المقالات

واصله عباس تكتب… نهاد الوجع والجرح

رؤي
واصله عباس
نهاد الوجع والجرح

صدق من قال *أن الحزن لايتخير الدمع ثيابا* فالحزن لايستر الأوجاع والآهات لهذا فهو يتخير الروح والقلب والنبض دثارا… ارهقني الوجع.. الحزن .. الرحيل.. تعاهدنا مع الفرح ففرحنا سبعة اياما بعد مكوث الحزن فينا طويلا.. كانت *(نهاد)* عروسا تتهادي في ليلة عرس *(بنت خالها)* اخبرت الجميع أنها ستكون هي العروس المقبلة في الاسرة… بهدؤها وأتزانها ودلالها… خرجت *(نهاد)* بغتة وجعلت للحزن فينا موطنا والألم تتناوبنا سهامها الدامية .. حتي اصبحنا لا نملك قدرة الإحتمال والصبر فبتنا وقلوبنا المثقلة بوجع رحيل الغاليين فصرنا نرفع أكفنا إلي الرحمن *( أن يامغيث أغثنا…… يارحمن أرحم ضعفنا…. وأزل حزننا)*
نظرت الي جسدها النحيل المسجي امام ناظري فتملكني قلق وبت أنظر في مقلتيها علها تفيق فتناديني *(خالتوا)* فتعيد إلي بعض إتزاني…
كانت صبية مختلفة عن كل رصيفاتها من بنات أخي.. كلماتها الهادئة وإنزالها للناس منازلهم.. لم تكن تناديك إلا ومناداتها مسبوقة ب *(خالتوا.. حبوبة.. عمو)*.. كانت غرة عين ابيها المدللة وروح بيت جدتها حيث ترعرعت ونشأت في البيت الكبير… وكانت أكثرهن إتزانا لهذا لم تستطع رصيفاتها في البيت الكبير أن يعرفن دروب الصبر فظل الحزن فيهن دفين.. ومجلسهن الرباعي سيفتقدها حتما… حتي *(عبده)* صغير أخي قال لي *انهم سيذهبوا (للمعابر) ليأتي بنهاد*… كل الصغار كانوا مثله لانهم ظنوا أن الموت لايقبض ارواح الصبية والصغار .. بل الموت يأتي للكبار وفق ماشهدوه من رحيل العديد من افراد الاسرة الكبار لهذا كانت حيرتهم من رحيل *نهاد* ذات السبعة عشر ربيعاً…وسؤالهم *أويموت الصغار والصبية*؟
رحلت *نهاد* لتضعنا علي حافة الألم.. الحسرة.. وجراحات غائرة نازفة لاتُضمد… وقلوب إمتلئت حزنا حتي إستغاثت من حِدة الألم.. *أبكيك.. أرثيك.. وقلبي وجل من أنني لن ألتقيك ثانية ولن تمنحني دفء عبارة *(خالتو)* بتهذيبك المفرط.
رحلتي وكنت عروساً كما وعديتني أنك ستكوني العروسة المقبلة ويديك المخضبات بالحناء ووجهك الذي إزداد نورا فشع في وجوه غاسليك رغم إنقطاع التيار الكهربائي عن الحي ولكن كنت النور..
دعوات الصبر لنا جميعا.. فقد نوسر الجرح فينا بعد رحيلك.. ياحبيبة (خالتو)

قلبي يختزن حزن دفين وعلمت برحيلك أن الأفراح عمرها قصير بيننا…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى