
زيارة البرهان إلى الصين.. مكاسب في اكثر من إتجاه !!
مراقبون :زيارة البرهان نقطة تحول في العلاقات الخارجية
أسماء الحسيني: بكين تعمل على توجيه استثماراتها في افريقيا
تقرير:أحمدقاسم البدوي
شكلت زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان إلى الصين نقطة تحول كبيرة في مسار علاقاته الخارجية.
الزيارة وبالرغم من ما تحمله من معطيات اقتصادية تمثلت في توقيع عدد من الاتفاقيات المهمة إلا أنها على صعيد آخر حملت وجها سياسيا حدد وجهة السودان القادمة في عالم اصبح متعدد الاقطاب في موازين القوى الدولية، وهو الامر الذي يدعو لفتح مزيد من علامات الاستفهام حول تلك الزيارة وأهميتها وانعكاساتها على صعيد الأزمة السودانية والحرب التي تقودها القوات المسلحة السودانية ضد تمرد قوات الدعم السريع.
واعتبرت زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول عبد الفتاح البرهان في مطلع سبتمبر الجاري في فعاليات المنتدى الاقتصادي الصيني برفقة وفد رفيع من المسؤليين إنجازا اقتصاديا كبيرا حيث صرح حسين عوض علي، وزير الخارجية السوداني المكلف، لوكالة السودان للأنباء بأن زيارة البرهان تُعد فرصة لمناقشة قضايا السودان مع القيادة الصينية والتركيز على تعزيز دور الصين في مرحلة ما بعد الحرب بشكل خاص.
ويبدو إن تصريحات وزير الخارجية تلك كانت تلميحا واضحا إلى الدور الصيني في مرحلة ما بعد الحرب.
وهذا ما أكده مراقبون اقتصاديون في ان مشاركة رئيس المجلس السيادي الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان ،في القمة الصينية الافريقية التاسعة ، فرصة لتفعيل دور بكين في مرحلة ما بعد الحرب، خاصة وأن البلدين تربطهما علاقات راسخة.
فيما يرى آخرون إن زيارة الفريق البرهان رسمت معالم اعمار السودان بعد الحرب ويمكن قراءتها من زاوية التحالف العالمي الذي ما زال في طور التشكل.
البعد الاقتصادي لزيارة:
اهم المكاسب الاقتصادية في مشاركة السودان في المنتدى الاقتصادي الصيني تمثلت في توقيع عدد من الاتفاقيات حيث وقعت المجموعة السودانية للطاقة والتعدين اتفاقيات بقيمة 30 مليون دولار مع المجموعة الصينية لهندسة الطاقة (CEEC) في مجالات الطاقة الشمسية والتعدين وخطوط نقل الطاقة الكهربائية مع شركات صينية لبناء مشاريع الطاقة النووية والموانئ والمطارات. وذكر مجلس السيادة السوداني في مذكرة أن الاتفاقيات تم الإعلان عنها على هامش منتدى التعاون الصيني الأفريقي (فوكاك)و الذي انعقد في بكين في مطلع الشهر الجاري، وقال مسؤولون إن الاتفاقيات تهدف إلى دعم أهداف السودان في تطوير الطاقة النووية السلمية وتحديث الموانئ البحرية وتحديث المطارات.
وقال المدير التنفيذي للمجموعة أنس أحمد البدوي، إن الاتفاقيات تشمل مذكرة تفاهم وعقود مع شركات صينية تهدف إلى سد الفجوات في قطاع الطاقة من خلال الاستثمار في الطاقة الشمسية. كما تم التوقيع على اتفاقيات بشأن صيانة خطوط نقل الكهرباء وتوفير المعدات والمحولات اللازمة، وكذلك التنقيب عن المعادن الثمينة. كما شهد البرهان توقيع اتفاقية بين مجموعة جياد الهندسية المملوكة للدولة وثلاث شركات صينية كبرى هي: دونغفنغ موتورز ودونغفنغ للسيارات وزينغو أنايد. تركز هذه الشراكة على إنتاج السيارات الكهربائية والشاحنات وأنواع مختلفة من الآلات.
البعد السياسي:
وعلى الصعيد السياسي اجمع مراقبون إن الزيارة يمكن ترجمتها نقطة تحول نحو المعسكر الشرقي الذي تقوده روسيا والصين في مقابل المعسكر الغربي برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية .
ويواجه السودان منذ الرابع عشر من ابريل عام 2024م ضغوطا دولية شديدة لإنهاء الحرب الدائرة فيه كان آخرها مشروع قرار طرحته بعثة تقصي الحقائق التابعة للامم المتحدة عبر تقريرها الذي حمل توصيات بإرسال قوات دولية إلى السودان و حظر التسليح لطرفي الصراع في السودان.
ويرى مراقبون من جانب آخر خوجة السودان إلى داعمين دوليين في مواجهة الضغوط الخارجية .
وهذا ما اشارت إليه الخبير في الشؤون الإفريقية والعربية الكاتبة الصحفية المصرية أسماء الحسيني بأن زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان تأتي في ظل الضغوط الأمريكية والغربية على الجيش السوداني عقب مفاوضات جنيف، بالإضافة إلى ظروف الحرب الدائرة في السودان .
و توقعت اسماء الحسيني في حديثها لموقع (تسامح نيوز) إلى إمكانية تقديم الصين لمبادرة وساطة لوقف الحرب في السودان، مشيرة في حديثها إلى ان بكين ربما تعيد توجيه استثماراتها في أفريقيا من التركيز على الجانب الاقتصادي إلى المشاركة في الأدوار السياسية والوساطة في القضايا الساخنة في المنطقة، كما حدث من قبل في وساطتها بين السعودية وإيران .
الزيارة في مجملها وبالرغم ما حملته من مكاسب اقتصادية الا انها اثارت جدلا سياسيا كبيرا كان أبرزها استطلاعا للآراء قام به مركز الخبراء العرب تلخصت تنساؤلاته حول جدوى تلك الشراكة الاستراتيجية بين السودان والتنين الصيني وحول إمكانية توفير الاستثمارات الصينية لموارد إضافية للسودان، ولعل ذات التساؤلات لا تزال مفتوحة حتى اللحظة عن مستقبل تلك الشراكة الاستراتيجية.