المنوعات

نساء في عيادات الجن .. يحصدن السراب

الخرطوم_ خديجة عائد

 

في جلسة قهوة نهارية ضمت مجموعة من النسوة النازحات من جحيم الحرب ، بقصد الونسة والتخفيف على بعضهن و(ست الوداع) (تكشكش وترمي) الكل في لحظة ترقب ، اشار الودع الى شيخ (ابو فاتحة قوية) فهو تكهن على الخواطر الشيطانية ،التي تخطئ تارة وتصيب تارة اخرى ، فدار الهمس بين النسوة لانه حلال المشاكل والعقد، فضجت جلسة القهوة وتعالت اصواتهن ، وقالت كل واحدة منهن انا عندي عين ، والله انا مسحورة ، وقالت اخرى (عاملين لي عمل مدفون) فهذا حال كثير من النساء اللائي⁦ تختلط عندهن الامور ويتشابه عليهن البقر ، فمن هو الشيخ الحقيقي المنقذ, فكثير من النساء وقعن في مصيدة الساحر الذي يتعامل مع الجن
عن طريق الطلاسم ، لنرى في السطور القادمة بعضا من
الواقعية،
تحكي احداهن ان شيخا ادعى علاجها نهائيا من صغط الدم، بعد ان يئست من العلاج الطبي، في خفض ضغط الدم، اذ ان الصداع المزمن ظل يلازمها صباحا ومساءا ، فقال لها الشيخ عندك سحر بعد ان اطلق البخور وقام باعطائها (عروق) لتشربها على الريق، وهذه (العروق) تسببت لها في السكري وقرحة المعدة ، وتكلفة علاج هذه العروق عشرة الف جنيه كما قالت .. بينما (ف) طالبة جامعية مخطوبة لابن عمها لاكثر من خمس سنوات ، رأت ان هناك عراقيل نقف في طريقها لاكمال زواجها، فدلتها صديقتها على شيخ (خطير) يفك العوارض ، وبعد ان نام الشيخ بالخيرة ذكر لها (مدفون ليك عمل في المقابر) وسأفك ليك العمل بالروحاني وفقا لمتطلبات والروحاني .. وسناء فقدت موبايلها باهظ الثمن في احدى المناسبات ،هرولت الى احد الشيخ من اجل (الحواطة) واستعادة الموبايل باسرع وقت ، فقام الشيخ باعطائها بخور لتطلقه في مكان المناسبة، وبعد الانتهاء من البخور تضع شطة حمراء ،ولكنها لم تحصد غير السراب فاصبحت مضحكة في عيون الاخرين ،
يرجع استاذ علم الاجتماع معتصم عبدالله محمود ان ضعف الوازع الديني لدى النساء ، هو السبب وراء الظاهرة ، وهي سريعة التأثر بغيرها ، وتؤمن ايمانا قاطعا بان الخلاص بيد هؤلاء الشيوخ ، لذا تلجأ اليهم مع العلم ان النساء اكثر ترددا على (الفقراء) او مايعرف بالفكي ،ويليهم في المرتبة الثانية طلاب وطالبات الجامعات الخاصة ليضمنوا النجاح ، وهناك نوع من الدجل والشعوذة تختص بقضايا المرأة ، مثل طلب الزواج ، والتقرب الى الزوج وكسب وده، ومن المعروف ان المجتمعات الحضرية والريفية قد عرفت الدجل والشعوذة من وقت مبكر ،حتى في دول العالم الاول ، ولكن تسميتها تتفاوت، والسبب في ان النساء اكثر ترددا على الشيوخ يرجع لضعف الايمان وعدم التوحيد،وهزال الثقافة الروحية لديهن والاعتقاد الخاطئ بان النفع والضرر بيد غير الله ، ،وقال ليست المراة وحدها هي التي تتردد على الفقراء بل ان هناك بعض الرجال يترددون على المشائخ ، واكثر فئة الرجال ترددا على المشائخ هم اصحاب ادارات اندية الكورة ، واصحاب المناصب الدستورية يرتادون هذه الاماكن ليلا، وهذا في حد ذاته عمق من الظاهرة.
عموما اصبحت هناك مقولات ثابتة ينده بها في المجتمعات السودانية (ياشيخ بانقا ،ياود نصر من الفقر ،ويا البادراب ابقوا قراب) كلها على السن البعض ثقة في الشيوخ وعقائدهم ، تاركين ثقتهم في الله عز وجل مدبر كل امر .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى