عاد قائد المليشيا مرة أخرى إلى التسجيلات الصوتية، وذلك بعد زيارات لدول أفريقية توقفت أيضًا بصورة مفاجئة، وكان واضحاً أن التسجيل الأخير الهدف منه مخاطبة وتثبيت من يسميهم بالأشاوس بعد هزائم متوالية، حيث طلب منهم الدعاء الدعاء، واعترف بأنهم فئة قليلة، وهو يقصد بعد أن قضى الجيش على عدد كبير منهم، دون أن يقول ذلك مباشرة، لكن أغرب ما في هذا الخطاب أنه حوى مغالطات جديدة، وتحدث عن دخولهم إلى المهندسين وبابنوسة، وهى أكاذيب لن يفلح غياب الإنترنت في تسويقها، ولا يوجد فيديو واحد يعضد ذلك الطلس المُرسل، ولكن ما يهم أكثر في تسجيل حميدتي ذلك هو محاولته تثبيت وتطمين قواته بأي كلام، إذ يأتي في ثنايا اللحاق بالهاربين وتهدئة المرعوبين واستجداء الروح المعنوية، وأهم ملاحظة فيه أنه يتوجه به لقوات لا يستطيع أن يصل اليها أو يخاطبها من الميدان، ويريد أن يشاركها همومه وأوهامه عبر القنوات الفضائية.
