تحقيقات وتقارير

ميثاق نيروبي: خيار الحلول الصفرية

تسامح نيوز | الخرطوم

ميثاق نيروبي: خيار الحلول الصفرية

*كاتب صحفي: ميثاق نيروبي يرسخ لمفهوم تقرير المصير*

*محلل سياسي:الصراعات السياسية الصفرية يمكن تؤدي لإنهيار السودان*

 

*كيانات واحزاب سياسية تتبرأ من الميثاق السياسي*

 

تقرير:أحمدقاسم

وقعت كيانات وفصائل مسلحة أبرزها الحركة الشعبية شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو ميثاق السودان التأسيسي بمدينة نيروبي .

وجاء ذلك الاعلان وسط مخاوف من الشارع السياسي السوداني من ان تكون تلك الخطوة تمهيدا لبداية انقسام البلاد.

 

الاعلان السياسي الذي وقع عنه (24) فصيل وحركة مسلحة جاء بعد تأجيل اكثر من مرة وسط خلافات كشفت عنها مصادر إعلامية سودانية والتي تحدثت عن احتدام الخلاف بين قوات الدعم السريع والحركة الشعبية شمال على رئاسة مجلس السيادة، في اجتماعات القوى السودانية المؤيدة لتشكيل حكومة موازية بالعاصمة الكينية نيروبي، وأوضحت المصادر لـ”سودان تربيون” أن رئيس الحركة الشعبية، عبد العزيز الحلو، متمسك برئاسة المجلس، مؤكداً أن الجيش الشعبي يرفض أن يقوده جيش آخر، بينما أصرت قوات الدعم السريع على تولي الرئاسة باعتبارها صاحبة المشروع، وفقاً للمصدر، فيما تجري اجتماعات مكثفة لحسم النزاع حول الرئاسة.

ميثاق نيروبي: خيار الحلول الصفرية

وبحسب “رويترز” فإن “الميثاق الموقع بين قوات الدعم السريع والجماعات المتحالفة معها يدعو إلى إقامة دولة علمانية ديمقراطية غير مركزية، بجيش وطني واحد” لكنه احتفظ بحق الجماعات المسلحة في الاستمرار في الوجود.

وجاء في الميثاق أن من مهام الحكومة “عدم تقسيم البلاد بل توحيدها وإنهاء الحرب وهي المهام التي لم تتمكن الحكومة المتحالفة مع الجيش والتي تعمل انطلاقا من بورتسودان من تحقيقها”.

وقال عضو مجلس السيادة السابق ورئيس حركة قوى تحرير السودان، الطاهر حجر أن توقيع ميثاق السودان التأسيسي يمثل خطوة جادة نحو الفعل الجماعي، حيث توحَّد الجميع حول قضايا الوطن الكبرى.

ودعا الطاهر حجر القوى السياسية والاجتماعية التي لم تشارك بعد إلى الانضمام للميثاق وإطلاق “سراح الشعب السوداني والوقوف في “الجانب الصحيح من التاريخ”.

وأكد إبراهيم الميرغني، القيادي في الحزب الاتحادي “الأصل” – تيار محمد الحسن الميرغني واحد الموقعين على الميثاق إلتزامهم بإنهاء الحروب وتأسيس دولة سودانية جديدة عادلة

 ردود أفعال:

احزاب سياسيه سودانية حذرت من خطوة الميثاق السياسي واعتبرتها خطوة نحو تفتيت البلاد وتبرأ حزب الأمة القومي من الخطوة التي أتخذها رئيس الحزب المكلف اللواء م فضل الله برمة ناصر بتوقيعه على الميثاق السياسي ب نيروبي وقال بأن ذلك لا يمثل مؤسسات الحزب ، في الأثناء أكد الحزب بأن سيعقد اجتماعا عاجلا سيعلن فيه موقفه .

الناطق باسم الحكومة السودانية، خالد الإعيسر، قال إن من يظن تطبيق أي اتفاق يوقع خارج السودان على الأرض يعد أحلام غير قابلة للتنفيذ.

وأعرب الإعيسر في تدوينة على “فيسبوك”، عن شكره لسكان إقليمي دارفور و كردفان لإصدارهم بيانات الاستهجان والرفض لمخططات الدعم السريع وأعوانها.

الحكومة السودانية من جانبها كانت قد ارسلت تحذيرا شديد اللهجة للحكومة الكينية واتهمتها باستضافة مجموعات وفصائل إرهابية ومتمردة .

وردت كينيا على اتهامات وزارة الخارجية السودانية لها بانتهاك السيادة وتشجيع تقسيم السودان باستضافتها لاجتماعات مجموعات تهدف لتشكيل حكومة موازية، مؤكدة أن استضافتها للاجتماعات في نيروبي، تأتي في إطار سعيها المستمر لإيجاد حلول توقف حرب السودان، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.

الحكومة السودانية على ضوء ذلك استدعت سفيرها بكينيا لمزيد من التشاور.

تحذير:

وقال الكاتب الصحفي احمد البلاد بالرغم من ان الميثاق، اطلق عليه إسم ميثاق حكومة السلام، الا ان كل الدلائل تشير إلى أن قيامها سيزيد نيران الحرب القائمة إشتعالا .

و حذر احمد البلاد بعدم الاستهانة بتلك الخطوة أو عدم التقليل من خطورتها، معتبرا انها يمكن ان تمثل بذرة تقسيم جديد للسودان، لايقف عند دارفور وحدها كما يظن البعض،بل يمتد لجبال النوبة والنيل الازرق.

واستشهد البلال بما ورد على لسان عبدالعزيز الحلو ،فى حواره مع ( إسكان نيوز عربية) أثناء حديثه عن الميثاق وبرنامج الحكومة الموازية،كلمة السودان الجديد وفصل الدين عن الدولة،و الحديث عن ( الوحدة الطوعية)، التي تعنى ،حق تقرير المصير، العبارة المرادفة لكلمة (الإنفصال).

ميثاق نيروبي: خيار الحلول الصفرية

الصراعات الصفرية:

وحذر الكاتب والمحلل السياسي ابراهيم شقلاوي في حديثه لموقع ( تسامح نيوز) حذر من استمرار الصراعات السياسية الصفرية التي قال انها يمكن ان تؤدي إلى مزيد من الانهيار للبلاد.

وقال شقلاوي في حديثه :إن السودان أمام مفترق طرق ، إما أن تتوحد قواه الوطنية لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية ، أو أن يستمر في دوامة النزاعات التي تهدد بتمزيق نسيجه الاجتماعي والسياسي. مؤكدا في ذات الوقت بأن الخيار بيد الشعب ، وهو الذي سيحسم المعركة في النهاية لصالح استقرار وسيادة السودان .

وتابع شقلاوي من خلال حديثه ان الوضع الراهن يفرض على القوى السياسية والمجتمعية في السودان إعادة تقييم مواقفها واتخاذ خطوات حاسمة لمواجهة التهديدات التي تواجه وحدة الدولة، لافتا إلى ان الحلول تكمن في بناء جبهة وطنية موحدة تتجاوز المصالح الحزبية الضيقة لصياغة رؤية واضحة تخرج السودان من نفق الصراعات الداخلية ، وتعزز سيادته في وجه التدخلات الخارجية . فلا يمكن أن يظل السودان رهينة للتجاذبات السياسية بينما تتلاعب به أطراف إقليمية ودولية لتحقيق مصالحها على حساب شعبه ومستقبله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى