الحرب الاقتصادية هي صراع اقتصادي بين دول أو كيانات اقتصادية مختلفة، ويمكن أن تشمل مجموعة متنوعة من الأساليب والتكتيكات التي تستخدم لتحقيق أهداف محددة في المجال الاقتصادي، يمكن أن تشمل هذه الأهداف:
-زيادة التجارة الخارجية
-تحسين الظروف الاقتصادية الداخلية
-تحقيق التفوق التكنولوجي
-أو حتى زعزعة إستقرار الآقتصاد لدولة الخصم.
تشمل أساليب الحرب الاقتصادية تطبيق الرسوم الجمركية والحظر على الواردات، و فرض العقوبات الاقتصادية، وتشجيع التجارة الدولية بطرق تؤدي إلى تفضيل المنتجات المحلية على المنتجات الأجنبية.
كما قد تشمل أيضًا حملات إعلانية ودعائية للتأثير على سلوك المستهلكين والشركات. الحرب الاقتصادية يمكن أن تكون جزءًا من استراتيجية أوسع لتحقيق أهداف سياسية أو اقتصادية، وقد تؤدي إلى تدهور العلاقات بين الدول المشاركة في الصراع.
توجد العديد من الأسباب التي قد تدفع دولاً أو كيانات اقتصادية إلى اللجوء إلى الحرب الاقتصادية. ومن بين هذه الأسباب:
-الدفاع عن الصناعات المحلية: قد تقوم دول بفرض رسوم جمركية أو حظر استيراد بعض المنتجات لحماية صناعاتها المحلية من التنافس الخارجي.
-التأثير على سياسات الدول الأخرى: يمكن استخدام الحرب الاقتصادية كوسيلة للتأثير على سياسات دولة أخرى، وقد تستخدم كوسيلة للضغط على دولة معينة لتغيير سياساتها أو سلوكها.
-تحقيق التفوق التكنولوجي: يمكن للحرب الاقتصادية أن تكون جزءًا من استراتيجية لتحقيق التفوق التكنولوجي، حيث تستخدم لتعزيز الابتكار والبحث والتطوير في مجالات معينة.
-السيطرة على الموارد الطبيعية: قد تستخدم الحرب الاقتصادية كوسيلة للسيطرة على الموارد الطبيعية مثل النفط والغاز والمعادن.
-تحقيق أهداف سياسية: يمكن استخدام الحرب الاقتصادية كجزء من استراتيجية أوسع لتحقيق أهداف سياسية، مثل تحقيق التفوق الجغرافي أو زعزعة استقرار دولة معينة.
هذه بعض الأسباب التي يمكن أن تكون وراء اتخاذ قرار باللجوء إلى الحرب الاقتصادية، وغالبًا ما تكون هذه الأسباب مرتبطة بأهداف اقتصادية أو سياسية محددة.
في السودان نجد أننا نعاني من تأثيرات حرب إقتصادية طويلة الأمد نتيجة للصراعات الداخلية والحروب الإقليمية التي شهدتها البلاد على مدى عقود.
وقد أدى ذلك إلى تدهور الاقتصاد السوداني وتأثيرات سلبية على السكان والبنية التحتية.
تشمل بعض التأثيرات الرئيسية للحرب الاقتصادية في السودان:
أولآ: إنخفاض الإنتاج الزراعي: حيث تؤدي الحروب إلى تشتيت المزارعين وتدمير البنية التحتية الزراعية، مما يؤدي إلى انخفاض إنتاج المحاصيل والغذاء للكفاية المحلية وتصدير الخارج للعائد بحصيلة صادر في خزانة الدولة.
ثانيًا: تدهور البنية التحتية: الحروب واثارها المباشرة علي البنية التحتية يمكن أن تؤدي إلى تدمير البنية التحتية مثل الطرق والجسور والمرافق الصحية والتعليمية، مما يؤثر على حياة السكان ويعوق التنمية واستمرار الحياة في تلك المناطق مما يجعلها عرضه للنزوح.
ثالثًا: نقص الموارد: يؤدي التوجه للإنفاق على الجيش والأمن إلى نقص في الموارد المخصصة للتنمية والخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة وغيرها من البنود المهمة لحياة الانسان ويكون خراب وعدم تعمير وتنمية في نفس الوقت.
رابعًا: تدهور الاقتصاد: تؤدي الحرب الاقتصادية إلى تدهور الاقتصاد بشكل عام، مع انخفاض معدلات النمو وزيادة معدلات البطالة والفقر والتضخم وتدني اسعار العملات مقابل العملة الوطنية وشح الموارد وتلاشي الفائض بخزينة الدولة.
لمواجهة تحديات الحرب الاقتصادية في السودان، يمكن إتخاذ عدة إجراءات من شأنها تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.
نواصل في مقال اخر….
