تقارير

هاجمت مدنا مهمة.. مسيرات المليشيا، هل أوقفت حياة المواطنين؟

متابعات | تسامح نيوز

هاجمت مدنا مهمة.. مسيرات المليشيا، هل أوقفت حياة المواطنين؟

هاجمت مُدن “بورتسودان وكسلا وعطبرة ومروي”..

(مُسيّــــــرات الميــليشيــا).. الحيـــاة مُستـــمرة!!

تقرير_ محمد جمال قندول

السودانيون اليوم أرهقتهم الحرب، ولكنهم يتقدمون صوب الهدف المنشود بتحرير كل شبرٍ في البلاد، بفضل عزيمة القوات المسلحة ودعواتهم.

في بورتسودان، الحياة تمضي بذات الوتيرة الطبيعية، حيث الصورة هنالك تختلف عن ما تصوره مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تسير الحياة بصورةٍ عادية رغم حرب المُسيّرات وذلك بثباتٍ كبير.

هاجمت مدنا مهمة.. مسيرات المليشيا، هل أوقفت حياة المواطنين؟

وفي نيالا، الصورة مغايرة تمامًا، حيث تعيش ميليشيات آل دقلو الإرهابية الرعب ليس فقط من الهزيمة، ولكن لأنّهم فقدوا كل شيءٍ عسكريًا وسياسيًا، وليس ما يفعلونه الآن سوى فرفرة مذبوح.

الطريق إلى النصر لا يتسع من واقع المؤشرات إلّا للقوات المسلحة التي تحارب بعقيدة الدفاع عن الوطن والعرض.

السيناريوهات

وكانت ميليشيات آل دقلو بدعم مباشر من الإمارات قد هاجمت مدن “بورتسودان، وكسلا، ومروي، وكوستي، وعطبرة” بالمُسيّرات على امتداد الأيام الماضية، في تمحورٍ جديد لحرب “الكرامة” مستهدفةً المنشآت الخدمية والحيوية، حيث كانت قد أصابت من قبل مطار بورتسودان، ومستودعات للغاز، والبنزين، والجازولين.

الهجمات فيما يبدو -وإن كانت للتخويف وإثارة الفوضى- إلّا أنّها جاءت بنتائج عكسيةٍ للتمرد، بل وأكدت صمود الدولة السودانية وتحسبها لكل السيناريوهات. كما التف الشعب حول جيشه بصورة غير مسبوقة وصبرٍ كبير.

هاجمت مدنا مهمة.. مسيرات المليشيا، هل أوقفت حياة المواطنين؟

المُسيّرات وإن أحدثت بعض الخسائر، إلّا أنّ مفعولها لم يعد مخيفًا، بعد أن استطاعت القوات المسلحة إسقاط جميع المُسيّرات التي تنطلق خلال الأيام الماضية.

الحركة في المدينة الساحلية العاصمة الإدارية المؤقتة لم تشهد تغيرًا، حيث يعمل سوق المدينة الكبير ويضج بحركة الناس. ومساءً، لا زال الكورنيش وأماكن الترفيه مزدحمة. ومن واقع الصورة في ولايات “البحر الأحمر، وكسلا، ونهر النيل، والنيل الأبيض”، فإنّ السودانيون لم يعد يخيفهم أي استهدافٍ، حيث علّق أحد المواطنين ساخرًا في الـ”فيس بوك” قائلًا: (نحن الحرب دي في الخرطوم ما خوفتنا نخاف من مُسيّرات بورتسودان وغيرو).

وكانت حكومة البحر الأحمر، قد أعلنت أمس عن انسياب العمل في محطات الوقود بالولاية، وفق الخطة التشغيلية التي وضعتها الجهات المختصة. حيث أكد والي البحر الأحمر مصطفى محمد نور، وفرة الإمدادات البترولية بجميع محطات الوقود، واستمرار تقديم الخدمات للمواطنين دون أي معوقات.

الروح الوطنية

وقال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي د. إبراهيم شقلاوي إنّ الهجمات الممنهجة التي نفذتها ميليشيا الدعم السريع وداعموها، استهدفت بشكلٍ مباشرٍ البنية التحتية، والقطاعات الخدمية في عددٍ من الولايات، بما في ذلك العاصمة البديلة ولاية البحر الأحمر.

هاجمت مدنا مهمة.. مسيرات المليشيا، هل أوقفت حياة المواطنين؟

إلّا أنّ حكومات الولايات تعاملت مع هذه التحديات بمنهجية الطوارئ، مما ساعد في استمرار تقديم الخدمات الأساسية بصورة مستقرة.

وأضاف شقلاوي: في ولاية البحر الأحمر على سبيل المثال، شهدنا بالأمس والي الولاية وهو يقف ميدانيًا على انسياب خدمات الوقود. وهو ما يعكس التزام الجهات المختصة بالخطة التشغيلية وتوفر الإمدادات لضمان استمرارية الخدمة دون انقطاع.

وأكد أنّ مثل هذه التحركات الميدانية تعكس كفاءة الأجهزة الحكومية في الاستجابة للظروف الطارئة.

وأكد محدّثي أنّ صمود الشعب السوداني وتفهمه لطبيعة الأحداث الجارية يمثل ركيزةً أساسيةً في مواجهة التحديات، مشيرًا إلى أن المواطنين أثبتوا وعيًا كبيرًا بحجم المؤامرة التي تستهدف البلاد.

وأضاف: أن الثقة الشعبية المتزايدة في القوات المسلحة السودانية، ووقوفهم خلف مؤسسات الدولة، تعزز من تماسك الجبهة الداخلية، وتبعث برسائل قوية على أن السودان قادرٌ على تجاوز هذه المحنة بإرادة أبنائه ووحدة صفوفه.

وتابع شقلاوي: “ما يبعث على الفخر هو الروح الوطنية التي لمسناها وسط المواطنين في عدد من الولايات، حيث أصبح الشعور بالمسؤولية الوطنية مشتركًا بين الدولة والمجتمع. هذه الروح العالية هي التي صنعت الفارق، وهي التي ستقود السودان إلى بر الأمان رغم التحديات”.

مشيرًا إلى أنّ استمرارية الخدمات منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023، وما قابلها من تضامن شعبي واسع، يعكس وعي المواطن السوداني بحجم التحدي الذي تمر به البلاد، مؤكدًا أن الروح الوطنية العالية كانت وما زالت عنصرًا حاسمًا في تجاوز الأزمات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى