تحقيقات وتقارير

هل يسعى “يونيتامس” لتدويل ازمة الشرق؟!

 

زار وفد اليونيتامس شرق البلاد والتقى بقيادات النظارات المستقلة للبجا بقيادة الناظر “ترك” الذي اغتنم الفرصة فرفع من سقف مطالبه بالحل الفوري للحكومة والانصياع لتحقيق توصيات مؤتمر سنكات او “يفرز عيشته” بالمناداة بتقرير المصير! ولم يكتف بذلك بل طالب “اليونيتامس” ايضا بالحماية الدولية وكأنه يريد وضع الاقليم تحت الانتداب الاممي! اذا لم تتم الاستجابة لمطالبه التعجيزية من قبل الحكومة الانتقالية! وفي مقدمتها الغاء مسار الشرق ومراجعة تجنيس بعض القبائل ذات الجذور الضاربة في شرق السودان وهي احد اغرب الأجندة التي تم تمريرها في المؤتمر الصحفي بالضغط علي والي الولاية الذي تماهي في اغلب الاوقات مع مطالب الناظر ترك!؟ كما يري بعض المراقبين حيث لم يكن يمثل الحياد المطلوب من موقعه كوالي من المفترض به. تمثيل كافة المجاميع المتساكنة في ولايته التي امتازت بانصهار واندماج غالب اهل السودان بقبائلهم واطيافهم المتنوعة!
وقد اشار بعض المراقبين ان هنالك جهات تمارس أجنداتها الذاتية الضيقية وتعمل علي افراغ الشرق بصورة ممنهجة! بحيث اصبح الان الميناء خاويا علي عروشه و يندب حظه العاثر بعد ان تحول العمل منه الي ميناء “العين السخنة” بجمهورية مصر وبعض المعابر المختلفة بالبلاد الامر الذي يراه بعض خبراء الاقتصاد خسارة اقتصادية كبيرة ليس للشرق وحده وانما لكامل البلاد وقد ترتد آثارها الوخيمة علي اوضاع انعاش الميناء لعدد من السنوات القادمة وربما لن يعود قريبا الي ماكان عليه من اوضاع؛ وكل ذلك بحجة وفهم غريب من القيادات المطلبية التي صرحت بان الشرق لم يكن مستفيدا من الميناء في إشارة الي ان عوائده تمضي لتغذية الخزينة العامة بالدولة! في حالة من الانكفاء المناطقي تبين الي اي حد وصلت الامور بالبلاد واي مرحلة تعيشها قريبا من التفتيت والانقسام وتقطع الاوصال وانتقاص الاطراف!؟
بما جعل كثيرون يلمحون الي ان مايدور في الشرق علي ما اعلن من مطالب مشروعة اعترف بها الجميع وفي مقدمتهم الحكومة الانتقالية والمجتمع الدولي، ماهو في حقيقة الامر الا صراع وتقاطع دولي حول المسطح المائي وشواطئه وموقعه الاستراتيجي الذي كان مثارا للصراع الدولي منذ القديم ومايزال!؟
ليبرز التساؤل الملح في هذه اللحظات العصيبة مما تعيشه البلاد من اوضاع ذات هشاشة وسيولة امنية؛ ماهي الدوافع الحقيقية لزيارة وفد “اليونيتامس” وهل تسعى للعمل علي تدويل الصراع الان! في ظل ضعف الحكومة وسكوتها عن مايجري في الشرق من قبل المكونين سواء المدني او العسكري وربما بتواطؤ مكشوف من بعض الجهات النافذة كما اشار لذلك “صالح عمار” الوالي الذي كان رفض ولايته احد مظاهر تقيَُّحات الشرق المتفجرة!؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى