المقالات

بابكر يحي يكتب :عامان على الثورة؛ ولم يبدأ الأمل..!!

صفوة القول

عامان مرت على سقوط حكومة الإنقاذ ولم يبدأ مشروع الأمل الجديد في سودان ما بعد الثورة ؛ عامان وما يزال المواطن السوداني يبحث عن حياة فاضلة أو موت رحيم ؛ فكلاهما أصبح مستحيلا ؛ عامان مرت وما يزال رموز من الإنقاذ في سجون (المجلس العسكري) فلا محاكمة تحيلهم إلى السجون محكومين ؛ ولا براءة تخرجهم من غياهب جب كوبر إلى براح الحياة العامة..!!

عامان مرت على سقوط حكومة الانقاذ وما تزال الصفوف تتمدد ؛ وما يزال المنطق هو ذات المنطق القديم ؛ لا يزالون يتحججون بفزاعة الدولة العميقة ؛ لا يزالون يحدثون الناس عن العجز وعن نظرية المؤامرة ؛ لا يزالون يحدثون الناس وكأن الناس أموات ؛ وهم أحياء ؛ كأنهم صم بكم عمي لا يبصرون ؛ كأن الناس هنا بلا عقول ؛ بلا قلوب؛ بلا ذاكرة؛ بلا إدراك بلا معرفة؛ بلا أي شيئ – لذلك ما زالوا يناجونهم بخطاب الضلال القديم..!!

عامان مرت على السقوط هرب فيها غالبية أعضاء اللجنة الأمنية الذين أعلنوا عن استلامهم للسلطة والتحفظ على رأس النظام في مكان آمن ؛ هرب هؤلاء في أسبوعهم الأول وتركوا من خلفهم عشرات الأسئلة والاستفهامات ؛ ولم يفتح الله عليهم بكلمة واحدة أو مجرد نصيحة يقدمونها للناس من خلفهم ؛ وفي مقدمة هؤلاء الهاربين عوض ابن عوف ؛ ابن عوف الذي عينه البشير خليفة لأقوى رجالات الإنقاذ العسكرية الجنرال بكري حسن صالح ؛ فكان بئس الخلف..!!

عامان مرت على السقوط وأصبح الناس يسألون عن الأمن؟ عن المعاش ؛ عن الدواء؛ عن المحروقات؛ عن الكهرباء؛ بل عن الدولة نفسها ؛ أصبح الناس يرددون سؤال من المسؤول؟ من الحاكم؟ فقد الناس السلام والطمأنينة بعد أن رأووا الجيوش تغزوا الخرطوم وتنشر الرعب فقد كانوا يسمعون بها في ساحات الفداء وعلى صفحات الصحف اليومية..!!

عامان مرت على الثورة ؛ وما أنجز فقط هو المصالحة مع دولة الكيان الصهيوني ؛ والتوقيع على علمانية الدولة مع الحلو ؛ فقد كان الأخير يطمح في أن يكون واليا لجنوب كردفان في عهد النظام السابق ؛ وعجز عن ذلك ؛ فيما أصبح في العامين الماضيين يحدد مصير أربعين مليون مسلم ؛ أصبح الحلو متحكما في مصير هؤلاء وهو فقط محتل محلية واحدة ضمن ١٨ محلية في ولاية واحدة؛ بل ضمن ١٨ ولاية أخريات جميعهن لديهن رأي مخالف لماذهب إليه الحلو والبرهان ؛ وهذه أبرز الإنجازات..!!

صفوة القول

عامان مرت على قيام حكومة الثورة ولم يبدأ الأمل؛ أي مجرد بداية لغد أفضل ؛ عامان غابت فيها المحكمة الدستورية ؛ وغاب فيها المجلس التشريعي؛ وعجزت لجنة نبيل أديب عن تقديم تقريرها بشأن فض الاعتصام ؛ عامان مرت وقد تراجع كل شيئ للوراء ؛ ولم يبق في الإنسان السوداني إلا صورة اللحم الدم، والله المستعان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى