المقالات

منى أبوزيد : في تأصيل الاستهبال والتضليل..!

الخرطوم - تسامح نيوز

منى أبوزيد : في تأصيل الاستهبال والتضليل..!

“إنهم لا يخجلون عند افتضاحهم، وهذه من مواهب الكذب المهمة، أن تكون أقوى من الافتضاح، وأن لا ينكسف طبعك”.. د. أحمد خالد توفيق..!

كشفت مصادر موثوقة لهذه الصحيفة – بحسب الخبر المنشور في عددها الصادر ليوم أمس الأحد – عن وصول فريق من الاستخبارات العسكرية الأمريكية “سي آي إيه” إلى مدينة بورتسودان وقيامه بإجراء مباحثات مهمة مع قيادات عسكرية وأمنية، تمهيداً لإطلاق مباحثات رسمية مع المبعوث الأمريكي توم بيرييلو المتوقع وصوله إلى السودان يوم ١٧ من الشهر الحالي”..!

بمناسبة زيارة فريق من “السي آي إيه” للبلاد – والشيء بالشيء يذكر – أقترح على الصحفي الاستقصائي الكبير الأستاذ عبد الرحمن الأمين عمل تحقيق استقصائي عن مصير تحقيقات ذلك الفريق الأمريكي التابع لذات المكتب .

الذي كان السيد وزير الإعلام السابق فيصل محمد صالح قد أعلن عن وصوله إلى الخرطوم “على وجه السرعة” للانضمام إلى السلطات السودانية في سعيها الحثيث لمعرفة الجُناة وتحديد الجهة المسئولة عن محاولة اغتيال رئيس الوزراء السابق الأسبق عبد الله حمدوك..!

أما لماذا فلأن مرور أكثر من أربع سنوات على تلك الحادثة، ووقوع ما يكفي من الكوارث السودانية التي تُنافسها خطورةً – وتَبُزُّهَا دراماتيكية – لم يكن كافياً لتوافر داتا في محركات البحث على شبكة الإنترنت تتضمن أي معلومة تصلح كإجابة على السؤال أعلاه ..!

إذ لو كان إعلام حكومة قحت قد اكتفى – بعد نشر صور ذبح ثور الكرامة – بالإعلان عن الجهود الحثيثة التي تبذلها السلطات المحلية لسبر أغوار القضية وتفكيك غموضها للإيقاع بالجناة لسكتنا مكرهين لا أبطال، باعتبار أن الحرب في السودان قد جَبَّت كل ما قبلها، لكنها الاستخبارات العسكرية الأمريكية “عديل” والأجر على الله..!

صحيح أن الاستهبال السياسي والاستعباط الحكومي سلوك سلطوي مطروق في معظم الدول وصحيح أن معظم الشعوب ما تزال تقابله بمزيج من السخرية وطيب الخاطر، لكن شريطة عدم الاستسهال في اختلاق الحوادث أو فبركة الأخبار..!

الكثير من الأفعال والأحداث اللاحقة التي أتخذتها قحت أو اتخذت منها بعض المواقف تصلح كقرائن أو بينات ظرفية تتضافر لتشكل دليلاً دامغاً على صواب الفكرة التي يحاول هذا المقال أإثباتها..!

هنالك كتاب جيد بعنوان “طرق التضليل السياسي” من تأليف د. كلود يونان كنتُ قد نصحتُ السياسيين والوزراء في عهد حكومة الإنقاذ – قبل سنوات – بقراءته “اكذبوا بنظام ومنهجية ونعدكم أن نحاول ازداد المتناقضات وابتلاع المبالغات بمزاجنا، هذه دعوة إلى بعض المنطقية وإن كانت على حساب المصداقية” هكذا خاطبتهم ولسان حالي”وأكذب منك لم تر قط عيني”..!

لم أكن أدري بطبيعة الحال أن الأقدار كانت تخبيء لهذا السودان كيان اسمه قحت سيتفوق بجدارة في انتزاع اللقب، وسيبرع في تطبيق كل ما جاء في ذلك الكتاب..!

من وسائل التضليل التي برعت فيها قحت والتي تضمنها ذلك الكتاب “التملقية .. التسويفية .. التأويلية .. التضليل السيكولوجي .. التضليل باستخدام الوسائل المنطقية كالتمثيل، والتركيب والمغالطة، والاستقراء الناقص والافتراض .. طرق التضليل بالخلط .. الالتباس .. الغموض .. الغش .. المناورة .. المشاغلة .. الإلهائية .. والخداع .. الكذب .. الرياء .. التمويه .. التشويه .. التعمية .. التعتيم .. والمداورة .. فنون التضليل الكلامي والتضليل الأيديولوجي”..!

ألا يحق لنا إذن – والحال كذلك – أن نطالب بتحقيق صحفي استقصائي عن دور ذلك الفريق التابع لمكتب الاستخبارات العسكرية الأمريكية في التحقيقات الخاصة بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك..!

ألا يحق لنا أن نتساءل عن آخر نتائج تلك التحقيقات إن وجدت!.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى