المقالات

عثمان جلال يكتب / شعار آل دقلو وقيادات قحت إما السلطة الشاملة أو الحرب الشاملة

الخرطوم تسامح نيوز

 

(١).
رفعت قيادات قحت المجلس المركزي شعار الحياد في الحرب بعد فشل الخطة (أ) المشتركة بينها وبين مليشيا الدعم السريع وهي الانقلاب العسكري عبر عناصر موالية لها من داخل الجيش وباسناد قوات الدعم السريع ثم تعدلت الخطة الى انقلاب الدعم السريع الخاطف ضد قيادات الجيش وبعد امتصاص الجيش للضربة الاولى القاضية تحولت الخطة الى الحرب الشاملة ضد الدولة والمجتمع والجيش والطبيعة على النحو التراجيدي الذي تعلمون .
عندها تبنت قيادات قحت الحياد الظاهري بينما في الباطن تنزع الى الترويج للخطة (ب) والمتمثلة في انقاذ الدعم السريع من الهزيمة العسكرية واعادة انتاجه عبر صفقة سياسية بالروافع الاقليمية والدولية وتمرير اتفاق سياسي جديد يقضي بإعادة هيمنة قحت وبندقية آل دقلو على المرحلة الانتقالية.
(٢).
لكن لماذا اختارت قيادات قحت المجلس المركزي وال دقلو خيار الحرب بدلا عن العمل الفكري والسياسي الصبور وسط المجتمع للضغط على المكون العسكري لقبول الاتفاق الاطاري ؟؟ وهل توافقت كل احزاب الاتفاق الاطاريء على خيار الحرب؟؟ وهنا يجب طرح السؤال بصيغة اخرى هل وضعت القوى السياسية الموقعة على الاتفاق الاطاريء خطة سياسية لتمرير الاتفاق.؟؟
ان قيادات قحت المجلس المركزي ادركوا استحالة انفاذ الاتفاق الاطاريء عبر التدافع الفكري والسياسي بعد ان تعرت هذه القيادات امام الثوار وشعارات الثورة وامام قواعدهم الحزبية نتيجة اختزالهم المرحلة الانتقالية في مغانم السلطة والتحلل من عرى الثورة عروة عروة .
كذلك فان المتمرد حميدتي ادرك ان تطور منحنى ثورة ديسمبر صعودا نحو التحول الديمقراطي يعني حتمية دمج الدعم السريع في الجيش الوطني وحتمية احالته للتقاعد بالتالي فقدانه لعناصر القوة والمتمثلة في البندقية والسلطة والعلاقات الخارجية الرسمية، وانكماش مملكته الاقتصادية والمالية
وهذا يعني استحالة تحقيق حلم تتويجه ملكا على السودان والمتمرد حميدتي يدرك ايضا استحالة تحقيق هذا الحلم عبر طريق الزعامة السياسية الوعر والطويل وشروط بنائها التي حددها الشيخ العبيد ود بدر وهي ان يكون عندو ضهر،، وفي وجه قهر،، وبتحمل السهر ،، وعندو خلق ،، وايدو طلق .
بالتالي عند انتفاء هذه الخواص الاخلاقية والقيم الثورية في العمل السياسي ادرك تحالف قيادات قحت وال دقلو استحالة تحقيق نزواتهم في السلطة في حال تطور مسار ثورة ديسمبر الديمقراطي الى ميس الانتخابات ، وهنا تلاقت المصالح الانتهازية بين الطرفين والمصايب يجمعنا المصابين .
(٣).
لكن لابد من الانقضاض على منجزات ثورة ديسمبر من داخل ذات الصندوق والشعارات المثالية، وهكذا تبنى هذا التحالف الشرير تكتيكا شعارات ثورة ديسمبر حرية سلام وعدالة والدولة المدنية، بينما كان هدفه الاستراتيجي هو اجهاض ثورة ديسمبر وتشييد نظام استبدادي جبري على انقاضها.
ولكن حتى تكتمل خطة الانقلاب لابد من المسحات الديكورية لهذا التحالف والمتمثلة في استقطاب بعض الاحزاب السياسية اليمينية ، وبعض رموز الادارة الاهلية ، والقيادات الصوفية وكانت ياعرب بتعبير استاذنا بروف عبد الله علي ابراهيم وهذه النتوءات الديكورية كانت مثل جمل الظعينة لتزيين التحالف الشرير، وكان مصيرها هو الاقصاء مباشرة بعد نجاح الانقلاب الدموي ٠
ان هذه القوى السياسية والمجتمعية ربما تواثقت مع قيادات قحت وال دقلو على خطة برنامج سياسي لانفاذ الاتفاق الاطاريء ليس من ضمنه خيار الحرب ولذلك الواجب الاخلاقي يحتم عليها فك الارتباط مع هذا الحلف والانحياز للجيش والشعب في معركة الكرامة الوطنية
(٤).
هكذا استبان ان خيارات تحالف قيادات قحت وال دقلو لتمرير الاتفاق الاطاريء هو الحرب والحرب فالحرب ولذلك فان التوصيف الدقيق لقيادات قحت المجلس المركزي ليس الذراع السياسي لمليشيا ال دقلو بل هم صناع الحرب وهذه خيانة لقانون الاحزاب السياسية الذي يلزمها تبني السلمية وحجاج الافكار في العمل السياسي ، وهذه ايضا خيانة للنظام الاساسي الداخلي لهذه الاحزاب ، وخيانة للقواعد واعضاء الحزب الذين جاءوا بهم للهرم القيادي.
ان هذه الخيانة تستدعي تحرك قواعد هذه الاحزاب في مؤتمرات استثنائية لفصلهم ورميهم خارج المؤسسات الحزبية.
ان هذه الخيانة الوطنية العظمى لا يجب ان تكافأ عليها هذه القيادات وذلك باطلاق الاحزاب السياسية لأي حوار معها حول قضايا المصير الوطني بل يجب ان تساق هذه القيادات الى محاكم العدالة الوطنية الناجزة جزاء وفاقا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى