المقالات

 والساقية لسه مدورة!!

كل الحقيقة .. عابد سيد احمد

قال احد الظرفاء إننا فى الرياضة والسياسة والاقتصاد نتعامل بفهم ومنهج واحد . فعندما تتكرر هزائم أى فريق من فرق كرة القدم عندنا نسارع بإقالة المدرب وناتى باخر محله وهكذا تدور الساقية مع تكرار الهزائم بتكرار ذات الحل وفى ذات الفريق دون ان نصل لاية نتيجة مرجوة.

وفعلا هذا هو حالنا ففى الاقتصاد عندما تراجع الجنيه السودانى مؤخرا وبشكل غير مسبوق أمام العملات الأجنبية و أدى ذلك الى ارتفاع اسعار السلع بالاسواق سارعنا باقالة محافظ البنك المركزى وجئنا باخر جديد وكذلك فعلنا فى الخارجية عندما اتضح لنا ان وزارة الخارجية لم تقم بالدور الخارجي المطلوب منها تجاه الحرب الخارجية علينا والمتزامنة مع الحرب الداخلية .

فسارعنا باقالة الوزير و جئنا باخر جديد وفى كل الأحوال تتغير الوجوه وتبقى السياسات العقيمة والمؤسسات التى تفتقد القدرة على صنع النجاح باقية بلا تغيير حتى صرنا من كثرة التجريب الدولة صاحبة الارقام القياسة فى عدد الوزراء والقيادات العليا التى تاتى وتذهب سريعا ولا شئ يتقدم بل العكس نتاخر ونتراجع.

وهكذا سنستمر مالم نصلح من حال المؤسسات ونضع لها السياسات الرشيدة الناجحة التى تجعل منها مؤسسات فاعلة وقادرة على التفاعل مع الاحداث والظروف بسرعة وبطريقة تناسبها وناتى لها بالقيادات المقتدرة على ادارة هذه المؤسسات والتى عليها ان تطبق سياسات يضعها خبراء وعلماء وليس موظفين كما يحدث الان فالمسالة متكاملة.

قيادات قوية مقتدرة وسياسات بحجم تحديات كل مرحلة ومؤسسات فاعلة مكتملة الاركان والا سيجد أى وزير أو محافظ أو مدير نفسه محاط بخبراء فى ادارة الوزراء والقيادات وسياسات رزق اليوم باليوم التى تتبعها مؤسساتنا فقيرة القدرات والسياسات يحركها لوبى له القدرة على جعل أى قائد يدور فى فلكهم فى غياب السياسات وعدم قدرة المؤسسات على الانطلاق تجاه الاهداف على هدى.

وعندما يدرك القائد أى قائد من حوله وحال مؤسسته يجد نفسه مكبلا بقيود اجراءات كثيره تكبله ..فينتهى به الأمر للاقالة وبهذه المناسبة اذكر قبل اشهر كنا حضورا لورشة بقاعة السلام بامانة حكومة البحر الاحمر ببورتسودان حول كيفية استقرار سعر الصرف نظمتها الهيئة الاستشارية لشرق السودان وشارك فيها علماء اقتصاد وخبراء شرحوا العلة وكتبوا الروشته فى تلك الورشه التى غاب عنها بنك السودان وغابت عنها كل الجهات المعنية الاخرى.

حاور الخبراء يومها بعضهم واضعنا الفرصة التى لم تمض عليها أشهر محدودة حتى تراجع الجنيه السوداني تراجعا غير مسبوق أمام العملات الأجنبية خاصة الدولار وضعفت القدرة الشرائية بسبب ارتفاع الاسعار لتلتفت الحكومة للأمر و كأنه كان مفاجئا لها وياتى تغيير المحافظ.

وتبقى الحقيقة ان الجهات الخارجية التى تساند الدعم السريع علنا أو خفية والتى بعد قناعتها بعدم قدرة المليشيا على النصر العسكرى فى الحرب بعد عام كامل سلتجأ للحرب الاقتصادية علينا والتى تتطلب منا لافشالها ايضا سياسات وقيادات ومؤسسات بحجم تحديات المرحلة.

وهنا لابد من مراجعة مؤسساتنا الاقتصادية وليس بنك السودان وحده فالاقتصاد منظومة واحدة متكاملة تحتاج تروسها ان تكون بفاعلية واحدة وتناغم فى الايقاع للوصول للاهداف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى