المقالات

د. عصام بطران يكتب:والي الخرطوم والنقش على المستحيل !!

الخرطوم تسامح نيوز

 

– ادارة شؤون الحياة المدنية اثناء الحروب تعد من ضروب المستحيل لذا عمدت القوانين الدولية والمحلية الى اقرار ترتيبات استثنائية تعمل خلالها فرق الادارة المدنية بالحكومات المحلية لتجاوز العقبات الامنية في تقديم الخدمات الضرورية والعون الانساني للمواطنين في المناطق شبه الامنة ..

– تعرضت حكومة ولاية الخرطوم الى هزة عنيفة جراء الحرب التي اشتعل اوارها في 15 ابريل الماضي فقدت خلالها خسائر بشرية وفي البنى التحتية والخدمات لا تحصى ولا تعد ، ولكن على الرغم من ذلك ظل عدد مقدر من المواطنين بمنازلهم ولم يبارحوها في بعض المناطق الامنة في محلية كرري ومحليات الولاية المختلفة .

– هذه الشريحة من المواطنين لهم حقوق وواجبات تجاه الحكومة الاتحادية والولائية ، اذ ان الامر يستعصي على حكومة الولاية بمفردها ، فمنذ اندلاع الحرب اخرجت الحكومة الاتحادية ولاية الخرطوم من الدعم الاتحادي عدا القليل من مال الطوارئ ..

– توقفت الحكومة الاتحادية عن تغذية صرف مرتبات العاملين بولاية الخرطوم البالغ عددهم ٩٦ الف عامل منذ شهر مايو الماضي وظل العمال يعانون الامرين (النزوح ونهب ممتلكاتهم) ..

– تعلم الحكومة الاتحادية ان ولاية الخرطوم خرجت من منظومة الايرادات الذاتية بفاقد ٨٥% من موازنتها العامة وانتقل كل ثقلها الايرادي الى الولايات المجاورة بسبب الحرب الا انها لم تجري تعويضات لفاقد الايرادات وذهب الدعم للولايات التي يكتظ بها الوافدين من ولاية الخرطوم بدلا عن تخصيص ريع من موارد الولاية لتسيير الخدمات والاوضاع الانسانية بالمناطق الامنة بالعاصمة ..

– ايضا تختص الحكومة الاتحادية باستلام الاغاثة والدعم الخارجي من الدول الصديقة والشقيقة والمجتمع الدولي والمنظمات ولكن برؤية ضبابية ذهب جل العون الاغاثي الخارجي رغم تواضعه الى الولايات واغفلت الحكومة الاتحادية ان هناك مواطنين لا زالوا يقيمون بمنازلهم في ظل الاوضاع الحربية بالخرطوم ..

– والي الخرطوم مسؤول عن اولئك المواطنين المتواجدين في المناطق الامنة التي يمكن الوصول اليها في ظل تلك الاوضاع لم تقف حكومة ولاية الخرطوم مكتوفة الايدي انتظارا للعون الدولي الحكومة الاتحادية واستهل والي الخرطوم بالامس اطلاق مبادرة نداء الخرطوم لاعانة المحتاجين بالشراكة مع المنظمات الوطنية والخيريين من ابناء الوطن وهي مبادرة انسانية وطنية تكمل الجهود وتعوض الفاقد في اغاثة السكان المتواجدين في المناطق الامنة بمحليات الولاية واهمها محلية كرري التي يوجد بها 50 مركز للايواء وفدوا الى المحلية من محليات الولاية المختلفة ..

– معلومة لايعلمها كثير من الناس ان والي الخرطوم يقيم اقامة دائمة منذ 15 ابريل في محلية كرري ولم يخرج منها الا لمقابلة الحكومة الاتحادية للتشاور وعاد اليها ، بالامس شهد عدد كبير من الصحفيين ورموز المجتمع تدشين مبادرة نداء الخرطوم لاعانة المحتاجين وخلال مراسم التدشين استمع الاعلاميين الى دوي الدانات في وحول مقر محلية كرري وذكر العاملين بحكومة الولاية ان هذا المشهد يتكرر يوميا ولكن لم يبارحوا مقر حكومة الولاية المؤقت رغم مخاطر التدوين العشوائي من المتمردين ومكابدة الظروف الراهنة لتقديم خدمات انسانية للسكان المتواجدين في المناطق الامنة .. وهم من فئة الموظفين والعمال المدنيين وليس من العسكريين بينهم الكوادر الصحة وعمال خدمات نظافة ، وفرق اعانة الاسر والوافدين ..

– عدد الاسر المتواجدة في المناطق الامنة بمحلية كرري فقط يفوق ال 64 الف اسرة ونداء الخرطوم لايمثل الا 5% من الاحتياج الفعلي للاسر ولكن هناك دور مجتمعي لابد ان يشارك جهود الولاية للقيام بمسؤولية تضامنية تجاه هذه الاسر في ظل غياب المجتمع الدولي والحكومة الاتحادية ..

– دور كبير يجب ان يلعبه الاعلام والاقلام الصحفية الوطنية لتوصيل رسالة نداء الخرطوم لاستشعار المجتمع والخيريين لدعم المبادرة والتبشير باهدافها .. وعلى حكومات الولايات تسيير قوافل الدعم الى المناطق الامنة بولاية الخرطوم والا تكتفي باستقبال الوافدين الذين يقيمون بالولايات من حر اموالهم بل اصبحوا مداخيل ايرادية اضافية لموارد الولايات وولاية الخرطوم كانت سباقة لدعم الولايات بالقوافل في الكوارث والازمات التي لحقت بها في اوقات متفرقة ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى