المقالات

منى ابوالعزايم: هل يرضيك كده يا جميله؟!

متابعات | تسامح نيوز 

منى ابوالعزايم: هل يرضيك كده يا جميله؟!

 

منى ابوالعزايم

كنت قد ارسلت اغنية جوهر صدر المحافل للعزيزة دكتورة جميله الجميعابي وهي تقيم بالسعودية وقد فرقتنا الايام بسبب المصيبة التي وقعت علينا ووجدنا انفسنا نتوزع بين بلدان الله.. وفارقنا الوطن الحبيب .. وقلت لها معلقه هناك ذكريات مع هذه الاغنية والمغني يقول بيننا.. هل يرضيك كده ي جميله؟ بكيت وانا اسمع التسجيل وذكرت لها ان الايام تمر سريعا وانا احسب فراق حبيبي وصنو روحي حسام الذي رحل عنا مبكيا علي شبابه يوم 22 اغسطس2025م  بالقاهرة..

ومنذ ذلك اليوم صرت لا احتمل سماع اي اغنية ولا اتفاعل مع اي لحن.. كما كنت قبل ان ترحل عنا يا زين الشباب.. = وجاء سؤالي للبروف الفاتح اللمين الموسيقار الموسوعه عندما ارسل اجمل اغنيات الساحة الغناىية السودانية كما وصفها والدي ووالد المرحوم حسام استاذ الجيل محمود ابوالعزايم لشاعرها التيجاني حاج موسي شخصيا.. وهي اغنية الشجن *”كلمني يا حلو العيون”* للمبدع الشاعر الجميل التيجاني حاج موسي وغناء وتطريب الموسيقار الرياضي المعلم الاستاذ محمد ميرغني..

منى ابوالعزايم: هل يرضيك كده يا جميله؟!

ما قادني ل هذا الحديث وما اعتبرته توارد خواطر.. فقد كنت قبل انا اري رابط الاغنية مرسل في قروب “اغاني من الزمن الجميل” والذي ذهدت في زيارته منذ نكبتنا في فراق حسام..فقد وجدتني وهو امرحدث غصبا عني!! فنفسي كانت في حداد قسري..

وكنت اتساءال بيني وبين نفسي عندما اسمع محمد ميرغني بعد وفاة ابنه الحبيب بالحمي وهو في الخامسة عشر في عمر الزهور وكان يحبه جدا ويقول انه الوحيد في البيت الذي كان مشجعا لنادي المريخ.. ولذلك وصفه بانه الوحيد في البيت الذي لا يمثل الاحمر قاصدا فريق الهلال.. ولذلك عندما اري محمد ميرغني يغني بعد وفاة ابنه اندهش..وقد حضرت مناسبه عرس في بحري وكان يغني.. واقسم بانه كان يغني مذبوحا من الالم..

وكذلك الحال بعد ان فقد الفنان الكبير كمال ترباس ابنه الشاب وقد حزنت وغيري جدا لهذا الخبر.. وايضا رايته في مناسبة يغني والناس في طرب شديد ورقص وانسجام مع الالحان والموسيقي..وهو يخفي احزانه ودموعه.. ومن الاشياء الغريبة ان الشاعر الكبير تاج السر عباس وكما يسميه حسين خوجلي بشاعر الايادي فهو صاحب تمد الليد ونتسالم كانك ما النسيتني زمان..

واغنية *قبل ميعادنا بساعتين ابيتو انا واباني البيت اغالب نفسي باحساس اقول يمكن انا الماجيت..* التاج كان غاىبا بالسفر عندما فارقت ابنته احساس الحياةوهي بكره و احب ابناوه اليه..لم نلتقيه يوم العزاء.. ويا سبحان الله حلمت في ليله اني التقيته داخل سرادق فرح وكان يلبس جلباب رمادي متغضن كانه قد كان مسافرا بالبر وبانت عليه وعثاء السفر.. وهو امر علي غير عادته فهو رجل عرف باناقه الهندام.. عندما راني جاءني مهللا فرحا وفجأة قال لي سمعت بما حدث لابنتي احساس…

منى ابوالعزايم: هل يرضيك كده يا جميله؟!

ورفعنا الفاتحة علي روحها.. صحوت صباحا علي رنين هاتفي وقال لي الصحفي الجميل عامر باشاب تاج السر عباس وصل البلد عشان نمشي لتقديم واجب العزاء..كان ايضا توارد خواطر ما زال يحيرني.. لكنها الارواح واحساسها باحزان وافراح بعضها بعضا…

يا لاحزان هولاء المبدعون فهم يطربون ويسعدون الناس ولا يحس بهم احدا.. فهم يتمزقون الما..ولكنها الدنيا و الحياة تجبرك علي تجرع الامك واحزانك فتخفيها بين الضلوع.. المعجبون يطلبونهم رغم معاناتهم وجراحهم والامهم..لا يعذرون احزانهم فهم يعشقونهم لدرجة الانانية. وهؤلاء المبدعون من الشعراء والموسيقيون والمطربون نجد ان الفن قد صارعالمهم وحياتهم كحوجة الاسماك للبحر .. عالمهم ومهنتهم.. وهو مضمار لا يحتمل من فرسانه الغياب الطويل..لهم او لجمهورهم.. فالطبيعه لا تعرف الفراغ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى