
متابعات | تسامح نيوز
في مشهد يعيد إلى الأذهان أبشع صور الإبادة الممنهجة، أقدمت مليشيا الدعم السريع الإرهابية يوم الإثنين 2 يونيو 2025 على ارتكاب جريمة جديدة بحق المدنيين، وذلك بحرق قافلة مساعدات إنسانية تابعة لبرنامج *الأغذية العالمي* كانت متجهة إلى مدينة *الفاشر* المحاصرة، بعد احتجازها لأكثر من أسبوع في منطقة الكومة بولاية شمال دارفور…
هذه الجريمة، التي أدانتها *مفوضية العون الإنساني* ووصفتها بـ” *السلوك البربري* ”، ليست سوى حلقة أخرى في سلسلة من الانتهاكات الوحشية التي تطال المدنيين والنازحين في دارفور. سبق هذه الواقعة حرق مخازن برنامج الأغذية العالمي في الفاشر، وهو الفعل الذي وصفته الخارجية الأمريكية نفسها بأنه عمل مدان. اليوم، يتكرر السيناريو نفسه، لكن بصمت دولي أكثر جمودًا.
إن هذه الجرائم تتجاوز كل الأعراف والمواثيق الدولية، وتنسف أي حديث عن حياد أو مسؤولية أممية تجاه *الأزمة السودانية* . في الوقت الذي تبذل فيه حكومة السودان، مدعومة بشعبها ومؤسساتها، جهودًا مضنية لإيصال المساعدات للمدنيين رغم ظروف الحرب والحصار، تستمر المليشيا في استخدام سلاح التجويع والحصار والقتل كأسلوب ممنهج لإخضاع السكان…..
لذلك، فإننا ندعو الاتحاد الإفريقي، ومنظمة الإيغاد، والمجتمع الدولي بأسره إلى:
1. إدانة صريحة وقاطعة لهذه الجريمة باعتبارها جريمة حرب.
2. فرض عقوبات عاجلة على قادة المليشيا وداعميها الإقليميين….
3. دعم الحكومة الشرعية في جهودها الإنسانية والعسكرية لاستعادة السيطرة على المناطق المنكوبة تأمينها…..
4. إعادة تقييم المعايير المزدوجة في التعامل مع الأزمة السودانية مقارنة بأزمات دولية أخرى…
لقد آن الأوان للمجتمع الدولي أن يدرك أن استمرار هذه الجرائم لا يهدد فقط المدنيين في دارفور، بل يقوض منظومة القانون الدولي نفسها. إن الصمت في وجه هذه المأساة ليس حيادًا… بل انحيازٌ ضمنيٌ للقاتل….
*د. عبدالعزيز الزبير باشا…*