المقالات

عثمان جلال :حول إستسلام كيكل ومأساة ولاية الجزيرة

الخرطوم - تسامح نيوز

عثمان جلال :حول إستسلام كيكل ومأساة ولاية الجزيرة

(مدخل )

ارسلت هذه الافكار الداعمة لعملية تحرير ولاية الجزيرة والنيل الازرق والابيض في شهر يوليو ٢٠٢٤م لذوي الاختصاص من القيادات العسكرية ، ورأيت نشرها في العام مع بعض التحوير بعد استسلام كيكل وما تبعه من شنائع ارتكبتها المليشيا الارهابية في حق مجتمع الجزيرة)

(١)
الكيمياء الثقافية لمجتمع ولاية الجزيرة على تضاد مع مليشيا آل دقلو الارهابية، وعند اعلان الاستنفار انخرط شباب وشيوخ ولاية الجزيرة في التسجيل بالالاف، ولكن قيادات الفرقة الاولى في مدني أبطأت في استنهاض واستيعاب هذه الطاقات تدريبا وتسليحا لتامين الولاية لتكون نقطة انطلاق استراتيجي لتحرير مركز الدولة في الخرطوم حتى ابتلعها الجنجويد لقمة سائغة.

(٢)
لا يزال في قرى ومدن ولايات الجزيرة والنيل الأبيض والأزرق طاقات بشرية هائلة لها القدرة والرغبة على مناجزة الجنجويد بالسنان، وينتظمون حاليا لحماية قراهم وحواضرهم وأعراضهم ،والبعض لبس الكدمول تقية وآخرون حمية قبلية وعنصرية كانت ساكنة هيجتها مليشيا آل دقلو المجرمة مما ينذر بتهديد النسيج المجتمعي في هذه الولايات الذي تآلف وثاقا يشده وثاق ،

ولكن الامل معقود على على ذهاب حالة الهوجة والعودة إلى العقلنة عبر نشاط مجتمعي وأهلي واستخباري وقد جبل الإنسان على الارتباط بالأرض الموروثة (ولو أنا كتبنا عليهم ان اقتلوا أنفسكم او اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليلا منهم) وخواص السحر والجاذبية مستكنة في أرض ومجتمعات الوسط السوداني وانسان سنجة أول بدايات التداعي البشري في الكون.

(٣)
لذلك اقترح تكثيف النشاط الاستخباري، والحوار عبر الادارات الاهلية والرموز الصوفية والمجتمعية والأسرية مع قيادات التمرد من أبناء هذه الولايات، كيكل والبيشي وابوشوتال، ومنتصر هباني وإثارة روح الانتماء الوطني وحمية المشاعر القومية،

حتى لا يكونوا مطية للاجندة الأجنبية الطامحة في تحويل السودان إلى دولة فاشلة ، تئن تحت وطأة صراع الهويات القاتلة وذلك لاستغلاله ونهب موارده في ظل اقتصاد عالمي يعاني من ندرة الموارد وقد وجد المخطط الخارجي ضالته في المرتزق على الشيوع حميدتي وأغروه بتنصيبه ملكا على السودان .

(٤)
على هؤلاء القيادات ادراك ان المجرم حميدتي سيتخلص منهم اذا استتب له الملك في السودان فمملكة العطاوة ستكون إعادة انتاج للتجربة النازية الشوفونية وشعارها العطاوة فوق الجميع ،

ولذلك فالأجدر لهؤلاء القيادات ان يكونوا جزءا من ملحمة التحرير الوطني بدلا من أدوات لمشروع هيمنة استعمارية جديدة وحتما اذا انحاز هؤلاء القادة للشعب والجيش في معركة الكرامة سيكون لهم دورا سياسيا في سودان ما بعد القضاء المبرم على المليشيا الارهابية

(٥)
يجب تكثيف النشاط الاستخباري والأمني لتنظيم الشباب المسلح في مدن وقرى هذه الولايات ، وإحكام التنسيق مع اقرب نقطة انتشار وسيطرة للجيش السوداني، على ان يكون هؤلاء الشباب خلايا تتحرك في عملية عسكرية شاملة في ساعة الصفر ولكن متى تكون ساعة الصفر ؟؟

ان تحرير ولايات الجزيرة والنيل الازرق والابيض يحتاج إلى تكثيف العمليات الخاصة لإنهاك واستنزاف العدو على ان تكون المتحركات العسكرية التقليدية للحسم الشامل في ساعة الصفر

(٦)
يجب استنهاض طاقات شباب هذه الولايات للانخراط في المقاومة الشعبية الشاملة وذلك بفتح معسكرات التدريب لهم في كل الولايات الآمنة ورفع شعار شباب الجزيرة والنيل الأبيض والنيل الأزرق الطليعة الصلبة لتحرير ولاياتهم.

يجب استنهاض طاقات التجار ورجال المال والاعمال والمغتربين وأي أسرة وبيت من هذه الولايات لتمويل نشاط المقاومة الشعبية من حيث التدريب والتسليح والاعاشة.

ان سلاح المقاومة الشعبية الشاملة تحت قيادة وسيطرة الجيش السوداني غايته التحرير الشامل ثم تسليمه للجيش بعد دحر المرتزقة الغزاة والانتقال إلى الجهاد الاكبر ترميم اللحمة والوجدان المجتمعي واعادة الأعمار وبناء مرتكزات مشروع النهضة الوطنية.

(٧)
وددت لو كان استسلام كيكل وساعة الصفر متزامنا مع عمل عسكري شامل لتحرير جزئي أو كلي لولاية الجزيرة، ولكن يبدو ان قيادة الجيش في ولاية الجزيرة أرادت الاستثمار السياسي بدلا عن العسكري في العملية وخذلت مجتمع ولاية الجزيرة مرتين.
لقد اعلن المتمرد حميدتي حالة التعبئة العامة وأعلن عن حشد مليون مرتزق، واستبان ان الخطة(ب) للمليشيا هي تسعير حالة التوحش ضد كل قطاعات المجتمع السوداني.

عندما تسنم ونستون تشرشل رئاسة وزراء بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية مايو 1940 قال في خطابه الشهير للشعب البريطاني (ليس لي شيئا أقدمه لكم غير الدم والدمع والعرق). وان كان ذلك كذلك فان واجب القيادة إعلان التعبئة العامة وحالة الطواريء القصوى،

وفتح معسكرات التدريب لتجييش وتسليح كل الشعب السوداني ولا يفل الحديد إلا الحديد. فمعركة الكرامة التي يخوضها الشعب والجيش السوداني لن تنتهي إلا بتصفية آخر مرتزق للمليشيا الارهابية، وتحرير آي ذرة تراب سوداني دنسته المليشيا المجرمة

الجمعة: ٢٠٢٤/١١/١

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى