المقالات

عصام بطران يكتب:(الإيغاد) الآلية الدولية لتقسيم السودان ..!!

الخرطوم _تسامح نيوز

 

– لا شك أن اللمسات الأخيرة لإنفاذ الخطة الاستراتيجية التكميلية لتقسيم السودان إلى دويلات تسير وفق ما هو مخطط له في العام 2030م، فمنذ نجاح الخطة الاستراتيجية المئوية الغربية الإسرائيلية (1910-2011م) بفصل جنوب السودان نشطت الدوائر الاستخبارية العالمية بتمهيد الملعب بإشعال حرب دارفور في العام 2003م قبل سبع سنوات من فصل الجنوب بعد أن تأكد لهم مضي ما تخطط له على أرض التفاوض الذي لعبت فيه منظمة الإيغاد دورا كبيرا عبر كواليس شركائها من القوى الغربية (الترويكا)…

– الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية إيغاد (IGAD) في شرق أفريقيا التي أنشأت في العام 1996 لتحل محل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالجفاف والتنمية إيغاد (IGADD) التي تأسست عام 1986 بهدف تخفيف آثار الجفاف الشديد المتكرر والكوارث الطبيعية الأخرى التي أدت إلى انتشار المجاعة على نطاق واسع، وذلك فضلا عن التدهور البيئي والصعوبات الاقتصادية في المنطقة، على الرغم من إسهام السودان في فكرة نشأتها إلا أنها كانت الخنجر المسموم في خاصرة البلاد وشعبها.

– اختارت القوى الغربية التجمع شبه الإقليمي ليكون منبرا للتدخل في شؤون السودان عبر الأزمات المفتعلة التي تغذيها الترويكا للدفع بها إلى المنبر للوصول إلى نهايات فصل السودان إلى دويلات عبر التفاوض المسموم، لم يكن اختيار القوى الغربية لمنظمة الإيقاد للتدخل في الشأن السوداني محض صدفة أو خيار منطقي للبحث عن الحلول في تجمع تعاني كل عضويته بجانب السودان (أوغندا، كينيا، أثيوبيا، جيبوتي، الصومال، أريتريا- جمدت عضويتها، جنوب السودان- لاحقا عقب الانفصال) من المشكلات الداخلية الشائكة حتى تتمكن من إيجاد الحلول لمشكلات دولة كالسودان تعد في مقدمة هذه الدول من حيث المساحة والموارد والانفتاح العربي الأفريقي، تم اختيار تجمع الإيغاد بعناية فائقة ليكون مرتكز لتمرير المخطط الغربي لفصل السودان إلى دويلات بعيدا عن التجمعات الإقليمية الكبرى التي يتمتع السودان بعضويتها الفاعلة.

– استبعاد الاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية ليكون المنبر البديل لحلحلة ازمات السودان الايغاد قرار تم اتخاذه بعناية فائقة لعزل السودان عن محيطه العربي لصالح انفراد كواليس الايغاد لتكون المطبخ الاقليمي البديل لتنفيذ الخطة الاستراتيجية التكميلية لفصل السودان الى دويلات كما حدث في خطة فصل جنوب السودان.

– الناظر لتجربة الايغاد مع السودان يلحظ ان خيوط اللعبة تقودها الترويكا تحت غطاء الشراكة (شركاء الايغاد) وان ضعف رؤساء دول التجمع الاقليمي وانهزامهم امام القوى الغربية كوكلاء اقليميين عنها بالمنطقة جعل الامر يسيرا، والمتتبع لخطوات فصل جنوب السودان واستدراج السودان للوقوع في (فخ) الايغاد مجددا يلمح نفس السيناريو الذي تم اعداده سابقا:

– امتدت مفاوضات الايغاد لفصل جنوب السودان عبر مراحل الاولى: (اكتوبر 1997- يوليو 1999م)

إنعقدت خلال هذه المدة أربع جولات تفاوضية كانت على النحو الآتي:

1. الجولة الأولى – نيروبي – 27/10/1997م

2. الجولة الثانية– نيروبي – 4/5-6/5/1998م.

3. الجولة الثالثة – أديس أبابا– 4/8/1998م

4. الجولة الرابعة – نيروبي/ كارن – 23/7/1999م

إعتمد الوسطاء وثيقة إعلان المبادئ لمبادرة الإيغاد أساسا للتفاوض في هذه الجولة وأهم ملاحظات هذه الجولة هي:

1. إضافة الحركة الشعبية أطروحة جديدة بأن حق تقرير المصير يشمل جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان واعتماد النظام الكونفدرالي بإقامة دولتين وتم توزيع خريطة معها شملت تلك المناطق كحدود لجنوب السودان.

2. شهدت المرحلة انضمام شركاء وأصدقاء الإيقاد ضمن أطراف الوساطة كما ظهر دور المبعوثين الخاصين للدول الكبرى في مجريات سير المفاوضات وتوجيهها.

3. عودة عضوية وجوه من شمال السودان ضمن وفد الحركة الشعبية المفاوض (ياسر عرمان – عبد العزيز الحلو) والذين لم يشاركوا منذ جولات مفاوضات أبوجا.

4. تم تشكيل سكرتارية دائمة لمبادرة الإيقاد وحددت مهامها ولجانها واعتماد نيروبي مقرا لها.

5. تم تعيين مبعوث خاص لمبادرة الإيقاد.

المرحة الثانية: مفاوضات مشاكوس يونيو 2002م: سبق المفاوضات العديد من الندوات وورش العمل في شأن سلام السودان تحت رعاية مؤسسات ومنظمات أوروبية مهدت لتقديم العديد من الرؤى حول القضايا الخلافية بين الفرقاء الحكومة والحركة الشعبية برعاية السكرتارية الدائمة وشركاء الإيغاد (أمريكا، بريطانيا، النرويج، إيطاليا) جرت مفاوضات سرية بين أطراف النزاع للتمهيد الى (إعلان المبادئ): (أن مواطني جنوب السودان لديهم الحق في تقرير مصيرهم بأنفسهم، بما في ذلك عن طريق استفتاء لتحديد وضعيتهم في المستقبل). وتم التوقيع على بروتوكول إطاري عرف فيما بعد ببروتوكول مشاكوس الذي اشتمل على ثلاث قضايا مهمة هي: (نظام الحكم، علاقة الدين بالدولة، حق تقرير المصير). مواقف شبية بما يحدث في المسرح الان تطل الايغاد بمثلها عقب اي نصر للتمرد في احد المناطق، فمنذ عودة وفدي الحكومة والتمرد تحت رعاية الايغاد لمناقشة التفاصيل لاعلان المبادئ حتى ظهر بين الأطراف خلافات جوهرية نتج عنها احتلال الحركة لمدينة توريت في سبتمبر 2002م ولكن سرعان ما استعادتها الحكومة وقد انعكس ذلك على أجواء التفاوض بين الطرفين، عمل الوسطاء مرة أخرى لاستعادة الأطراف إلى طاولة التفاوض بضاحية (كارن) حيث اشتمل جدول الأعمال على اقتسام السلطة والثروة ووقف العدائيات. وخلصت الجولة التفاوضية إلى توقيع مذكرة تفاهم حول وقف العدائيات وبروتوكول مبادئ لاقتسام السلطة والثروة كما تم تشكيل لجنة للتحقيق في الانتهاكات التي وقعت بين الحركة والحكومة ووضعت المبادئ العامة لإعداد دستور مؤقت وإجراء تعداد سكاني قبل الانتخابات.

المرحلة الثالثة: وثيقة ناكورو يوليو 2003م حيث أعدت السكرتارية الدائمة للإيغاد وثيقة لمعالجة القضايا العالقة بين أطراف التفاوض تضمنت مقترحات لحل المشكلات التي ظهرت خلال مناقشة التفاصيل بعد بروتوكول مشاكوس حيث اعتمدت الوثيقة مبدأ الحل الكلي للقضايا التفاوضية مجملة في وثيقة واحدة، رفضت الحكومة السودانية الوثيقة لاعتبارات إعطائها الحركة الشعبية أكثر مما طلبت وتعارضها مع مبادئ اتفاق مشاكوس الإطاري ووضوح أن الوثيقة أرادت من الفترة الانتقالية إجراء ترتيبات مسبقة لفصل الجنوب فيما قبلة الحركة الشعبية بالوثيقة كمبدأ للتفاوض.

المرحلة الرابعة: مفاوضات نيفاشا سبتمبر 2003 – مايو 2004م،

بعد فشل وثيقة (ناكورو) التي حاولت معالجة القضايا الخلافية مجملة دون تجزئة انتقل مبدأ المفاوضات من نهج السلة الواحدة إلى مبدأ تجزئة التفاوض إلى محاور متعددة بدأت المفاوضات في منتجع نيفاشا وحدث ما حدث.

– هي نفس الملامح والشبه وبئس السيناريو لإكمال فصل ما تبقى تبقى من السودان عبر هذا المنبر العميل الحاقد على السودان وشعبه وقد فعلت الحكومة السودانية حسنا بتجميد تعاملها مع الإيغاد لعدم أهليته في حلحلة قضايا السودان ودحرجته إلى هاوية التفكيك دولة دولة (المجرب لا يجرب) ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى