أخبار

منتدى دياب يناقش ( الفنون والمجتمع)  

تسامح نيوز | الخرطوم

في إطار سلسة منتديات ” الفنون والمجتمع ” الجزء الثاني استضاف مركز راشد دياب للفنون وبرعاية شركة سكر كنانة المحدودة في منتداه الدوري بمقره بضاحية الجريف غرب الدكتور راشد دياب، وذلك وسط حضور كبير من المهتمين.

وبداية ألقى الدكتور راشد دياب في حديثه الضوء على مجموعة من المحاور استهلها بأن المجتمع السوداني يتميز بعدد من الصفات والقيم النبيلة التي جعلته يختلف من بقية المجتمعات الأخرى في العالم، ولكن لأسباب كثيرة متداخلة دفعت بنا أن نعيش الآن في حالة حضيض ثقافي كبير، أرجعها إلى عدم اهتمامنا للعناصر الثقافية، هذا إلى جانب غياب الشخصية السودانية وتحجيم دورها الثقافي في جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويرى أن هذا الغياب جعل المجتمع السوداني منعزلاً ًعن العالم ومتأثراً بالقادم الثقافي، وبالتالي أدى هذا إلى حالة ارتباك وتخبط واضح في المسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، طالب الدكتور راشد بضرورة التفريق بين الثقافة الخاصة أو الثقافة النخبوية، وبين الثقافة الجماهيرية، وأكد أن المثقف النخبوي دائماً ما يكون بعيداً عن مشاكل المجتمع، وبالتالي تطوير معداته الحياتية، ويرى أن الوصول إلى مجتمعات راقية ومتطورة يحتاج فقط إلى ثورة ثقافية كبرى.

وذهب الدكتور راشد دياب إلى الحديث عن الأسلوب عند الفرد ودرجات الاختلاف فيه بين شخص وآخر، وقال إن هذا الأسلوب هو نتاج للثقافة المرئية والجهد المعرفي للإنسان. موضحاً في الاتجاه ذاته أن الثقافة والفنون وما يتماهى معها من أساليب لعبت دوراً أساسياً في الثورات في مراحل تاريخية مختلفة في السودان، وأشار إلى أن القبيلة أيضاً كان لها دور في السياسة وذلك من خلال الإيقاعات المختلفة، لافتاً إلى أن كل قبيلة لها ايقاعاتها الثقافية والفنية التي تميزها، وحسب رأيه أن هذه الفنون لها مظهر خارجي يشكل القيم والأفكار وشكل نظام الحياة للمجموعات، هذا إلى جانب أن لهذه الفنون تصنيف عقلي يعمل على تجديد الأعمال الجمالية والإنتاج الثقافي داخل المجتمعات السكانية هذا من جهة، أما من ناحية منظور عملي يرى أن الفنون تشكل في الأساس نواة حقيقية للمجتمعات، لافتاً إلى تجذرها في الكثير من المقتنيات الحياتية مثل التصاميم الهندسية والمعمارية وتصاميم الشعارات والملبوسات وغيرها، ولكن التحولات السياسية الأخيرة التي اجتاحت العالم إضافة إلى الطفرة التكنولوجية الكبيرة رمت بظلالها على شكل الحياة فأضحت المشكلة الكبيرة في كيفية المحافظة على المواد الثقافية الخاصة، والحد من حالة الضياع الثقافي وحالة الخواء الفكري، ونادى الدكتور راشد في هذا الصدد بضرورة انشاء متحفه يضم كل الاعمال الثقافية و التراثية والمنتوج الفكري، ويرى أن هذا المتحف يمثل الذاكرة الجمعية للمجتمعات، وأضاف أن الكثير من النخب الفكرية المثقفة يتوفون وهم يحملون التاريخ في صدرهم.

وذهب إلى أن تطور الأمم دائماً ما يقاس بثقافتها، مشيراً إلى واجبات ودور الفنون وحصرها في مجموعة من الحلول أولاً أنها تلقي صورة حاسمة وإيجابية بين الأفراد وذلك من خلال صفة التسامح والقيم الجميلة التي تحملها الأغنيات كواحدة من النماذج التعبيرية الهامة المرتبطة بالأحاسيس والشعور، ثانياً أن الفن يعطي قيمة مادية وجمالية للإنسان

مبيناً أهمية إعادة تشكيل البنية الثقافية وتفعيل دورها وذلك بغرض الاستقرار المنتظم في حياة الانسان، ثالثاً أن السودان في حاجة ماسة لشخصية إدارية مثقفة تحترم قدر ودور الفنان في المجتمع، لافتاً إلى أن الفنان يلعب دور في التخطيط لحياة الناس والمدينة، وخلص الدكتور راشد إلى أن الفنون تعمل على تطوير وتنمية المجتمع، هذا إلى جانب إعطاء مساحة خاصة للآخر يعمل فيها على طرح أفكاره وثقافته، إضافة إلى المواجهة الحقيقية مع النفس ووضع المسارات الصحيحة لها، وأخيراً اتاحة الفرصة للكوادر المؤهلة في إدارة حكم وشئون البلاد.

وختم المنتدى الفنان المطرب عبد الله عزالدين الذي قدم عدد من الأغنيات الجميلة التى نالت اعجاب الجمهور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى