تقارير

تقرير يكشف اقتراب الإعلان عن وفاة حميدتي 

الخرطوم تسامح نيوز

 

أمس الأول نشر إعلام الدعم السريع مقطع فديو يوضح زيارة اللواء عصام فضيل لمحطة ضخ البترول بالعيلفون، وهي المرة الأولى منذ بداية الحرب التي يظهر فيها في الإعلام.

اللواء الركن عصام فضيل، خريج الكلية الحربية الدفعة 36، من قبيلة الرزيقات، لكن أسرته مستقرة بالخرطوم، تم انتدابه من الجيش لقوات الدعم السريع، لكنه لم ينفذ تعليمات القيادة العامة بإنهاء انتداب كل الضباط وأن يعودوا للجيش.

التدقيق في الزيارة يقود لنتائج لها بعد أوسع على مآلات الحرب.

أولا ما هي الدوافع التي جعلت اللواء فضيل يخرج من العاصمة المثلثة حيث تسيطر قوات الدعم السريع، إلى منطقة العيلفون التي يرجح وجود عيون للقوات المسلحة بها، مما يعرض حياته للخطر ويمكن بسهولة متابعة سيارته واكتشاف الملاذ الآمن الذي يعمل منه، وما أهمية محطة ضخ البترول بالعيلفون التي تجعل من الضروري أن يظهر اللواء فضيل ليطمئن دولة الجنوب على أنها تعمل. وهل هناك سبب آخر لهذه الزيارة؟

يعتقد مراقبون أن الهدف الأساسي إظهار اللواء الركن عصام فضيل في دور جديد في قيادة الدعم السريع، خاصة وأن هناك إجماع كبير على أن قائد الدعم السريع، الفريق أول حميدتي مات، أو لم يعد صحياً قادراً على القيام بواجباته، وهو ما لمح له الدبلوماسي الأمريكي السابق، كاميرون هودسون ، كما أن فرض العقوبات على نائبه عبد الرحيم دقلو، تعضد نفس الإستنتاج.

لكن لماذا الآن؟ نفد صبر المجتمع الدولي على توقف مباحثات جدة، ويضغط بكل الطرق لإعادة الجانبين لها، لكن بتمثيل عالي لا يحتاج للرجوع للقيادات في الخرطوم، تحديداً البرهان وحميدتي، وهنا تظهر مشكلة حضور حميدتي، حيث لم يعلن وفاته رسمياً، كما أنه لم يعد موجوداً أو قادراً على الظهور، الشيء الذي يستوجب دفع الدعم السريع لإعلان وفاته وتسمية خليفة له. وهو إجراء يحمل تعقيدات كثيرة خاصة وسط آل دقلو ومن سيخلفه، ونجد هنا أن العقوبات الأمريكية على عبد الرحيم دقلو أخرجته من هذه المنافسة، كما أن سيف العقوبات لا يزال مسلط على كل من يمكن أن يتهم بعرقلة مجهودات وقف الحرب، بالطبع هذا يشمل أخوة حميدتي كلهم، عادل والقوني واخرين.

لماذا اللواء فضيل؟

للواء الركن عصام فضيل عدة ميزات لا تتوفر في خلفاء حميدتي المفترضون، فهو الضابط خريج الكلية الحربية الأقدم بالدعم السريع، فهو أقدم من زميله اللواء الركن عثمان عمليات، الذي يرجح أيضاً أنه قتل في هجوم على القيادة العامة قبل شهر.

كما أن فضيل له ثقل قبلي فهو من الرزيقات، وله ثقل إجتماعي في الخرطوم، فهو شقيق الدكتور طبيب، سليمان فضيل، مالك واحد من أكبر المستشفيات الخاصة في الخرطوم ويحمل اسمه.

تغريدة السفير السعودي.

تزامن مع ظهور اللواء فضيل، نشر السفير السعودي بالسودان، بن علي، تغريدة مختصرها ان الحرب إنتهت وأن السودان موعود بخير كثير قريباً. اللافت في هذه التغريدة أن الدبلوماسية السعودية امتازت دوماً بالتأني في التعامل مع الأحداث والملفات الخارجية، الشيء الذي اعطى تغريدة السفير قوة أكبر فهم عادة لا يتحدثون إلا عن ثقة.

لكن. على الجانب الآخر يرى رئيس تحرير صحيفة التيار، عثمان ميرغني، أن القيادة العليا للدعم السريع محجوزة حصرياً لآل دقلو، مثل عبد الرحيم، عادل والقوني. ويضيف عثمان ان الموضوع مرتبط بالإمبراطورية المالية الضخمة، وفيها قدر كبير مكتوب بإسم الدعم السريع وهو الجزء الذي قصدت الحكومة وضع اليد عليه بقرار حل الدعم السريع.

إلا أن عثمان يتفق مع تغريدة السفير السعودي، بن علي، إن إتفاق السلام سيفاجئ الجميع لأن هناك مشاورات وتفاهمات تجري خلف الكواليس ، ويختم حديثه

(طبعاً البرهان سيزور السعودية قريباً)

اذن زيارة البرهان للسعودية، رغم إنها تجي بدعوة رسمية من الملك سلمان لحضور القمة العربية الأفريقية، لكنها تمثل فرصة لجلوسه مع قائد الدعم السريع للتفاوض لوقف الحرب، وهنا يبرز السؤال، هل فعلاً الفريق أول محمد حمدان دقلو يستطيع الحضور والجميع يدرك إنه قتل منذ فترة طويلة، إذن الحل في تسمية خليفه له، واللواء الركن عصام فضيل هو الأكثر حظاً، لكنه غير معروف ويحتاج لحملة إعلامية عاجلة لتلميعه وتعريف المجتمع المحلي والدولي به، فكانت زيارة محطة ضخ بترول دولة الجنوب بالعيلفون هي الخطوة الأولى التي ستليها قطعاً خطوات إعلامية لاحقة، مثل مقابلة مع إحدى كبريات القنوات الفضائية مثل الجزيرة، أو الCNN.

تقرير الدانقا برس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى