار باى عماية سياسية يكون الدعم السريع طرف فيها ،بجانب تشكيل وتكوين اليات تنفيذ اتفاق جدة بخروج وتجميع قوات الدعم السريع بعيدا عن منازل المواطنين والاعيان المدنية وحدود صلاحيات المراقبين الذين دعتهم اميركا.

مطالب امريكية :

عن المطالب الامريكية يقول الخبير الامنى اللواء معاش احمد عبدالرحيم سليمان ا(تسامح نيوز) ان الولايات المتحدة تريد انهاء اي تقارب بين السودان وروسيا وايران وان يكون السودان جزءا من معادلة امن البحر الاحمر فى سياق الحفاظ على المصالح الامريكية فى هذه المنطقة جنبا الى جنب مع حلفاء اميركا فى المنطقة.

ويضيف سليمان ان اميركا تريد التزاما من قادة الجيش باستمرار جهود السودان فى مكافحة الارهاب فى اطار من الحكم المدنى وضرورة ان يتكلم قادة الجيش مع القوى المدنية التى يسميها الجانب الامريكى بالمعتدلة وقطع العلاقة بين المؤسسة العسكرية والنظام السابق بالمساعدة على اصلاح الجيش .

مليشيا بلامستقبل:

وقبيل مشاورات جدة قالت الولايات المتحدة على لسان المبعوث الخاص للرئيس الامريكى لدى السودان توم بريليو -الذى يترأس وفد بلاده فى مساورات جدة- ان مفاوضات جنيف ستؤوسس على اتفاق جدة مؤكدا ان الدعم السريع لامستقبل سياسي او عسكرى له فى السودان وان السودانيون لايرغبون فى رؤية الدعم السريع ضمن المشهد السياسي.

وقد اثارت تصريحات المبعوث الامريكى غضب قيادات المليشيا حيث قال المستشار السياسي يوسف عزت ردا على حديث المبعوث ،فيمايبدو ،: ان حرب الخامس عشر من ابريل قد فرصت واقعا جديدا فى السودان لايمكن تجاهله.- فى اشارة لحتمية وجود قواته ضمن اى معادلة لشكل الحكم فى اابلاد-.

اما عسكريا فقد عملت المليشيا على محاولة لفت الانظار بانها قادرة على حسم المعركة لصالحها حربا ان مضت المفاوضات فى اتجاه تصفيتها ،بعد ان منحت ادارة بايدن والسعودية حكومة البرهان اعترافا و شرعية ،لاتستحقها- باعتقادهم -.

فعملت على مهاجمة الفاشر امس فى محاولة فاشلة ومتكررة لاسقاطها برغم التحذيرات الاقليمية والدولية من تبعات ذلك على الاوضاع الانسانية والامنية على اقليم دارفور.

كما حاولت المليشيا التوغل فى ولاية النيل التبيض قبل ان يقضى الجيش على تجمعاتها فى القطينة ومنطقة الاعوج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى