مواضيع هامة

نص خطاب حمدوك اليوم بمجلس الوزراء في احتفال سداد متاخرات البنك الدولي

الخرطوم:تسامح نيوز

يطيب لي اليوم أن أهنئ الشعب السوداني و حكومة الفترة الانتقالية الأولى والثانية وشركائنا في التنمية بهذا الإنجاز الكبير والمستحق والذي يعتبر البداية الفعلية لإزالة عبء الديون الخارجية عن كاهل الشعب السوداني وعودة السودان للأسواق المالية العالمية تمهيداً لانطلاق اقتصاد عملاق عانى من رهق الفساد وسوء الإدارة والحروب وكبت طاقات الانسان السوداني.

منذ أن تسلّمنا الحكومة الانتقالية شرعنا في إجراء إصلاحات اقتصادية وهيكلية مهدت للوصول لهذه المرحلة، فتحسين الاقتصاد تحدٍ كبير يواجه الحكومة والشعب السوداني، ولذلك تبنت الحكومة هذه الإصلاحات القاسية والجراحات المؤلمة الضرورية لإطلاق الطاقات المادية والبشرية لهذا البلد العملاق الغنى بموارده.

السيدات والسادة
عهدنا مع شعبنا أن نتخلص من أزمة الثقة والعزلة مع الدول والأنظمة والمؤسسات المالية العالمية التي وصلت مستوً غير مسبوق، بسبب السياسات الخرقاء والمراوغات والمناورات المضرة في السابق، حتى تذيلت بلادنا مؤشرات التنمية والتعليم والصحة وحقوق الإنسان، وتقدمت في مؤشرات الفساد والإرهاب والعنف المقنن.

الآن بدأنا نجني ثمار هذه الإصلاحات، ومنها على سبيل المثال استقرار في سعر الصرف والآن البدء في عملية إعفاء الديون وسداد المتأخرات. وها نحن نستشرف العهد الذي ننعم فيه بمزايا عديدة كانت مسلوبة، ونتمتع بحقوق متنوعة كانت محجوبة، ويمنحنا مثل هذا الإعفاء الذي يدخل حيز النفاذ الآن، الفرصة لفعل ذلك، وبزيادة تواصلنا مع العالم بشفافية ووفق شراكات واضحة يكون الفتح المرتقب في ربط الاقتصاد بالأسواق العالمية كمدخل لزيادة الاستثمار المحلي والأجنبي والانتاج والتصدير وتوسيع فرص العمل خاصة للشباب.

الشعب السوداني هو صاحب الجهد الأكبر في هذا الإنجاز بوقوفه داعماً وسانداً لحكومته ومتفهماً وصابراً على الصعاب، وسوف يجني هذا الشعب العظيم ثمرة جهده وصبره تنمية مستدامة وحياة كريمة.

السيدات والسادة
ما يزال الطريق طويلاً وشائكاً نحو الإصلاح الشامل، فإعفاء الديون وفتح الباب أمام التمويل الخارجي هو فقط جزء من منظومة شاملة تبلورت برؤية واستراتيجية وطنية وتبذل الحكومة كل جهد ممكن لإكمالها وتنفيذها حتى ينطلق اقتصادنا ويحقق التنمية المنشودة.

النضال والجهد الأكبر المطلوب هو الإصلاح الداخلي مثل بناء المؤسسات الوطنية واصلاح السياسات والقوانين والتشريعات والإصلاح المؤسسي وعلى رأسها إصلاح الخدمة المدنية وإصلاح بيئة الأعمال والاستثمار للمواطن السوداني أولاً الذي عبره تتهيأ الساحة للمستثمر الأجنبي ثانياً.

يجب أن ندرك ألا إصلاح اقتصادي حقيقي إلا بتحرك عجلة الإنتاج وضمان انخراط فئات عديدة أهمها الشباب وذوي المهارات والحرف والمهنيين في مشروعات نهضوية كبرى، تستوعب قدراتهم وتحولها لتروس في ماكينات الإنتاج.

نعد الشعب السوداني والمجتمع الدولي بالمضي قدماً في التخطيط والعمل الجاد للاستفادة القصوى من مصادر التمويل الجديدة هذه في إنجاز ما وعدنا شعبنا به من مشاريع تنموية كبرى في مختلف بقاع السودان تطبيقاً لشعارات الثورة وتحقيقاً للعدالة الاجتماعية.

الشكر أجزله لحكومة وشعب الولايات المتحدة الامريكية والذي ساهم بالقرض التجسيري والذي يبلغ مليار ومائة وخمسون مليون دولار تتيح للسودان الحصول على إثنين مليار دولار كمنحة من وكالة التنمية الدولية ويفتح آفاق للتعاون مع المؤسسات المالية العالمية الأخرى والشكر أيضاً للبنك الدولي على المنحة القيمة والتي استخدمت في سداد القرض التجسيري.

هذا الدعم الكبير والمتواصل في مجالات عدة من الولايات المتحدة ومن البنك الدولي ومن شركائنا وأصدقاء السودان هو نتاج لنضال الشعب السوداني وثورته الملهمة نحو الحرية والسلام والعدالة والتي مهدت الطريق لاستعادة كرامة ومكانة الشعب السوداني واحترامه لدى العالم وها هي الأبواب تفتح باباً تلو الآخر لعودة السودان كعضو فاعل في المجتمع الدولي.

مرة أخرى نهنئ شعبنا الكريم وشركاءنا الكرام.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى