
المطربة الشابة مكارم بشير حنجرة لا يختلف أثنان عليها ، وهي ﻓﻨﺎﻧﺔ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺻﻮﺕ ﻏﺎﺭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﻋﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻳﺘﺴﻠﻞ بكل سهولة الى ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺑﻼ إﺳﺘﺌﺬﺍﻥ لـ(يتحكر) على أرصفة مذاق جمهور الغناء الذي يعشق السهل الممتنع ، والصوت الجاد ، والأغنيات الطروبة ، مكارم ﻓﺮﺿﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ توقيعات كثيرة ، وانشطة غنائية متعددة خصوصا ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ (ﺃﻏﺎﻧﻲ ﻭﺃﻏﺎﻧﻲ) البرنامج الغنائي الموسمي الأشهر ا ﺍﻟﺬﻱ تبثه ﻗﻨﺎﺓ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻷﺯﺭﻕ ، تسلطنت مكارم على الساحة الغنائية بكل جدارة ، صوت جميل وغناء (طاعم) فوصلت الى مرحلة (الشهرة) سبقت فيها رصيفاتها اللأئي بتن يتفرجن في إبداعها اللامتناهي ، فاصبحت (الست) تارة و(الكروانة) تارة أخرى وذلك من فرط اعجاب جمهورها بغنائها.
(1)
بدﺃﺕ المطربة مكارم بشيرﻛﻐﻴﺮها ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻄﺮﺑﺎﺕ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ عندما لاحظ أحد أساتذتها بأنها تمتلك صوتاً جميلاً، وكانت تدندن دوماً بأغنية (وطن الجدود) حيث أنها كانت مغرمة بأغنيات الفنان الراحل عثمان الشفيع حسب حديث لها على إحدى المقابلات وقالت انها كانت تغني مثله تماماً ، تغنت باغنية (في الفؤاد ترعاه العناية)، وأصبحت مشهورة على نطاق جبل أولياء مسقط رأسها ومدارسها ، وأول منافسة لها في الدورة المدرسية قدمت فيها أجمل مايكون ، ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ذهبت في مسيرتها الغنائية ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺩﺧﻠﺖ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ (ﻧﺠﻮﻡ ﺍﻟﻐﺪ) مع الأستاذ بابكر صديق على قناة النيل الازرق، وقبلها ظهرت على برنامج (ﺃﺻﻮﺍﺕ ﻭﺃﻧﺎﻣﻞ) ، وبعد (نجوم الغد) التي ابدعت فيها في العام (2008م) ونالت الإعجاب ، وصفق لها نقاد الفن ، والمهتمين بأمر الغناء ، لفتت الأنظار أليها في وقت وجيز تناول الإعلام تجربتها ، ﻭﺃﺟﺮﺕ ﻣﻌها ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ الحوارات ،فكل هذا الإهتمام أسهم في ظهورها بشكل ممتاز.
(2)
لم تميل مكارم أبداً للغناء الهابط حتى في بداياتها إذ انها حريصة على تقديم أغنيات الرواد ، مما دعى أغلب المنتجين في البرامج التوثيقية يختارونها دون غيرها لتقدم اغنيات الكبار ، وكانت أساسية في برنامج (رحيق الورد) تحت إشراف الملحن أحمد المك ، حيث انها كانت في كل حلقة بذات النهج والقوة التي كانت عليها في حلقة سابقة ، الى أن أصبحت من الأصوات الغنائية الشابة والمتميزة، حجزت لنفسها مقعدًا مع المتنافسين في برنامج (أغاني وأغاني) في عدد من المواسم ، فاصبحت عنصر أساسي في البرنامج وركيزة يقوم عليها ، ولفتت الأنظار بأدائها المتمكن من خلال ما قدمته من أغنيات لعمالقة الغناء وبما تمتلكه من قدرات تطريبية عالية.
(3)
في العام (2016م) كانت موهبة مكارم تتوهج أكثر فأكثر فقدمت أغنيات الفنان الراحل سيد خليفة برائعة الشاعرإدريس جماع (في ربيع الحب) ، وقدمت أغنية (النهاية) التي منحتها مساحات واسعة في قلوب المشاهدين وجمهور الغناء وكان أن منحها الشاعر الكبير هاشم صديق الأغنية نهائياً من شدة إعجابه بآدائها الرائع لها ، وفي العام (2017م) قدمت رائعة الفنان إبراهيم حسين (نجمة نجمة) لإسحاق الحلنقي باروع مايكون حتى سماها الجمهور حينها (نجمة) ما أسهم في استمراريتها ونجاحها في كل المواسم ، ماجعلها تستحق تلك الألقاب التي ظل يطلقها عليها جمهورها في كل فترة ، وفي المقابل كانت مكارم ترد لهم الجميل بتقديم الأجمل ، والجديد من الأغنيات الرنانة ، وأقامت عدد كبير من الحفلات الجماهيرية الناجحة والتي كانت بمثابة إثبات لإبداعها.
(4)
مكارم متمكنة وموهوبة في كتابة الشعر ، وأيضاً في التلحين إلا انها تعتبرذلك مجرد هواية ، ولا تصنف نفسها كمحترفة فيه، وقد حرصت على ان تكون مغنية فقط ، ولكنها في العام 2010 كتبت (البداية) و(آهات) من كلماتها وألحانها والتي تغنت بهما الفنانة ريماز ميرغني، كما تغنت هي من كلماتها وألحانها أغنية (شهد الوصال) ، تعاملت مكارم بشير مع القامة صلاح بن البادية حيث قدم لها أغنية (يا حبايب) من كلماته والحانه وقامت بتسجيلها وهي أغنية (جميلة وراقية) ، كما تغنت للشاعر هيثم عباس(خايف عيونك تقسي علي) و شيبة الحمد وأحمد المك (بحسب ليك في الأيام) التي كانت قد تغنت بها الفنانة المعتزلة عافية حسن، وقد أضفت اليها مكارم لونيتها الخاصة كما تغنيت لصلاح حجير أغنية (تتبسم) من ألحان محمد عبدالرحيم حمدتو.وعدد آخر من الشعراء والملحنين ، وحالياً تمنلك مكارم عدد كبير من الرصيد الخاص الذي يتواكب مع تجربتها الصغيرة الثرة.