يا كيكل.. انقضت أكثر من ٤٨ ساعة!
الحرب التي شنتها دول البغي والعدوان على السودان دمرت كل شيء أتت عليه خلال ما يزيد عن حولين كاملين ولا تزال تحصد الأرواح وتنهب الأموال وتهدد استقرار الناس في ولايات كردفان جميعها من النهود غربا حتى تخوم ولاية الخرطوم شرقا، والمواطن يترقب وصول القوات المسلحة والقوات المساندة لها من غرب أم درمان والنيل الأبيض.
ولكنها ابطأت الخطى لأسباب يعرفها قادة الجيش وربما لتقديرات عسكرية تخفى علينا، ولكن على أرض الواقع بدأ مواطنو شمال كردفان ووسطها يحسون بوطأة الحرب بعد انتشار المليشيا والمرتزقة والعملاء والمتعاونين في كل مدن وقرى المنطقة حيث نهبوا حتى الدقيق وخطفوا الأكل والشرب من موائد الناس مثلما فعل أسلافهم أيام المهدية والجهادية.
وكما يقول المثل السوداني: الفي والدك بقالدك وها نحن نشهد اليوم نفس تلك الممارسات الوضيعة التي شهدتها كردفان قبل ما يزيد عن قرن وربع. وقد سمعنا عن متحركات كانت مخطط لها التوجه غربا بعد تحرير صالحة وتنظيف غرب أم درمان.
ولكن للأسف الشديد ظل الأمر جعجعة بلا طحن والأوضاع تزداد سوءا كلما طلعت شمس يوم جديد وبدأ مواطنو بعض القرى في النزوح نحو المجهول وخاصة مع اقتراب موسم الخريف مما يعقد المشهد أكثر خاصة وأن المليشيا تسيطر على جميع الطرق بين الشمالية ودار الريح وهذا يضع الناس بين المطرقة والسندانة.
ولهذا السبب نهيب بالقوات المسلحة والقوات المساندة لها بضرورة التحرك بشكل عاجل لتدارك الموقف قبل أن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة ويقع الفأس على الرأس. ويا سعادة اللواء كيكل لديك تصريح قوي استبشر به مواطنو شمال كردفان بأنك سوف تدك معاقل المليشيا في بارا خلال ٤٨ ساعة فأين أنت الآن؟
ويا قادة الهجانة وفرقة الأبيض ألستم حماة الوطن العزيز فهلا استنفرتم شباب وشيوخ كردفان للذود عن الأرض والعرض. المليشيا الآن تمنع الناس من مغادرة البلدات والقرى لتجعل منهم دروعا بشرية في حال شن الطيران الحربي أية غارات عليهم وهذا يعرض أرواحهم للخطر وها نحن ندق جرس الإنذار فهل من معتصم؟
