تقارير

معركة التطهير ..الجيش يحصد الإنتصارات ويقدم درساً للعالم 

خاص : تسامح ميوز

معركة التطهير ..الجيش يحصد الإنتصارات ويقدم درساً للعالم 

محلل سياسي:سيطرة الجيش على مواقع مهمة يقطع الطريق أمام أي محاولات لفرض واقع سياسي عبر السلاح

خبير عسكري: الجيش طور من تكتيكاته ولديه خطة جاهزة لإعلان الخرطوم خالية من التمرد

تقرير: أحمدقاسم

بعد سيطرته على القصر الرئاسي تمكن الجيش السوداني من تحقق مزيداً من الانتصارات العسكرية المهمة في منطقة وسط الخرطوم من بينها مقر البنك المركزي، في الوقت الذي أخذت فيه مليشيا الدعم السريع في التراجع والانسحاب.

وقال المتحدث باسم الجيش، نبيل عبد الله يوم السبت الماضي ، إن القوات المسلحة تواصل الضغط على مليشيا الدعم السريع وسيطرت على إدارة المرافق الاستراتيجية. وأضاف في بيان على الصفحة الرسمية للجيش بـ«فيسبوك»، أنه «تم تطهير مباني رئاسة جهاز الأمن والمخابرات الوطني».

وقال الناطق الرسمي باسم الجيش، نبيل عبد الله، إن المواقع التي تمت السيطرة عليها تشمل: مقر جهاز المخابرات العامة وفندق كورينثيا بوسط الخرطوم، وكلية البيان، والمتحف القومي، وجامعة السودان، وقاعة الصداقة، وعمارة زين، ومصرف الساحل والصحراء، وبرج الشركة التعاونية.

وأشار عبد الله إلى أن «مايشيا الدعم السريع تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح خلال محاولتها الانسحاب من بعض المناطق التي وجدت فيها وسط الخرطوم.

نقطة تحول كبيرة:

وقال الخبير العسكري العميد م/ ابراهيم عقيل مادبو في حديثه ل (تسامح نيوز) أن

تحرير القصر يمثل نقطة تحول كبيرة ومفصلية في مسار معركة الكرامة فالسيطرة الكاملة على القصر ومحيطه تعني تطهير المقرن وتوتي بالكامل وتأمين ونظافة وسط الخرطوم وربطه بالقيادة العامة وجنوبها ومطار الخرطوم وتوسيع دائرة التأمين شرقاً وشمالأً لتشمل مناطق محيط المنشية وحتى شرق النيل، وهذا العمل سيخفف أعباء الضغط العملياتي على غرفة القيادة والسيطرة الرئيسية، وبالتالي التفرغ لتنفيذ باقي مراحل وخطط العمليات في المسارح والمحاور الأخرى.

ويواصل العميد مادبو في حديثه مشيرا أن حرب الكرامة هي في حقيقة الأمر سلسلة من المعارك، وكل معركة تمهد وتقود إلى الأخرى، فكل المعارك مرتبطة بعضها ببعض بأهداف تكتيكية وغايات إستراتجية، فنحن نخوض حرباً بالغة التعقيد، وهي معركة جيشٌ يُقاتل بمشروعية، ضد مليشيا مسلحة رهينة الخارج مدعومة لتقاتل بالوكالة، تساندها معارضة تستميت لتبقى وتطمح لتغيير النظام بالقوة عبر المليشيا، ومعارضة ثانية تضم أعداء طائفيون وأيدولجيون وجهويون وعملاء سياسيون، ومن خلفهم دول تضع مصالحها كهدف تسعى لتحقيقه من خلال السيطرة او اقتسام الكعكة السودانية.

وتابع مادبو قائلا: لذلك أقول دائماً انها معركة المصالح والأطماع الدولية والاقليمية والتقلبات السياسية والصراعات الأيدلوجية والطائفية والمذهبية، وأصابع مخابرات بعض الدول التي تتحكم في تحريك العملاء والطابور الخامس، ولذلك عمدت القيادة العسكرية للجيش إلى وضع خطة خاصة بهذه الحرب، ولهذا نرى القوات المسلحة تخوض معارك متزامنة على عدة مسارح ومحاور قريبة وبعيدة، فهنا تدور معركة الخرطوم وجنوبها، وتدفع بقوات اخرى إلى القصر، وإلى ضواحي الباقير وتخوم السديرة وقرية حبيبة، وإلى محور جبل اولياء، وغرب امدرمان والصالحة، وفي نفس الوقت تطارد جيوب المليشيا الهاربة في بعض مناطق الوسط، وهناك على المسارح البعيدة تعمل القوات المشتركة وتخوض أشرس المعارك في الصحراء في المالحة والفاشر، وكذلك في كردفان، فكل المحاور مشتعلة وتسخين الجبهات هذا أربك المليشيا التي تم إستنزاف قوتها وعتادها بفعل خبرة وكفاءة الجيش السوداني وتمرسه في الحروب.

1742552261923

الحمدلله الان وعلى الأرض باتت قوات الجيش السوداني والقوات الساندة تسيطر تماماً على الخرطوم بما في ذلك المناطق التي تتواجد بها بعض جيوب المليشيا التي هربت من مواجهة الجيش وهذه مقدور عليها، ومحاصرة ومسيطر عليها تماماً وهي مسألة وقت للقضاء عليها وإزالة تهديدها واستعادة السيطرة على كل الخرطوم والحقيقة أن الجيش قد استطاع تطوير تكتيكاته ولديه خطة جاهزة لإعلان الخرطوم خالية من التمرد.

 ويواصل الخبير العسكري مادبو حديثه مكملا :الجدير بالذكر إن تقييم وتحلِّيل واقع أي ميدانٍ عسكري قبل الوصول إلى الخطوات الأخيرة قد يضر بالمعارك، خاصة وان معركة الكرامة قد اصبحت مادة اعلامية وباتت تحتل إفتتاحيات الصحف ومقدمات نشرات الأخبار لأهميتها، مما جعلها مادةً للإعلام ولكن هناك من يحلل المعركة محاولاً تجيير النتائج بحسب الأهداف الإعلامية والسياسية التي يتبع لها، لنجد أن كل أعلام المليشيا الكذوب يُجاهر بالإنتصار وكأن المعركة حُسمت، لكن الحقائق دائماً والتي يُسلِّط عليها الضوء الخبراء المعنيون بالميدان والمهتمون بفهم حقيقة الواقع، لا يتم عادة الحديث عنها، بل تُترك لوقتها خاصة فيما يخرج الى العلن بهدف خدمة المسار الإعلامي والسياسي والنتيجة العسكرية لهذه المعركة التي تتعدى إطار الحرب الإقليمية لتصبح معركة دولية بإمتياز، ومن أجل هذا يعمل الجيش الان على حصر قوات المليشيا في كماشة عملاقة تضيق عليهم يوما بعد يوم، مع تسخين جبهة غرب امدرمان والتقدم لمناطق حاكمة لقطع طريق الهروب عبر منفذ جبل أولياء وقفل بوابة الخروج من جهة طريق الصادرات، وسيؤدي ذلك إلى إحكام الحصار على الجيوب المحاصرة في العاصمة وخنقها لإجبار من فيها على الاستسلام تحت وطأة الحصار وقطع امدادها، وفي هذه المرحلة يجب على قيادتنا العسكرية والسياسية الإنتباه من خطورة التدخلات الاقليمية والدولية التي قد تكون في شكل وساطات أو ضغوطات، وعلى أي حال تقوم الحرب بطبيعتها على أسس معتمدة في طريقة القتال، دفاعاً او هجوماً في المدن والأماكن المبنية، أو الأماكن المفتوحة أو الصحارى والجبال، وهذه الأنماط من الحروب تتداخل مع خصائص وعوامل أخرى في تشكيل ما يسمى بالعقيدة القتالية العسكرية بشكل عام، واستطيع القول ان الجيش السوداني نجح وبشكل مذهل في استنباط أسس جديدة وتكتيكات مرحلية تؤطر لفهم جديد حول العقيدة العسكرية ونظريات القتال في حرب المدن والمناطق المبنية، وحرب العصابات، وعمليات الإلتفاف والتخطي والتقدم، والحرب التقليدية، بما يؤهله لكسب معركة الكرامة في الخرطوم والإنطلاق منها إلى كردفان ودارفور.

تفاوض مشروط:

يأتي ذلك في وقت أكد فيه قائد الجيش، الفريق عبد الفتاح البرهان، أن القوات المسلحة ستواصل عملها العسكري حتى تتمكن من القضاء على مليشيا الدعم السريع .

وقال البرهان:إن الجيش لن يتفاوض مع قوات الدعم السريع، موضحاً أن التفاوض سيكون حول شروط استسلامهم على حد قوله.

في سوالنا للصحفي والمحلل السياسي ابراهيم شقلاوي حول انتصارات الجيش وتطورات المشهد السياسي السوداني قال ل ( تسامح نيوز) إن هذه الانتصارات لم تأتِ بمعزل عن تراكم الخبرات القتالية للجيش السوداني عبر أكثر من مئة عام، وقدرته على إدارة معارك معقّدة في بيئة حضرية مزدحمة، مع الحفاظ على انضباطه وتماسكه من خلال ايتهدام تكتيكات معقدة في التحكم والسيطرة .

لذلك تُعد السيطرة على القصر الجمهوري حدثًا رمزيًا وعسكريًا فارقًا، يعزز من معنويات الحيش وكافة القوات النظامية والمستنفرين ، ويقطع الطريق أمام أي محاولات لفرض واقع سياسي عبر السلاح.

سياسيًا، جاءت تصريحات وزير الخارجية السوداني د. علي يوسف الشريف مؤخرًا لتطرح بُعدًا جديدًا، حيث أعلن استعداد الحكومة للنظر في وقف إطلاق نار مشروط، شريطة استسلام مليشيا الدعم السريع. وبالنظر إلى طبيعة المليشيا وتركيبتها العقائدية والدعم الخارجي الذي تتلقاه، فإن خيار استسلامها طوعًا يبدو بعيدًا في المدى القريب، لكنه يظل مطروحًا في حال استمر الضغط العسكري وتراجعت قدرتها على المناورة.. بجانب تحييد قاداتها الميدانيين.

السيناريو المتوقع لنهاية الحرب: المؤشرات الحالية ترجّح كفة الحسم العسكري لصالح القوات المسلحة، لا سيما مع السيطرة على العاصمة ومناطق استراتيجية أخرى، مما يقلص خيارات مليشيا الدعم السريع ويجعل استمرارها في القتال مكلفًا وغير مجدٍ. وفي الأفق، من المنتظر أن يُستكمل هذا التقدم بإجراءات لإعادة بناء الدولة، وفرض الأمن، وضمان عدم تكرار تجربة التمرد المسلح مستقبلاً، مع إمكانية فتح قنوات محدودة للتفاوض لضمان الاستقرار ، لكن وفق معادلات مختلفة عما كان مطروحًا سابقا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى