المقالات

منى أبو زيد تكتب:تحت سقف التوقعات..!

الخرطوم _ تسامح نيوز

“ما يحدث دائماً هو ما لا يتوقعه أحد”.. مثل إنجليزي..!

رواية “توقعات عظيمة” فيها بعض الدروس التي تعلمها الأديب الإنجليزي “تشارلز ديكنز” من الحياة. وفيها يصور للقراء مآلات تلك التوقعات المتعلقة ببعص الثنائيات، مثل الفقر والثراء، والحب والهجر، والخير والشر. ثم يرصد معهم ما قد يتحقق منها في أثناء السعي بين تلك الأضداد، وما قد لا يحدث منها أبداً..!

توقعات الناس تتراوح بين التفكير الرغائبي والآمال المعقولة المبنية على أسباب منطقية، لكن العلاقة بين ارتفاع سقف التوقعات ومقدار الشعور بالخذلان تكون دوماً عكسية..!

في أوقات الحروب لا بد من إدراك حجم المسافة الفاصلة بين التفكير الرغائبي بشأن الإنجازات العسكرية التي تتمناها الشعوب والنتائج المبنية على حسابات وظروف المعارك. وحسناً تفعل الشعوب التي تدعم جيوشها في المعارك بالمحافظة على سعة الثقة بعيداً عن رهق التوقعات..!

عندما حلت العرافة اللبنانية “ليلى عبد اللطيف” ضيفةً على أحد البرامج الشهيرة تحدثت عن توقعاتها لهذا العام بشأن بعض الأحداث المؤثرة على مستوى الأفراد والدول..!

وكان من بين تلك التوقعات إصابة شخصية مهمة في حادثة إنفجار مدبرة لطائرة أو يخت تكون على متن أحدهما شخصية مهمة، وحادثة تحطم طائرة بها شخصية مهمة قالت إنها سوف تشغل العالم في الشهور الأولى من هذا العام ولن ينجو من ركابها أحد. وكأنها تعمدت أن تضع أكثر من سيناريو لخطة واحدة..!

وعندما سئلت عن الحرب في السودان بدأت بكلام مرسل على غرار مخاطر الانهيار العسكري والصحي لقائد قوات الدعم السريع ويد الغدر التي تحوم حوله بسبب الأحداث المتسارعة..!

لكنها كانت أكثر وضوحاً بشأن موعد انتهاء الحرب. وتحدقت بثقة عن الهدوء المفاجيء الذي رأت أنه سوف يسيطر على أرض المعارك ويؤدي إلى إنهاء القتال، بحيث تختفي مشاهد الدمار والتهجير ويأتي السلام الذي يتحقق بجهود أمريكية سعودية، وكيف أن مصر والإمارات ستشكلان مع قطر مفاجاة السلام في السودان..!

توقعات “ليلى عبد اللطيف” ملأت محركات البحث على شبكة الإنترنت وتصدرت “التريند” في اليومين السابقين بعد سقوط طائرة الرئيس الإيراني “إبراهيم رئيسي” ومقتل كل ركابها..!

أما بشأن السودان فقد كاد العام أن ينتصف وتبقت أسابيع قليلة على دخولنا في نصفه الثاني ولم تقترب الأحداث من تحقيق بعض توقعاتها تلك..!

يبدو لي أن المواقف الشعبية والتطورات الميدانية في هذه الحرب قد أجهضت كل التوقعات التي جادت بها أذهان من خططوا لها ومن وضعها أسيادهم ضمن توقعات تلك العرافة التي تتلو الأحداث المستقبلية وكأنها تقرأ من كتاب..!

الكتاب بطبيعة الحال تملكه الجهات التي تدفع للإعلان عن مخططات بعينها حتى تظهر لاحقاً – في مراحل التنفيذ – وكأنها مصادفات تحدث من قبيل الأقدار الربانية في المدافعات الإنسانية..!

لكن تلك التوقعات لم تتحقق عندنا لأن حجم المقاومة الشعبية لم يكن في حسبان من تآمروا وتواطأوا ثم انتظروا أن تكون النهايات وفقاً لشروطهم وعلى طريقتهم…!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى