
ينتظرها الشارع السوداني.. حكومة كامل ما التوقعات!
توزانات قبلية و إثنية لابد من مراعاتها في حكومة كامل
خبير: هذه (…)الموازنات يجب ان تكون موجودة على مستوى الحكومة
تقرير ـ تسامح نيوز
ينتظر الشارع السوداني حكومة د. كامل إدريس رئيس مجلس الوزراء بترقب وشغف ، بعد ان ادى اليمين الدستورية تمس السبت ، ومن المنتظر ان يشكلها خلال اليومين القادمين ، فالمهمة التى تنتظر الرجل ليست معقدة فحسب بل هى شائكة وتتجاذبها تقاطعات ومصالح متعددة، وقبل كل ذلك ينتظرها المواطن الذى طحنته الحرب وتداعياتها، فهل ينجح كامل فى تجاوز كل ذلك،( تسامح نيوز) سعت إلى إجابات شافية حيث طرحت السؤال على المعنيين.
بلا رؤية:
يقول الباحث في الشؤون السياسية و الكاتب الصحفي عبد الماجد عبد الحميد والمقرب من التيارات الإسلامية، ان الموضوع غاية فى الصعوبة، لسبب بسيط وهو ان رئيس الوزراء نفسه كامل ادريس.
لا يملك “رؤية كلية لادارة الدولة”، خاصة في الوقت الراهن، ويضيف لـ (تسامح نيوز)، ان الرجل جاء لان هذا واحدة ـ من الاهداف التى خطط لها لفترة طويلة جدا جدا، ولسوء حظه جاء في وقت معقد جدا، البلد في حالة حرب، فيها تعقيدات كثيرة،، ففيها انفصال عن شغواله كرئيس للوزراء جديد كان يريد الموقع، ومشاكل ومشاغل الانسان السوداني المطحون بالحرب.
ظلال العسكر:
ويلفت عبد الماجد الى ان الحديث من فترة طويلة والمناداة بان تكون هناك حكومة مدينة تراعي مشاكل الناس،و الحرب التى اثقلت كاهل الانسان السوداني،وان يتفرغ الجيش لادارة الحرب، وان تتفرغ الحكومة المدينة لمعاش الناس، الان من الصعب جدا ان يشكل حكومة دون الرجوع إلى “المكون العسكري”،
وهذا المكون يواجه تقاطعات كثيرة جدا ، هناك توازنات قبلية لابد ان يضعها في الحسبان، وكذلك توازنات اثنية، حتى داخل مجلس السيادة نفسه توجد توازنات، كما ان رئيس الوزراء محتاج ان يعمل موازنة للكتلة التى كونها ” كباشي”، والكتلة غير المرئية التى كونها” ابراهيم جابر”، والكتل غير المرئية التى كونتها بعض “مراكز القوى المالية والاقتصادية والطرق الصوفية”.
حكومة رشيقة وموزانات :
ويواصل ذات محدثي،ان الحكومة القادمة سوف تكون مثقلة بمشكلات الموازنات ،ويضيف ان تشكيلة مجلس السيادة ـ و بادخال سيدتين من” الشرق والوسط”، هذه الموازنات بنفس الطريقة يجب ان تكون موجودة على مستوى الحكومة، على مستوى نهر النيل، على مستوى الوسط، على مستوى الخرطوم مناطق الجموعية والبطاحين،كما انها يجب ان تراعي للغرب الكبير،
لابد يجدوا تمثيلهم فى الحكومة خاصة دارفور، كما انه ـ اى رئيس الوزراء يحتاج لوزنة يضيف فيها” الزغاوة والفور” وهكذا، توجد تعقيدات كثيرة جدا تمنعه من تكوين حكومة رشيقة من غير توازنات، وسوف تستوعب هؤلاء بترتيبات قبيلة ومناطقية ومن الصعب جدا الخروج عن هذه الموازانات، لان اى خروج عن هذه الموازنات التي فرضتها ظروف الحرب،
يعنى انك اتيت برئيس وزراء مكبل بمشاكل غير مرئية سوف تودي الى تعقيدات ، وهذا الأمر لن يقبله مجلس السيادة ، لان رئيس مجلس السيادة سيكون له دور كبير جدا في تشكيل الحكومة ، وكامل ادريس اتى لهذا المنصب برغبته هو، لذلك لن يرفض طلب لرئيس مجلس السيادة البرهان.
الحكومة الهبوط الناعم:
فى المقابل يرى الحزب الشيوعي السوداني،أن الحكومة المتوقع تكوينها هي حكومة مشروع دولة “الهبوط الناعم الذي تم صياغته خصيصاً للسودان” والاسير لدى القوى الامبريالية وحلفائها الإقليميين والمحليين منذ خارطة طريق امبيكي التي بعد ان أسقطتها الثورة، تم استنساخ نسخة جديدة منها وسميت بالاتفاق الإطاري في مطلع عام ٢٠٢٣ لتوحيد قوى التسوية، وهي نفسها قوي الهبوط الناعم بعد فشل تسويق وإنجاح انقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١.
رئيس وزراء العسكر:
ويرى الشيوعي فى بيان له امس،إن ملامح هذه الحكومة المسماة” مدنية” قد بانت الان ولا نشك في أنها سوف تكون وسيلة “لتكريس سلطة العسكر الذين درجوا على اختيار رئيس ومجلس وزراء يستطيعون فرض شروطهم عليه عبر اللجنة الأمنية أو بالتغول على سلطاته تماما كما حدث في حكومتي الانتقال وحتى يتم هدر تجربة الحكم المدني وافراغ محتواها”.
إن البرهان سوف يكون على رأس هذه السلطة بعد التعديلات الجذرية التي أدخلها على الوثيقة الدستورية و وضعت كل السلطات في يديه. وهذه الحكومة سوف تسير على طريق ونهج ” النيوليبرالية”،
بتحرير الاقتصاد و تصفية ما تبقى من مرافق القطاع العام و تسليم مفاتيح الاقتصاد للرأسمالية الطفيلية المحلية وحلفائها الإقليميين والدوليين لنهب موارد البلاد و السير في طريق التبعية و التفريط في السيادة الوطنية وستلقى هذه السياسات بعبئها الثقيل على كاهل الغالبية العظمى من السكان بزيادة معدلات الفقر والبطالة والجوع و المرض و مصادرة الحريات العامة والحقوق الأساسية.
الحكومة الاخرى:
ويضيف الشيوعي، من الجانب الآخر لن تصمت الإمارات وحلفاؤها في المنطقة، فهي صاحبة مصالح واسعة في السودان. وستتحرك عبر الدعم السريع وحلفائه المحليين لإعلان حكومة موازية كما سبق أن لوحوا به للضغط من أجل الحصول على نفوذ لهم داخل الحكومة المرتقبة،
ويقول الشيوعي ان تفاهمات تمت بين ترامب والإمارات إبان زيارته للمنطقة حول مشروع وقف الحرب في السودان وتكوين حكومة مدنية فيه. اذ لم تصدر حتى الآن اي معارضة أو رفض من جانب الإمارات لهذا المشروع. وفي واقع الأمر لا يوجد تضارب فى المصالح بين هذه القوى؛ الإمارات – مصر – الولايات المتحدة الأمريكية، فهي من القوى التي ساندت ودعمت مشروع الهبوط الناعم في السودان منذ طرحه في العام ٢٠١٣/٢٠١٢ ولم تخف هذه القوى عداءها للثورة منذ ايامها الاولى.
حكومة مشتركة:
ويرى الحزب الشيوعي انه وانطلاقاً من واقع المصالح المشتركة لهذه القوى في السودان سيتم” إجبار طرفي الحرب للقبول بتسوية تجمعهما معا في حكومة واحدة”، هذه التسوية تتم لإرضاء زائف لقوى الثورة وبحكم تركيبة عدد من القوى التي طرحتها تسعى لإبعاد واجهات الإسلاميين من المشاركة في السلطة المرتقبة. يؤكد ذلك ما رشح من أنباء حول ان التكوينات الاسلامية التي تقاتل باسم الجيش ترفض هذا التوجه وانهم لن يسلموا أسلحتهم و سيواصلون الحرب ضد الجميع من أجل مشروعهم بالعودة للسلطة – بحسب ما ذكر البيان-.
مترهلة وغير متجانسة:
ويقلل استاذ العلاقات الدولية د.هاشم ابراهيم الشاطر، من فرص كامل فى تكوين حكومة رشيقة وذات مرونة تتمكن من التعاطي مع ازمات بلد مزقته الحرب، ويضيف لـ (تسامح نيوز)، ان التعقيدات التى افرزتها الحرب لن تسمح لرجل ان يهندس حكومة رشيقة، بل العكس اتوقع ان تكون حكومة مترهلة وغير متجانسة وذلك بسبب تباين مواقف من سيشارك فيها، ويقارب الشاطر بين ما ستكون عليه الحكومة القادمة وبين مجلس السيادة الذى يديره المكون العسكري ويوضح ان التباين وعدم التنسيق بل والخلافات بسبب تباين الرؤى كلها ستكون عناصر حاضرة وربما تسيطر على مكونات.
اهم وزارتين:
ويقول الشاطر،ان عدم معرفة كامل ادريس بتعقيدات المسرح السياسي والتجاذبات الحادثة الان والانقسام فى ظل استقطابات حادة جدا، كلها ستلقى بظلالها على شكل الحكومة القادمة، ويمضى الشاطر الى ان اكبر تحدى سيواجه كامل ادريس هو كيفية تقديم حكومة لديها الاليات والافق الخلاق للتعامل مع المجتمع الدولي الذى رحب بتعينه فى هذا المنصب، خاصة وانه ـ اى المجتمع الدولي- ينتظر من الرجل ان يحقق ما عجز عنه وهو وقف الحرب من خلال وزاراتي الخارجية والدفاع ، بحيث ياتى بوزراء يمكن الرهان عليهم فى مخاطبة مخاوف المجتمع الدولي وخاصة الغرب.
رجل المرحلة:
ويرى القيادى فى حركة العدل والمساواة السودانية حسن ابراهيم فى حديثه لـ (تسامح نيوز)،وجود تحديات جسام تواجه رئيس الوزراء الجديد في ظروف إنسانية غاية في السوء، لكن المهم في الامر ان الرجل على دراية بهذه التحديات وتعقيداتها وبالتالي اعتقد الرجل يعي بشكل جيد ما هو قادم عليه وما ييواجهه هذا هو مفتاح نجاح اي تجربة ان يكون من يخوض التجربة واعي بما يقدم عليه.الأمر الاخر وحدة اللحمة الوطنية بين الحكومة والشعب السوداني في إطار قضية واحدة وهدف واحد وهو تطهير البلاد من دنس هذه المليشيا وهذه وحدة لم تحدث خلال السنوات الاخيرة
وهو عامل مهم في دفع الرجل بأن يمضي بثبات نحو تحقيق درجة من الاستقرار وتحسين معاش الناس. و الأهم من كل ذلك هو أن تكون الحكومة القادمة رشيقة َبوزراء لهم الكفاءة في يكونوا قدر الظرف الذي يمر به البلاد.
حكومة سلام بوجوه جديدة و رشيقة :
ويواصل ابراهيم،،بقوله انه لا أرى مشكلة في. ان تكون ” الحكومة رشيقة وتشارك فيها أطراف اتفاق السلام لان الجميع متفق على أن يتون الحكومة رشيقة، ومن يتقلدون فيها الحقائب الوزارية، يجب ان يكونوا بدرجة كبيرة من الكفاءة التى تتناسب و الظرف التى بمر به البلاد، وبالتالي أطراف السلام هم أكثر وعيا بضرورة تحقيق هذه الغايات وان دعت الضرورة لان يذهب الوجوه التي مثلت أطراف السلام وياتي اخرين أكثر كفاءة أطراف سيكونون مرحبين بذلك، لان الأمر لا يقف عند أشخاص بقدر ما هو اتفاق سلام واجب النفاذ وفق المباديء والقيم والنصوص التي اتفق عليه.
اما فيما اسرنَت إليه في أمر الترضيات فان أطراف السلام هم الحرص على أن يكون من يتقدم لأي حقيبة ليس على اساس قبيلته تو جهته بل كفائته هي الفيصل في الامر.