تحقيقات وتقارير

هل تستجيب الحكومة السودانية للذهاب إلى جنيف

الخرطوم _ تسامح نيوز

هل تستجيب الحكومة السودانية للذهاب إلى جنيف

في ثانى إتصال بينهما

بلينكن يبلغ البرهان إلتزام أميركا بتنفيذ اتفاق جدة

هل ستستجيب الحكومة بالذهاب الى جنيف

فى ثانى إتصال هاتفى فى غضون أسبوعين -تقريبا- أبلغ وزير الخارجية الأمريكى ،أنتونى بلنكين ،رئيس مجلس السيادة ، عبدالفتاح البرهان ،إلتزام إدارة بايدن بتنفيذ اتفاق جدة ،يأتى ذلك فى سياق جهود دبلوماسية مكثفة تجريها عدة دول فى محاولة لاقناع الحكومة بارسال وفدها المفاوض الى جنيف ،فهل تستجيب؟

تقرير : تسامح نيوز

إتصال بلنكين:

فى الساعات الأولى من فجر اليوم ،استقبل رئيس مجلس السيادة ،القائد العام للجيش الفريق الأول البرهان ،إتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلنكن ، حيث أبلغ بلنكين البرهان أن مفاوضات جنيف تركز على وضع الآليات اللازمة لتنفيذ اتفاق جدة.

فيما قالت وزارة الخارجية الامريكية إن الوزير بلينكن أكد على أهمية المشاركة في محادثات السلام الجارية . وابلغه أن المحادثات تهدف إلى ضمان التنفيذ الكامل لإعلان جدة، الذي يركز على حماية المدنيين، ووقف الأعمال العدائية، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، ومراقبة الامتثال.

وافادت الخارجية الأمريكية أن بلينكن شدد على دعم المجتمع الدولي لهذه المفاوضات التي تستضيفها سويسرا والمملكة العربية السعودية.

ويجيئ اتصال بلنكن فى سياق مبادرة نرويجية لتقريب وجهات النظر بين السودان وأميركا زافاد مجلس السيادة فى تعميم صحفى ان الرئيس البرهان قال ان السودان يرغب فى الحوار مع الجانب الامريكى دون تجاوز للخطوط الحمراء ممثلة فى تنفيذ اتفاق جدة وعدم مشاركة الامارات فى منبر جنيف وذلك اثناء استقبال البرهان للسفير النرويجى.

صورة مقلوبة :

وانطلقت الأربعاء فى جنيف مشاورات بين القوى الدولية ومنظمات اقليمية ودولية فى محادثات جنيف ،وقد أعلنت مليشيا الدعم السريع عن وصول وفدها المفاوض الى سويسرا ، لكن المحادثات أجريت فى غياب وفد الحكومة السودانية ،بطريقة بدت أكثر غرابة لكثير من المراقبين الذين توقعوا ازعان الجانب السزدانى للضغوط الامريكية .

وفى غضون الاربع وعشرين ساعة الماضية ، أطلت على المشهد جهود دبلوماسية كثيفة فى محاولة للضغط على الحكومة بقيادة لتغيير موقفها والمشاركة فى المحادثات لأجل وقف اطلاق النار ،وفى هذا السياق ، أجرى وزير الخارجية المصرى بدر عبدالعاطى اتصالات مع نظرائه التركى والسعودى والاماراتى .

حيث ركز الوزير المصرى بحسب انباء رسمية ،على ضرورة انجاح المساعى الجارية لانهاء الازمة السودانية والدفع بوقف اطلاق النار ورفع المعاناة عن الشعب السودانى ، وبعد وقت قصير تلقى وزير الخارجية المصرى إتصالا هاتفيا من نظيره الأمريكى تطرق لجهود خفض التوترات فى المنطقة والعمل الامريكى المصرى المشترك لانهاء الازمة فى السودان.

وبحسب الخارجية المصرية أكد وزير الخارجية بدر عبدالعاطى لنظيره الأمريكى انتونى بلنكن ،التزام مصر بدعم المبادرات الرامية لوقف الحرب فى السودان وانهاء معاناة شعبه.

وتعول إدارة بايدن على جهد مصرى أكبر لاقناع الجانب السودانى بالمشاركة فى المحادثات.

وقالت مصادر دبلوماسية ل-(تسامح نيوز) أن مصر بعثت رسالة عاجلة الى الجانب السودانى عبر سفيرها فى بورتسودان الذى التقى بالفريق أول الكباشي أمس الأول.

وفى تغريدة على منصة اكس قال المبعوث الامريكى مرحبا بوصول وفد مصرى رسمى الى جنيف ان مصر شريك استراتيجى هام للولايات المتحدة لانهاء الحرب فى السودان.

الجيش والحكومة يرفضان:

بالمقابل جددت الحكومة السودانية رفضها المشاركة فى منبر جنيف من دون تنفيذ شروطها.

وقال نائب القائد العام للجيش الفريق أول الكباشي لصحيفة الكرامة أن الجيش لن يلتفت للضغوط التى تمارس عليه للذهاب الى جنيف موكدا عدم المشاركة فى اي مفاوضات دون تنفيذ اتفاق جدة.

فى السياق قال رئيس أركان الجيش الفريق أول محمد عثمان الحسين ، أن الشعب والجيش عازمون على الانتصار للوطن وجعله امنا مستقرا وخاليا من المليشيا الإرهابية واذيالها من المرتزقة والعملاء.

فيما قال وزير الاعلام والمتحدث الرسمى باسم الحكومة د. جراهام عبدالقادر فى مؤتمر صحفى ان مليشيا الدعم السريع دمرت 7 متاحف تاريخية و38 جامعة حكومية واكثر من ثلاثة الاف مصنع قائلا ان خسائر القطاع الاقتصادى بلغت 50 مليار دولار.

بيان مشترك:

فى الوقت ذاته تعهدت أطراف دولية تعمل على وقف الحرب في السودان، بتكثيف الضغوط الدبلوماسية لوقف الأعمال القتالية في هذا البلد وتوصيل المساعدات الإنسانية.

وأعلنت هذه الدول والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، في بيان مشترك، “العمل بجد في سويسرا باليوم الأول من الجهود الدبلوماسية المكثفة لدعم السودان”.

وأشار البيان إلى أن هذا الدعم يتمثل في وصول المساعدات الإنسانية ووقف الأعمال العدائية وفقًا لمخرجات جدة السابقة والجهود الأخرى والقانون الإنساني الدولي.

هل يستجيب البرهان :

تعتقد المحللة السياسية ساره مهدى محمد نور فى تعليق ل(تسامح نيوز) ان البرهان سيتخذ قرار بالمشاركة اذا وافق الجيش على ذلك ، وترى ان تمسك الحكومة بمواقفها حقق لها قدر من الاستجابة المطلوبة خاصة فى عدم ادراج القضايا السياسية ضمن منبر جنيف وما اعلن عنه بلينكن من خلال التحدث للبرهان عن التزامهم بتنفيذ اتفاق جدة.

أما الخبير العسكرى العقيد معاش بشير النور يقول ل(تسامح نيوز) ان الجانب الحكومى مايزال بحاجة الى مزيد من الضمانات ويرى النور أن على البرهان اختبار مدى الالتزام الامريكى الذى أعلنه بلنكن بارسال وفد فنى عسكرى سودانى يحمل معه تصور محدد لرؤية الجيش لتنفيذ اتفاق جدة بالياته ومواقيته مشيرا الى امتلاك الجيش لخبرة تراكمية كبيرة فى جانب القضايا المرتبطة بوقف اطلاق النار واليات تنفيذه ومراقبته منذ اتفاق جبال النوبة ونيفاشا وابوجا وجوبا وحتى الان.

توظيف لصالح السودان:

يقول الكاتب الصحفى المختص فى العلاقات السودانية الأمريكية مكي المغربى ،انه كما توجد مخاوف بسبب الاستعجال من الجانب الامريكى ،توجد فرص ايضا يمكن توظيفه هذا الاستعجال لصالحه وزاد ( بالطبع ليس كل مايعرف يقال) ولكن هناك بدائل ويعتقد مكى أن أميركا تريد انجاز فى ملف السلام والملف الإنسانى فى السودان تدخل به الانتخابات.

ويرى مكى فى مقتبلة مع قناة (الزرقاء) ان هذا الانجاز يمكن ان يتم فى جنيف او جدة او بورتسودان ،أما كيف وبأى طريقة هذا أمر فيه أخذ ورد ومشاورات داخل السودان والقدرة على اتخاذ القرار ان كانت تكلفته مناسبة أو غير مناسبة ولايستبعد مكى سيناريو تغيير اميركا لطريقة تعاملها مع السودان .

ويقول ان ذلك أمر مطروح ويتوقف على نتائج الحوار السودانى الامريكى ولايتفق مكى مع القول ان المباحثات السودانية الامريكية فى جدة قد فشلت ،منوها الى انها فشلت فى انجاز واجباتها الاساسية وهى اقناع الجانب الامريكى بحزف الامارات من قائمة الدول المشاركة فى جنيف واتخاذ اجراء أمريكى استباقى بالضغط على الدعم السريع بتنفيذ اتفاق جدة والخروج من منازل المواطنين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى