القائم بأعمال السفارة السودانية في موريتانيا يستعرض الأوضاع في السودان
عقد القائم بأعمال سفارة السودان بموريتانيا الدكتور عبد الحميد بشرى إبراهيم، اليوم الجمعة، مؤتمرا صحفيا بمقر السفارة في نواكشوط، استعراض خلاله الأوضاع في بلاده، مركزا على تداعيات أزمة تمرد قوات الدعم السريع على الدولة منذ نحو سنة ونصف.
وتحدث القائم بالأعمال في بداية مداخلته أمام المؤتمر عن الانتهاكات اللاإنسانية الفظيعة التي ارتكبها القوات المتمردة والتي استهدف في أول هجومها محاولة تصفية رئيس مجلس السيادة رئيس الدولة السودانية السيد عبد الفتاح البرهان بغية الاستيلاء على السلطة مبينا أن التحرك المبيت يوم ال15 من إبريل 2023 كان هدفه الانقلاب على السلطة الشرعية.
وأضاف القائم بالأعمال أنه بعد فشل ذلك التحرك، بقيام الجيش السوداني بتمدير كافة مقرات المتمردين، لجأ هؤلاء إلى الخطة “ب” وهي الاستيلاء على منازل المواطنين والأعيان المدنية من مستشفيات ومقار حكومية مدنية والتي تمت سرقتها ونهبها كلها، متسائلا عن جدوائية اللجوء إلى الأماكن المدنية التي لا توجد بها قوات الجيش، قبل أن يجيب أن الهدف هو الفساد والنهب وتدمير أسس ومقومات الدولة السودانية ككيان.
واستعرض القائم بأعمال السفارة السودانية في موريتانيا بعض الأمثلة على الأعمال الهمجية لقوات المتمردين والتي منها سرقة ونهب كل محتويات المتاحف السودانية من آثار وغيرها وتهريبها إلى الخارج، مبينا أن الأقمار الاصطناعية كشفت صور شاحنات المتمردين وهي تهرب القطع الأثرية ومحتويات المتاحف إلى خارج البلاد. مشيرا إلى أن الهدف هو محاولة محو ذاكرة الدولة السودانية من الوجود. وهو نفس الهدف الذي سعوا إليه من خلال تدمير الوثائق والمستندات في المقرات الحكومية التي استولوا عليها.
وكشف القائم بأعمال سفارة السودان في موريتانيا الدكتور عبد الحميد بشرى إبراهيم، خلال مؤتمر الصحفي، كذلك على المزيد من الفظائع والانتهاكات التي تقوم بها قوات المتمردين، والتي كان آخرها المذابح وعمليات الاغتصاب وانتهاك الأعراض التي تنفذها في قرى مناطق شرق ولاية الجزيرة، مبينا أن الأرقام تتحدث عن حوالي 1000 قتيل في هذه المناطق.
وطالب القائم بأعمال السفارة السودانية في موريتانيا الهيئات المدنية والحقوقية الموريتانية بإدانة هذه الانتهاكات، أسوة بغيرها من الهيئات الإقليمية والدولية مثل الأمم المتحدة، والأزهر الشريف، وهيئة العلماء المسلمين في العراق، ومفتي سلطنة عمان وغيرها من الهيئات التي هالها ما تقوم هذه القوات المتمردة على الشرعية والدولة السودانية من أعمال وفظائع جسيمة.
وتطرق الديبلوماسي السوداني إلى الوضع الميداني مبينا أن الجيش السوداني حقق إنجازات في معاركه ضد المتمردين في الآونة الأخيرة مستعرضا مناطق واسعة وولايات كلها لا تزال تحت سيطرة الجيش، مبينا أن 70 في المائة من مناطق العاصمة الخرطوم أصبحت تحت سيطرة الجيش الذي كان قد تمكن من التطهير الكامل لمدينة “أم درمان” إحدى المدن الثلاثة التي تتكون منها الخرطوم.
وأوضح أن الجيش قادر على حسم المعركة ضد المتمردين في أسرع وقت ممكن، وهو يمضي في ذلك الاتجاه بعزم وثبات، مبينا أن استمرار وجود المتمردين يأتي بسبب الدعم العسكري الكبير جدا من أطراف خارجية من بينها دول الجوار ودول إقليمية تمد هؤلاء المتمردين بشحنات كبيرة من الأسلحة عبر موانئ دول مجاورة وصلت حسب بعض الأرقام إلى حوالي 300 طائرة شحن، يضيف الديبلوماسي السوادني.
وأضاف أن الجيش لا يقاتل متمردين سودانيين فقط بل مرتزقة في صفوف المتمردين من 13 دولة أخرى، مطالبا هذه البلدان باحترام علاقات حسن الجوار والأمن الإقليمي والمساعدة في عدم الزج بهؤلاء المرتزقة من أجل إذكاء الحرب في السودان.
وأشاد القائم بأعمال السفارة السودانية في نواكشوط بالعلاقات المتميزة لبلاده مع موريتانيا مبينا أن هذه العلاقات تاريخية مشيدا بما لمسه من تفهم وتجاوب للمسؤولين الموريتانيين مع قضايا الجالية السودانية في موريتانيا نظرا للظروف التي يعيشها بلدها.