تحقيقات وتقاريرغير مصنف

مفاوضات جنيف تحت المجهر .. في ميزان الرفض والقبول

*مفاوضات جنيف تحت المجهر .. في ميزان الرفض والقبول*

تقرير _محجوب الشريف

*مختص في الشؤون الدولية:الجيش لا يقبل بالشروط المفروضة من الخارج*

*الفحل:الدولة لن تقبل المشاركة فى مفاوضات جنيف بسبب…*

دخلت الحرب الدائرة في السودان بين الجيش السوداني والدعم السريع المتمرد عامها الثاني واستمرت الأزمة في السودان في جذب الاهتمام الدولي خاصة مع الدعوة لمفاوضات جنيف التي تهدف إلى إيجاد حلول سلمية للأزمة السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد ،هذه الدعوة تأتي في وقت حساس حيث رفض الجيش السوداني لقاء الوفد الأمريكي في المطار مما يعكس تصاعد التوترات بين الطرفين وانقسم الرأى العام مابين مؤيد ورافض لهذه المفاوضات الجديدة.

*أبعاد ودلالات رفض الجيش للقاء الوفد الأمريكي*

رفض الجيش السوداني لقاء الوفد الأمريكي في المطار ليس مجرد حادثة عابرة، بل هو رسالة واضحة تبرز تمسك القيادة العسكرية بسيادتها ورفضها للضغوطات الخارجية هذا الموقف يعكس استراتيجيتها في الحفاظ على الاستقلالية الوطنية بعيداً عن أي تدخلات قد تمس بسيادة الدولة وقبل شهر من الان تلقى رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين لحثه على استئناف المفاوضات بصورة عاجلة مما حذا بالبرهان رفضه لذلك.

*تصاعد التوترات السياسية:*

 رفض الجيش للقاء الوفد الأمريكي قد يزيد من حدة التوتر بين السودان والولايات المتحدة، ويجعل من الصعب التوصل إلى تفاهمات سريعة كما يعزز من حالة الشك بين الطرفين، مما قد يؤثر سلباً على فرص الحلول الدبلوماسية في المستقبل القريب.

*رسالة واضحة بشأن المحادثات:*

المحلل السياسي والمختص في الشئون الدولية د. الضؤ عثمان قال بان رفض اللقاء قد يكون بمثابة رسالة ضمنية إلى الولايات المتحدة والأطراف الدولية الأخرى بأن الجيش لا يقبل بالشروط المفروضة من الخارج وأضاف عثمان بأن الجيش يرغب في أن تكون المفاوضات سودانية بحتة بعيدة عن التدخلات الأجنبية وإقامة حوار سوداني سوداني.

*مفاوضات جنيف مابين القبول والرفض*

انقسام كبير في الاوساط السياسية والاعلامية سببته الدعوة الأمريكية للتفاوض بين الجيش السوداني والدعم السريع المتمرد بجنيف حيث رفضت الاوساط المختلفة اولا شكل الدعوة التي دعت الجيش وليس الحكومة بشأن المفاوضات وبررت الوسائط بأن ذلك يساوي بين الجهة الشرعية وبين قوات متمردة خرجت على الحكومة ومن ناحية أخرى الذهاب لهذه المفاوضات ووجود دولة الإمارات كمراقب يضعف من الجهود التي قامت بها الدبلوماسية السودانية لإدانة دولة الإمارات في مجلس الأمن باعتبارها الداعم لقيام استمرار الحرب ، ويرى آخرون بأن يقبل الجيش الدعوة ويقوم بإحراج المجتمع الدولي وامريكا والسعودية بسبب فشل مفاوضات جدة وعدم تنفيذ قوات الدعم السريع لبنود الاتفاق بالإضافة إلى تمسك أعضاء الوفد المفاوض بأن تكون بداية مفاوضات جنيف مبنية على ماتم في جدة.

ويرى بعض المحللين أن الذهاب إلى جنيف يعد خطوة هامة نحو تحقيق تسوية سلمية، خاصة إذا كانت المفاوضات تشمل جميع الأطراف السودانية دون استثناء، هذا الحل السلمي يمكن أن ينهي الصراع ويؤسس لمرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية.

*البحث عن سلام الشجعان وليس سلام الانكسار والخضوع*

القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الاستاذ خالد الفحل قال أن الحديث عن مفاوضات جنيف (٢) تم تضخيم هذا اللقاء المضروب فى تاريخ ١٤ أغسطس بعد فشل مفاوضات جنيف (١) التى دعت لها الأمم المتحدة وعندما استجابت الحكومة ودفعت بوفد رفيع المستوى بقيادة مفوض العون الإنساني تأكيد على مصداقية الحكومة فى وصول المساعدات الإنسانية، اكتشف الوفد الحكومي بأن الهدف ليس وصول المساعدات وإنما تفاوض شامل ولقاء مباشر مع وفد المليشيات،واضاف الفحل لذلك يظل الرهان على الدعوات الخارجية لأى تفاوض محل شك وهذا ما أكدته التجارب السابقة منذ توقيع اتفاق جدة فى مايو العام السابق

كذلك الدعوة الموجهة لقيادة الدولة للمشاركة فى مفاوضات جنيف (٢) جردت القيادة السياسية فى الدولة من شرعية الدولة وتعاملت معها بإعتبارها مليشيات وليس قيادة شرعية تمثل مؤسسات الدولة الشرعية والهدف من ذلك ليس نجاح التفاوض او المشاركة مؤكدا بان قيادة الدولة لن تقبل المشاركة فى هذه المفاوضات التى جردت الدولة من السيادة الوطنية .

واضاف الفحل قائلا يظل بحثنا عن سلام الشجعان وليس سلام الانكسار والخضوع

 *المآلات والتأثيرات لذهاب البرهان لجنيف*

قرار البرهان بالذهاب إلى جنيف قد يعزز من شرعية الجيش السوداني، خاصة إذا نجح في تقديم رؤى واضحة حول رفضه للتدخلات الأجنبية ودعمه لحل سوداني-سوداني. هذا الموقف قد يعزز من دعم الشعب للجيش باعتباره حامياً لمصالح البلاد بالإضافة لتمسك الجيش بإنفاذ ماتم الاتفاق عليه في جدة بإعتباره هو الأساس في اي مفاوضات مقبلة

*رفض دخول الإمارات طرفاً في المفاوضات:*

رفض رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان دخول الإمارات كطرف في المفاوضات يعكس موقفاً سياسياً رافضاً لأي تدخلات إقليمية قد تؤثر على سير المفاوضات هذا الموقف قد يجد دعماً واسعاً بين المواطنون الذين يرون في التدخلات الخارجية تهديداً لاستقلالية القرار الوطني وان سبب المشكلة لايمكن ان يكون طرفا في حلها.

*بارقة امل*

يتطلع الشعب السوداني الذي اصبح مابين نازح ولاجئ لحل ازمته التي طال امدها وهو يكتوي بنيرانها ولكن يتطلع لحل نهائي حتى لاتتكرر الماسي والانتهاكات التي فرضت عليه بقوة السلاح، ويبقى الأمل في إيجاد حلول تستجيب لتطلعاته نحو السلام والاستقرار واغتنام الفرص لتحقيق سلام دائم إذا ما توافرت الإرادة السياسية والبيئة المناسبة للحوار الوطني الشامل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى