د.سامية علي : مجازر الجزيرة وصمت المجتمع الدولي
أصيب الشعب السوداني بصدمة عميقة تجاه الأحداث المفاجئة والمتسارعة التي حدثت بقرى ولاية الجزيرة ، عقب استسلام المتمرد ابوعاقله كيكل إلى الجيش ، ذلك بعد وصل لقناعة أكيدة أن الدعم السريع إلى زوال وأن ساعة انتصار القوات المسلحة قد اقتربت.
ففي غمرة الفرحة باستسلام كيكل بكامل قواته إلى الجيش ، تكثف مليشيا الدعم السريع من مجازرها واعتدائها على المواطنين العزل ، حيث استسلام كيكل يمثل انتصار كبير ويختصر خطوات كبيرة جدا تجاه نهاية المليشيا ، ويساعد على إثبات ادانة داعميها إذ انه يمتلك الكثير من الأدلة والاثباتات التي تجرم الإمارات والدول الداعمة للمليشيا ،
وربما يكون شاهد ملك في جلسات مجلس الأمن التي تنظر في ما قدمه السودان من ادانات ينتظر أن يصدر قرار بشانه ، وقد راجت أنباء عن تقديم حكومة السودان طلب باعتماد كيكل ليدلي بافاداته في هذا الملف.
كما أن كيكل يمتلك معلومات مهمة جدا يمكن أن يستفيد منها الجيش في تنفيذ خططه العسكرية في محور الجزيرة وسنار والولايات الأخرى بما فيها الخرطوم، فهو الأقرب إلى قيادة الدعم السريع منذ بدايات الحرب.
لذا كانت ردة الفعل عنيفة من قادة الدعم السريع ، فاستسلام كيكل مثل قاصمة الظهر لهم ، فجاءت التوجيهات بالانتقام والتشفي ولكن المؤسف له إنتقام من المواطنين العزل الذين لا حول له ولا قوة .
فكان القتل بلا رحمة وسالت شلالات الدماء التي ادمت قلوب الكثيرون خارج السودان قبل تنفرط قلوب السودانيين ألما وحسرة .
وكان الاذلال والإهانة والتنكيل بالشيوخ والنساء والأطفال، والفيديو الذي اذل فيه ذاك المليشي المجرم الشيخ الوقور صار ترند أبكى من لم تعرف الرأفة طريقا إلى قلبه.
ولكن كل الذي حدث ويحدث الان بقرى الجزيرة يؤكد بما لا يدع مجالات للشك انها فرفرة مذبوح ، وأن المليشيا إلى زوال ، ولم يتبقى الا القليل من شتات المليشيا التي تفرقت بها السبل والمتاهات بعد فقدت جل قياداتها ومعظم قوتها ، فوق ذلك فقدت السند الشعبي فلم يعد لها وجود وسط الشعوب حتى تلك التي تساندها على قلتها ، بجانب الانسلاخات التي بدأت تتوالى وآخرها مجموعة المستشارين الذين أعلنوا بالأمس انضمامهم للجيش.
وما يؤسف له الصمت المطبق من المجتمع الدولي الذي غض الطرف عن هذه الانتهاكات وهو موقف مخزي خاصة تلك الجهات التي تتحدث عن انتهاك حقوق الإنسان وليس ادل دليل لانتهاك حق الإنسان كالذي حدث لانسان قرى الجزيرة .
لكن هؤلاء يظلوا يمارسون سياسة الكيل بمكيالين ، حيث سارعوا بادانة القصف المزعوم لمنزل سفير الإمارات بينما تجاهلوا زهق أرواح مواطني الجزيرة.
بالطبع الهدف من إنتهاكات وجرائم المليشيا بالجزيرة الوصول بالسودان إلى فرض البند السابع وفرض قوات اممية ، ولكن خاب فألهم حينما أعلن أنطونيو غويتريش الأمين العام للأمم المتحدة بأنه لا يمكن إرسال قوات اممية للسودان الان.