هل يعيد الإتحاد الأفريقي السودان لعضويته.. ماذا قال رئيس المفوضية عن ذلك؟
أعلن عن حوار مع السودان لإعادته للمنظمة الإقليمية..
(الاتحــــــاد الإفــــــريقي).. موقف جديد!!
رئيس المفوضية جدد رفضه تدخل أي جهة خارجية فى شؤون السودان..
يوسف أدان الهجمات التي استهدفت ميناء بورتسودان..
الاتحاد الإفريقي يدعو لوقفٍ فوريٍ وشامل لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية..
التصريحات تعكس رغبة المفوضية لاستعادة دورها في حل النزاعات ..
تقرير : محمد جمال قندول
أعلن الاتحاد الإفريقي عن حوار مع السودان لإعادة عضويته مجددًا للمنظمة الإفريقية.
ووفقًا لتصريحات صادرة من رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي محمود علي يوسف، فقد جدد رفضهم لتدخل أي جهة خارجية في شؤون السودان.
وتأتي الإشارات الإفريقية والبلاد تشهد متغيرات كبيرة عسكريًا وسياسيًا، إذ استطاع الجيش تحقيق انتصارات كبيرة خلال الأشهر الأخيرة ومن ضمنها عملية تحرير العاصمة، فيما كان التصعيد الحكومي وقطع العلاقات مع أبوظبي الحدث الأبرز خلال الفترة الأخيرة.
المبادرة الإفريقية
وكان الاتحاد الإفريقي قد جمد عضوية البلاد قبيل أربعة أعوام وتحديدًا منذ إجراءات الخامس والعشرون من أكتوبر 2021، حينما أقدم حينها رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة على فض الشراكة مع المكون المدني آنذاك.
رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي محمود علي يوسف كان قد أفرد مساحةً كبيرة للحديث عن السودان، وذلك في أول لقاءٍ إعلامي له بعد انتخابه أمس (الاثنين) في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وحذّر رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي من أي تدخلات خارجية في المشهد السوداني قد تقود لتعقيدات وعرقلة فرص الحل، حيث أكد رفض المفوضية لأي تدخل أجنبي.
وأدان يوسف الهجمات التي استهدفت ميناء بورتسودان، وشدد على رفض الاتحاد الأفريقي لتعدد الحكومات أو أي تدخل خارجي في الشأن السوداني، مؤكدًا أن الحل يجب أن يكون بقيادة سودانية خالصة، ضمن إطار المبادرة الإفريقية.
كما دعا يوسف في تصريحاته إلى وقفٍ فوريٍ وشامل لإطلاق النار، وفتح ممرات إنسانية آمنة لإيصال المساعدات للمدنيين.
بوادر تحول
ويرى الخبير والمحلل السياسي د. طارق حسين أن تصريحات رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي الجديد محمود علي يوسف، تحمل مُؤشراتٍ وتوجهاتٍ جديدة ومؤشرات مختلفة في خطاب المنظمة الإقليمية حيال السودان، وتعكس رغبة في استعادة دورها كمظلة فاعلة لحل النزاعات في القارة بعيداً عن الهيمنة الدولية والتدخلات الخارجية.
وتابع محدّثي في معرض التعليق لـ”الكرامة”، أن تأكيد يوسف على رفض تعدد الحكومات في السودان، وعلى أهمية الحلول السودانية الخالصة ضمن المبادرة الإفريقية، يعبّر عن موقف مبدئي من الاتحاد تجاه محاولات فرض واقع سياسي من الخارج أو عبر الميليشيا.
وأضاف حسين، أن حديثه عن الهجمات على بورتسودان وإدانته لها، يشير إلى إدراك عالٍ بحساسية موقع الميناء وارتباطه بالسيادة الوطنية.
كما وصف دعوة رئيس المفوضية إلى وقفٍ شامل لإطلاق النار وفتح ممراتٍ إنسانية بأنها خطوة ضرورية، لكنها تبقى مرهونة بمدى التزام القوى المتصارعة على الأرض، وبضغطٍ جاد من الاتحاد على الأطراف الإقليمية المتورطة في إذكاء الحرب.
وبشأن امتناع يوسف عن تسمية دولة الإمارات رغم اتهامات الخرطوم المتكررة لها، أشار محدّثي إلى أن ذلك يعكس توازنًا دبلوماسيًا محسوبًا، لكنه لا يعفي الاتحاد من مسؤولية تقصي الحقائق والتحقيق الجاد في الاتهامات الرسمية الموجهة لأي طرف خارجي.
وختم د. طارق إفادته وقال: “رغم تحفظاتنا على أداء الاتحاد خلال الفترة الماضية، إلّا أن هذا اللقاء الإعلامي يحمل بوادر تحول، ويُفترض أن يُبنى عليه بمواقف عملية تضع حداً للمأساة السودانية المستمرة منذ أكثر عامين”.
