المقالات

عثمان جلال يكتب : رسالتي الى شرفاء المؤسسة العسكرية السودانية 

الخرطوم تسامح نيوز

 

(١).

كما تعلمون فان السودان دولة وامة وهوية وتاريخ وحاضر ومستقبل يخوض حربا وجودية ومصيرية بتخطيط وتمويل صهيوني واماراتي وبموافقة الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية، وولوغ كل رؤساء دول الجوار _عدا مصر الشقيقة_ بعد ان تنكبوا عن المباديء المؤسسة لمنظمة الوحدة الافريقية والاتحاد الافريقي والمتمثلة في قيم الحرية والاستقلال والتكامل الاقتصادي وصيانة عهود الاخاء والجوار، والتي ارساها من ليلى الأسى ومر الذكريات الاباء المناضلين الكبار امثال نكروما وباتريس لوممبا وجومو كنياتا ونيلسون مانديلا ، وطفق هؤلاء الرؤساء الاقزام يتهافتون في سوق النخاسة والرق السياسي

(٢).

كما تعلمون ايضا ان هذه المؤامرة الشريرة تستهدف تفكيك وتصفية المؤسسة العسكرية الوطنية والتي ظلت منذ الاستقلال الصخرة التي تفتت دونها كل المؤامرات التاريخية التي استهدفت تمزيق سبيكة الوحدة الوطنية، وطمس الهوية الثقافية ، وتفتيت النسيج المجتمعي، والاستعاضة عن مهامها الدستورية بمليشيا قبلية عشائرية واسرية وذلك لإقامة نظام ملكي في السودان بقيادة أسرة آل دقلو الوافدة الى السودان من تشاد في عام ١٩٧٤. ومن ثم تتحكم دويلة الشر الامارات في كل مواردنا وثرواتنا خاصة المعدنية والزراعية والموانيء البحرية وتدجين السودان وإلحاقه بالمحور الموالي لاسرائيل.

(٣).

كما تعلمون ايضا فان خطة ارهاق وانهاك الدولة السودانية بالصراعات السياسية والهوياتية الدائرية والهدامة مخطط صهيوني قديم هدفه الاستراتيجي الحيلولة دون انجاز معادلة قضايا البناء الوطني والديمقراطية المستدامة لأن التوافق الوطني حول القضايا التأسيسية يعني استقرار البيئة السياسية الداخلية ، ومن ثم توظيف موارد الدولة الهائلة وفي طليعتها رأسمالها البشري لصناعة النهضة الحضارية الشاملة، مما يعني صعود السودان كدولة اقليمية كبرى مماثلة لايران وتركيا ومصر والسعودية . ومؤثرة في الصراع الحضاري بين الامة العربية والاسلامية واسرائيل، وهكذا معادلة تشكل تهديد لأمن اسرائيل ولمصالحها في المنطقة العربية والافريقية خاصة في البحر الاحمر والقرن الافريقي.

وتعلمون ايضا ان هذا المخطط الشرير انتهت مرحلته الاولى بفصل الجنوب، وبدأت المرحلة الثانية بتأجيج واشعال الصراعات الهوياتية في الاطراف تحت شعارات صراع المركز والهامش وتفكيك دولة ١٩٥٦ والمخزي ان كل ادوات هذا المخطط الشرير وفي كل مراحله كانت أيادي داخلية ولقد جناه علي اخ كريم وبراقش على اهلها تجني . ولعمري ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن اخلاق الرجال تضيق.

(٤)

لقد بلغ المخطط الصهيوني الاماراتي المرحلة الفاصلة يوم ١٥ ابريل ٢٠٢٣ ، وذلك بمحاولتهم اختطاف كل الدولة السودانية من داخل مركزها الاستراتيجي الخرطوم بعيدا عن الاطراف وأدوات المخطط هذه المرة مليشيا ال دقلو الارهابية وجناحها السياسي قحت المجلس المركزي. مما وضع المصير الوطني بين سيناريوهين فإما تقزيم السودان وادخاله في محور التبعية وبيت الطاعة الصهيوني ، او تفكيكه هوياتيا الى دويلات متناحرة ومن ثم التحكم والهيمنة عليها باعتبارها نتوءات في الخارطة الجغرافية الدولية.

بالتالي فان هذه الحرب الوجودية لا تقبل انصاف الحلول فإما ان تنتصر ارادة الشعب والجيش ، ويبقى السودان دولة وامة حرا وعزيزا كما سلمه لنا الاباء المؤسسين جيلا بعد جيل او يقع السودان دولة وأمة وهوية في فخ المؤامرة والقابلية للاستعمار والاستعباد .

وقد أبانت مأساة الحرب الحالية ان مليشيا ال دقلو الارهابية والنازية ما دخلت مدينة او قرية او حي إلا واستباحته وأحالت البنية التحتية الى خراب والمجتمع الى رقيق.

(٥).

رسالتي الاولى الى شرفاء المؤسسة العسكرية السودانية بالجيش والشرطة والمخابرات والذين لا يزالون في الخدمة وانكفوا في بيوتهم تثاقلا عن اللحاق بإخوانهم للدواس في الثغور ان انفروا خفافا وثقالا وسدوا الفرقة فالتاريخ يكتبه الابطال الشجعان.

ورسالتي الثانية الى شرفاء المؤسسة العسكرية المتقاعدين عن الخدمة من السادة القادة والضباط وضباط الصف والجنود بالجيش والشرطة وجهاز المخابرات داخل الوطن الحبيب والجريح وخارجه ، فأنتم اهل الراية والرفادة والسقاية والسبق ولكن من باب الذكرى وشحذ الهمم في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ السودان ،ايضا سدوا الفرقة وذلك بالمشاركة في الرباط والقتال مع اخوانكم الصامدين في الثغور دون التقيد بتراتبية الرتبة والاقدمية وايضا عليكم اسنادهم بخبراتكم المتراكمة في استراتيجيات ادارة الحرب، ودعمهم بالمال خاصة من الكوادر والخبراء العسكريين في بلاد المهجر ،وضرورة توعية المجتمع السوداني بأبعاد هذا المخطط الشرير واستنهاضه للدفاع عن شرف الوطن وشرف الجيش وشرف عزة

فالمرء قد ينسى المسيء المفتري والمحسنا

ومرارة الفقر المذل بل ولذات الغنى

لكنه مهما سلا هيهات يسلو الموطنا

وحتما ستنتصر ارادة الشعب والجيش في معركة الشرف الوطني .

الخميس ٩ نوفمبر ٢٠٢٣

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى