المقالات

بكري المدني يكتب: الإنفلات الأمنى بالخرطوم

الطريق الثالث

ما جاء في بيان اللجنة الفنية لمجلس الأمن والدفاع الصادر امس يعد اقرارا صريحا ومباشرا بحقيقة الوضع الأمنى والذي وصف مظاهره بالانفلات في العاصمة والولايات غير ان البيان الذي كشف عن تقصي اجتماع اللجنة المذكورة عن أسباب مظاهر وأشكال هذا الانفلات الأمنى لم يكشف عنها وإنما قفز مباشرة الى المعالجات المرجوة للوضع الأمنى ولقد حصر تلك المعالجات في التعجيل بإنفاذ بند الترتيبات الأمنية وإنهاء مظاهر الوجود المسلح بالمدن الرئيسة وتوجيه اللجان الأمنية والأجهزة بالتصدي للوضع الأمنى بالبلاد مع عبارة مبهمة ومملوءة بالرجاء تدعو جميع الأطراف لتفهم ذلك !!

ان بيان اللجنة الفنية لمجلس الأمن والدفاع الذي قفز مباشرة للمعالجات دون إشارة للأسباب التى خلص إليها كأنما يريد من الناس استنباط الأسباب من المعالجات الواردة حيث حمل البيان الأسباب بشكل مستتر ولكنه واضح بما يكفي للوجود المسلح بالعاصمة والمدن الرئيسة ويمكن قراءة ذلك بسهولة حول الدعوة بافراغ تلك المدن بما فيها العاصمة من الوجود المسلح والتعجيل في ذات الوقت بإنفاذ بند الترتيبات الامنية!

حسنا –مجلس الأمن والدفاع ولجنته الفنية أجسام عسكرية عليا تتوافر لديها معلومات ووسائل لمعرفة الوقائع والحقائق لا تتاح لنا ولكن ومن خلال المتاح لنا بالنظر العادي والمعايشة اليومية للأوضاع في الخرطوم تحديدا وأشكال ومظاهر الانفلات الأمنى التى تحدث فيها نعلم أن عظم هذى الأشكال والمظاهر تقوم بها عصابات معينة ومحددة ومعلومة للناس وللقوات النظامية وهي العصابات المعروفة ب(النيقروز)وهذه موجودة بالخرطوم قبل اتفاق السلام وسوف تستمر ما بعد إنفاذ بند الترتيبات الأمنية ما لم تضع السلطات حدا لنشاطها المتزايد

نعم في الخرطوم وفي غيرها من المدن وجود مسلح ولكن الاعتداءات التى تقع حتى اليوم على الناس والممتلكات يقوم بها أفراد او جماعات من حملة السواطير والسكاكين وليس الأسلحة النارية ومواقع هذه العصابات -كما قلت -معلومة للجميع في الخرطوم وهي موجودة بالإسم والعنوان وما فاته شيء من هذه المعلومات يمكنه أن يراجع تقريرا للزميلة النشطة هاجر سليمان عن هذه العصابات في الخرطوم وسيجد فيها كل شيء وكل شخص !

ان كانت ثمة مسؤولية للوجود المسلح في العاصمة وبقية المدن وهو في الأصل أما لقوات نظامية او قوات قادمة للسلام فإن مسؤوليتها -في تقديري – تكون بتقاعسها عن واجب استتباب الأمن ووضع حد للمتفلتين من حملة السواطير والسكاكين ومن هنا وحتى إنفاذ بند الترتيبات الأمنية وما بعده المرجو هو الإفادة من هذا الكم والكيف المقدر من القوات في القيام بواجبها حيال الباحثين عن الأمن والاطمئنان

ان تجريد حملة امنية مشتركة على مواقع سكن أفراد وجماعات عصابات النيقروز والكمون لها في مسارح جرائمها المعتادة ومن ثم محاكمتهم محاكمات رادعة وهو أحد السبل المهمة للقضاء على مظاهر وأشكال الانفلات الأمنى هذا إضافة الى دور المجتمع نفسه في محاربة الجريمة والتصدي لهؤلاء المجرمين وان كانت في الخرطوم إحياء باتت مرتعا لهذه العصابات فإن ثمة إحياء أخرى لا يتجروأن على دخولها ابدا والسبب ايضا واضح !

بكري المدني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى