المقالات

مهدي ابراهيم يكتب .. المتغطي بالوسطاء عريان

الخرطوم  تسامح نيوز

 

مهدي ابراهيم  احمد يكتب..المتغطي بالوسطاء عريان

مع طول امد الحرب تغيرت لغة المجتمع الدولي تجاهنا فقد ساوت بين الاطراف تماما في التهديد والعقوبة ..والجميع يعلم ان هذه الحرب انما فرضت علي بلادنا من خارجها وانما كان دور الجيش هو احباط هذا المخطط الشرير الرامي لزعزعة الاستقرار وتقويض النظام واعادة الامور الي طبيعتها المعهودة والقضاء علي اي تمرد او مخاطر تهدد وجود الدولة وسيادتها .

لكن الدور الامريكي الاخير كان محبطا جدا ويفتقر الي الحياد ..فبدلا من ادانة التمرد صراحة في بدايات الحرب لجأت لارغام الجيش التفاوض علي هدنة تحت غطاء الشان الانساني هدنة لم تلتزم بها المليشيا وتعددت خروقاتها ولم تنفذ البنود والشروط المقررة ..فاستعصمت بالمستشفيات واحتلت منازل المواطنين واتخذتهم دروعا ورهالن ..وتمددت في انتشارها علي المرافق والخدمات وواصلت عدوانها حتي إذا تأكد الامر للمراقبين ان المليشيا المتمردة لم تلتزم لما اتفقت عليه علق الجيش المفاوضات لعدم الالتزام والوفاء بالاتفاق لكن سرعان ما جاء الدور الامريكي وهو يساوي في العقوبة للطرفين وينتقد خروقاتهما. مع التهديد الصريح القابل لكل تاويل واحتمال مع الايام .

 

يقينا لاحياد منتظر من الوسطاء لانجاح كل مبادرة او تفاوض ..فلو كان هناك جدية منهم. في ايقاف الحرب لادانوا التمرد من اول ايامها واعتبروا الامر شانا داخليا غير قابل للتدخل أو الوساطة كما اقرت بذلك الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي من خلال القمة العربية واجتماعات الايقاد ..لكنهم لم يدينوا الامر ..وراقبوا الامور عن كثب حتي إذا ما استبقنوا بغلبة الجيش ورجحان كفته بالمساندة الشعبية له تدخلوا تحت غطاء الوضع الانساني ..حيلة انطلت حينها علي الجيش بتلك الذريعة..

 

وجميعنا يدرك انها فرصة لالتقاط الانفاس وبعث الروح في جسد التمرد الميت ومحاولة اقحام الغطاء السياسي مع الايام لانجاح المخطط الخبيث الذي فشل تماما بالحرب ولابد لهم من تفعيل السيناريو الثاني تحت ذريعة االتفاوض وسياسة العصا والجزرة التي يجيد فنونها اولئك في التقريب والتهديد .

 

ينبغي ان يصم الجيش اذانه عن تلك العقوبات..وان لا يلتفت اليها لتفت في عضد قادته.. أو تثنيهم عن ما ينتظره الشعب منهم من القضاء علي التمرد نهائيا وعودة الامور لسيرتها الاولي وتحقيق شعار الجيش الواحد وان لا ينتظر من الوسطاء دورا لتاكيد موقف أو ادانة طرف فجميعهم يلعبون لاجل مصالحهم وتحقيق اهدافهم من الصراع وان كانت هناك وساطات يعتد بها منهم لنجحت قبلا في العراق وسوريا وليبيا.

 

وما اليمن عنا ببعيد ..فقد اججوا نار الحرب بين مكوناتها وسعروا جحيمها بتدخلاتهم التي تفتقر الي الحياد بذرائع التفاوض والعمل الانساني ووقف اطلاق النار .. وتركوا شعوبها نهبا للتهجير والنزوح. والفوضي فلم تستقر علي حال الا عادت اخري باعنف المواجهات بل اصبحت ساحات حروب يستثمر فيها بالسلاح والمواقف الرمادية والتدخلات المتوالية ذلك هو الواقع الحقيقي الذي لابد ان نتفق لمواجهته جميعا لا ان نغرق في مجاهله ..لان طبيعة المجتمع الدولي انها لا تحترم الا الاقوياء ولا تشفق الا علي الضعفاء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى