أخبار

مناوي : المصالحة مع الاسلاميبن واقع معاش

رصد : تسامح نيوز

هاجم حاكم دارفور الجديد، مني أركو مناوي، قوى «الحرية والتغيير» معتبرا أنها «تقوقعت، وعادت إلى الأحزاب القديمة التي مزقت وشلت السودان».

وأكد في حوار مع وكالة السودان للانباء (سونا) على» أهمية التعامل الحصيف مع القضايا المتشعبة في ولايات دارفور ومع حركات الكفاح المسلح والحاجة إلى تنفيذ برامج محددة تعالج الأولويات الإنسانية والمصالحات الاجتماعية في الإقليم ومن ثم تنفيذ المشاريع التنموية وعودة النازحين واللاجئين إلى مناطق اختيارهم».

واعتبر أن مؤتمر باريس حول السودان، والذي اختتم أعماله الأسبوع المنصرم، يعد «انجازا كبيرا جدا وفاتحة خير للسودان، خاصة بالنظر لعودته واحتلاله لمكانه وسط الأسرة الدولية وتأكيدا لرغبة القطاع الخاص العالمي للاستثمار في السودان».
وعبر عن تقديره لدور أصحاب العمل والمستثمرين السودانيين الذين شاركوا بشكل كبير جدا في المؤتمر، «مما أدى إلى خلق عدد من الشراكات بينهم والشركات العالمية».

وبين أن «هذا الأمر هو المطلوب في عالم اليوم بينما كان مفقودا خلال الفترة الماضية». وعبر عن سعادته بـ«الإنجازات التي تحققت في المؤتمر في تلك الفترة القصيرة لانعقاده».

وحسب وكالة أنباء السودان، فإن مناوي شارك في المؤتمر عضوا باعتباره أحد قادة حركات الكفاح المسلح الموقعة على اتفاقية جوبا للسلام، ممثلا لهذه الحركات، وأيضا باعتباره حاكما لإقليم دارفور، وهو المنصب الذي تولاه وفقا لاتفاقية جوبا للسلام وملحقاتها.

وأشار مناوي إلى أن «موقعه كحاكم لإقليم دارفور، يعني تنفيذ اتفاقية جوبا والبرامج الموضوعة وفقا للمصفوفات والبرامج المعروفة الملحقة بها والتي بموجبها توضع الأولويات الإنسانية والمصالحات الاجتماعية، ومن ثم تنفيذ المشاريع التنموية وعودة النازحين واللاجئين. هذه هي القضايا موجودة ومطروحة وسنبدأ العمل بها، وبالتالي، ليس هناك اتحاد كبير أو الاتيان بشيء لم يكن موجودا» في الإقليم.

وحول التعامل مع حركات الكفاح المسلح المختلفة في دارفور قال: «التعامل معها أمر مقدور وميسور، وليس في الأمر ما يخيف لأننا ليس لدينا استعداد لأي اصطدام بأي حركة، وسنحاول بقدر الإمكان أن نقلل من الاختلافات التي يمكن أن تؤدي إلى الصدامات، ونسعى في ذات الوقت بشكل أساسي لإكمال السلام مع الذين لم يوقعوا على اتفاقية جوبا للسلام».

وزاد: «حتى الذين لم يوقعوا الاتفاق هم مسؤولية البلد ككل وليست مسؤوليتي أنا ولا مسؤولية حركة محددة، وهم حركات سودانية تعمل في بورتسودان وفي الشمالية والجزيرة والقضارف وفي الخرطوم مثلها مثل الأحزاب الأخرى».
وبخصوص مطالبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطابه أمام مؤتمر باريس للحركات المسلحة في دارفور، بسحب قواتها من ليبيا، نفى «وجود قوات تابعة له في ليبيا أو خارج الحدود الجغرافية للسودان».

وتطرق لقضايا المصالحة الوطنية، وحديثه في مناسبات عديدة عن المصالحة مع الإسلاميين، قائلا: «المصالحة مع الإسلاميين هي واقع معاش في الخرطوم، متصالحون معهم، والحكومة الموجودة حكومة منبثقة من الحكومة الإسلامية، حتى بعض نشطاء الشباب كثير منهم كانوا يعملون مع صلاح قوش ولا يوجد ناشط لم يشتغل مع الإسلاميين، وأنا أعرفهم في باريس وفي أمريكا وإيطاليا، أعرفهم في كل مكان تعاملوا مع الإسلاميين. لكن نحن ما نريده هو مصالحة وطنية، والمجرمون يذهبون بهم إلى السجون، والآن المجرمون يتحركون بحرية في الخرطوم ويعملون في المؤسسات، والمطلوب أن يؤخذ المجرمون للسجون، والذين يستحقون المحاسبة يتم محاسبتهم، دون تشف أو انتقام لأن مسألة الانتقام ستكون لصالح الأحزاب على حساب الشعب السوداني».

وحول أحداث 29 رمضان الماضي ومقتل شابين، قال: «ينبغي النظر لهذه القضية واستشهاد السودانيين في كل مكان بذات المقياس، إذ هناك شهداء كثر في الشرطة، حيث استشهد أكثر من ثلاثين شهيدا وهناك شهداء في جنوب دارفور، حيث تعرض للضرب عدد كبير جدا من الناس، وهناك شهداء في كل شبر سوداني، فليس من الصواب الحديث عن آخر شهيدين فقط، فالشهداء كثر جدا، لكن كمبدأ فإن فض الاعتصام كان خطأ، وكمبدأ فإن الاعتداء على المدنيين خطأ، لكن الشهداء يظلون كلهم شهداء، وبذلك لا ينبغي أن نمجد بعضهم مع إهمال الآخرين، هذا أمر مرفوض فالكل شهداء على حد سواء، فانت تستفزني إذا قلت آخر شهيدين، لأني أحب كل السودانيين، ويجب على الإعلاميين أن يعلموا أن أي سوداني في أي شبر من السودان هو مواطن سوداني وحينما يقتل فهو شهيد».
وبخصوص التنسيق بينهم وقوات الدعم السريع، قال حاكم إقليم دارفور إن «قوات حميدتي تم الاعتراف بها من الحرية والتغيير واعترفت بها قوى الثورة، ووَقعت معهم وثيقة دستورية، إذن نحن نتعامل مع نفس الشخص الذي تم توقيع الوثيقة الدستورية معه وليس شخصا آخر».

واتهم مناوي قوى الحرية والتغيير بأنها «عادت بعد 11 إبريل 2019 إلى الأحزاب القديمة، وما قبل سقوط (الرئيس السابق عمر) البشير، حيث كان كل السودان موحدا، لكن ما بعد السقوط تقوقعت هذه القوى، وعادت إلى الأحزاب القديمة التي مزقت وشلت السودان».
وزاد: «إنها لن تتمكن من إصلاح نفسها إلا بإصلاح الأحزاب نفسها، وإذا لم تنصلح الأحزاب فلن تنصلح قوى الحرية والتغيير».
ووصف، لجنة «إزالة تمكين الثلاثين من يونيو واسترداد الأموال» بأنها «لجنة حزبية وتتمكن فيها الأحزاب، حوالى أربعة أو خمسة، لصالح هذه الأحزاب على حساب الشعب السوداني».

ودعا لـ«الإسراع بتشكيل مفوضية للفساد واللجوء للقضاء في اتخاذ قرارات المصادرة».

وحذر : «أنا متأكد بعد إنشاء المحكمة الدستورية والمحكمة العليا فإن كثيرا من هؤلاء الأشخاص سيحولون للمحكمة العليا، وسيحاكمون لأنهم فصلوا أناسا دون أي جرائم، فصلوا أناسا دون أمر قضائي، هذه جريمة في حد ذاتها».

كذلك أشار مناوي إلى التطورات في تشاد، معتبرا الأخيرة «دولة جارة مثلها مثل جنوب السودان وإثيوبيا ومصر وإريتريا».
وزاد: «تشاد دولة مهمة جدا وعندها امتداد اجتماعي كبير جدا في السودان ويجب أن يهتم بها الناس».

وواصل: «تشاد جغرافيا نشترك معها ولنا مصالح واستقرار وأمن البلدين مرتبطان وتجمعنا بتشاد قواسم مشتركة كثيرة جدا، ولذا يجب ان نهتم بها».
«وحول علاقته الوثيقة بالرئيس التشادي الراحل ديبي، قال «علاقة ديبي مع السودان أكبر من علاقته بي كفرد».

وأضاف أن «لليبيا أيضا قواسم مشتركة مع دارفور وعندها حدود جغرافية وامتداد طبيعي اجتماعي مع السودان ودارفور ويجب أن نهتم بها وهكذا دول الجوار».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى