تحقيقات وتقارير

القاعدة الروسية .. هل تفلح الضغوط الامريكية في تحجيم النفوذ ؟

الخرطوم – تسامح نيَوز

اثيرت ضجة كبيرة هذه الايام في وسائل الاعلام التي لم تهدأ من النقاشات حول إنشاء قاعدة لوجستية روسية في البحر الأحمر.
وأخذ التناول شكل مقصود وممنهج واضح المعالم لكل مراقب حول الهجوم الشرس والتشكيك المتعمد ضد القاعدة الررسية بمنطقة “فلامنجو” بالبحر الاحمر الذي يشهد صراعا دوليا بارزا.
وانقسم الناس حول ذلك الي اتجاهات بحسب الاجندة والمصالح التي تتوخاها اي وجهة نظر في هذه المسألة!
البعض يرى أن هذه خطوة إيجابية في العلاقات بين السودان وروسيا وتوثيق للتعاون المثمر بين البلدين في الجانب العسكري وخاصة في تقنيات تحتاجها القوات البحرية السودانية وتشكل لها اضافة حقيقية؛ فضلا عما تمثله العلاقات مع روسيا كدولة عظمى من توازن في السياسة السودانية تجاه المحاور المختلفة وصراعاتها من اجل مصالحها المتنوعة في المنطقة بحيث يخلق ذلك للسودان هامش من المناورة السياسية وحرية الاختيار؟!
عبر آخرون عن مخاوف حقيقية ومتوهمة من أن يضر ذلك بسيادة البلاد؟ وهنا فيما يبدو فريقان الاول ربما يعبر عن شفقة حقيقية في هذه الرؤية والثاني؛ والذي يبدو انه من يقود هذه الضجة الاعلامية في الاتجاه السالب ضد العلاقات السودانية الروسية وهم كما لايخفي علي احد الولايات المتحدة الأمريكية ومن يمثلها من محاور ومشغلين ووكلاء محليين! وقد اشار بعض الخبراء والمراقبين الي المطامع الأمريكية وحلفائها في المنطقة التي تعمل ضد التعاون العسكري بين البلدين علي الرغم من أن القاعدة اللوجستية الروسية في البحر الأحمر هي فرصة للسودان للحفاظ على التوازن السياسي وعدم الاعتماد على الكتل السياسية العسكرية الأمريكية!.
يعمل الغرب ويهتم “الشركاء” الغربيون بالسيطرة على جميع المؤسسات الإدارية بما في ذلك الجيش بالحديث عن الدعم والمساعدة ، بحيث تدمج أمريكا من يسمون مستشاريها في النظام؛ ومن ثم يكون للمستشارين الرقابة والتحكم التام ، وتنفذ فقط تلك المهام التي تعود بالفائدة عليهم من أجل السيطرة على المنطقة! ولاننسى ان هنالك وزراء ومسؤولين بمفاصل السلطة يحملون الجنسية الامريكية وبعض االدول الاوروبية وهم بلاشك ضمن المحور الذي يعمل علي تعويق اي جهود للتعاون العسكري الذي بحفظ التوازن السياسي للبلاد!.
بينما شهد تاريخ التعاون بين روسيا والسودان علي تبادل حقيقي للمنافع بين البلدين دون تدخل او استعلاء بل ان روسيا كانت سندا في المحافل الدولية ضد كل مامن شأنه اعاقة البلاد من خلال كثير من القرارات الدولية التي كانت لاتعبر سوى عن الرغبة الغربية في اخضاع السودان! وإن روسيا ماتزال مصممة على الشراكة مع السودان ومستعدة لتقديم المساعدة “هنا والآن”!؟ خاصة مع تأكيد الخبراء لمنافع الوجود العسكري والتعاون الروسي الذي سوف سيصبح موازنا للنفوذ المتزايد للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ، وسيسمح للسودان ببناء خط أكثر استقلالية في السياسة العسكرية؛ يمنحه مزيد من الخيارات في التعاون الدولي بحرية وتوازن أفضل؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى