أخبار

مفاجأة مدوية.. الضابط طارق محمد عمر يكشف من تسبب في ضرب مصنع الشفاء

تسامح نيوز | الخرطوم 

قبل مغيب يوم ٢٠ أغسطس ١٩٩٨ سمعت دويا أشبه بالانفجار في المنطقة الصناعية بحري غرب حي كافوري.. فاتجهت بسيارتي صوبه لمعرفة المكان والسبب. وكلما اقتربت سألت المارة ومن بينهم ٥ طالبات بكلية الزراعة جامعة الخرطوم يسكن بالقرب من موقع الانفجار.. كل من سألت أفاد بأن مابين ٣ إلى ٥ صواريخ أصابت احد المصانع فتبين انه مصنع الشفاء للأدوية الذي يملكه رجل الأعمال صلاح إدريس… عدت إلى مكتبي فاتصلت بعدد من الضباط المناوبين في الجهاز والاستخبارات والشرطة فلم أجد لديهم معلومة.. ادرت محرك التلفاز نحو تلفزيون السودان فإذا به يبث زيارة الرئيس البشير ووزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين لموقع الانفجار.. استغربت لتصريح وزير الدفاع الذي ذكر فيه أن ٥ طائرات حربية انطلقت من مطار الأقصر المصري بمحازاة النيل فقصفت المصنع وعادت إدراجها.. ولولا عطل في الرادار لاسقطناها كان هذا تصريحا محرجا وغير مبنى على معلومات صحيحة… واتضح أن الرادار لم يكن معطلا
في اليوم التالي بثت قناة سي إن إن الإخبارية الأمريكية لقطات لبارجة حربية دخلت مياه البحر الأحمر وقصفت هدفين في آن واحد.. الأول كان مقر أسامة بن لادن في أفغانستان الذي ابعدته السلطات السودانية للاشتباه بضلوعه في تفجير سفارتي أميركا في نيروبي ودار السلام يوم ٧ أغسطس ١٩٩٨.. والهدف الثاني هو مصنع الشفاء للأدوية المشتبه في إنتاجه موادا كيميائية تصلح للاستخدام الحربي .
ومن عجب أن السيد مبارك الفاضل المعارض وقتها قد نسسب لنفسه تمليك معلومات المصنع للإدارة الأمريكية.. وهذا غير صحيح لوجوده خارج البلاد وعدم تخصصه في المجال.
لكن رشح في الإعلام الغربي أن جاسوسا مصريا هو من رفع تقريرا إلى المخابرات الأمريكية أشار فيه لإنتاج المصنع لمواد كيميائية لأغراض حربية.
تحريات جهاز الأمن أفادت بأن الجاسوس المصري هو مهندس يدعى ( ص _ ق) يملك محل تجاري بالخرطوم بحري قبطي آرثوذكس .. لكن الكنيسة أكدت أنه مصري من أصول يهودية وعضو تنظيم الماسونية.. أدعي المسيحية واخترق الكنيسة وسيطر على مجلس إدارتها وهم له كارهون.. عندما شعر بدنو اعتقاله أحاط نفسه بحماية من بشباب سودانيين مفتولي العضلات . ووفق أوضاعه سريعا وغادر إلى بريطانيا مع أسرته.. ثم ظهر أن إحد العاملين في متجره عقيد في الأمن المصري وقد لعب دورا لصالح السودان كما سابين لاحقا.
كان المتجر قبلة لقيادات عسكرية رفيعة من الجيش والشرطة.
وهذا المتجر يمثل واحدة من خيبات الأمن الاقتصادي الذي يكافح التهريب ويراقب الأسواق وهذه من مهام الشرطة.. ويغفل عن وجود عملاء وجواسيس في الشركات والمحال التجارية.
اواصل بحول الله.
د. طارق محمد عمر.
ضابط أمن سابق
الخرطوم في يوم السبت ١٠ ديسمبر ٢٠٢٢.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى