مصطفى حمزة .. لمع نجما في سماء الطرب ثم انطفأ بريقه حالا
الفترة الممتدة من مطلع تسعينات القرن الماضي وحتى منتصف الألفية تعتبر واحدة من أزهى عصور الأغنية في السودان، وربما شكلت امتدادًا لفترةالعصر الذهبي للاغنية السودانية بداية من فترة الحقيبة مرورا بعصر الأغنية الحديثة رواد الأغنية ..
ويرى نقاد ان فترة التسعينات من أخصب فترات الفن الغنائي، والتي تميزت بظهور أصوات وباختفاء أصوات مثل اختفاء المطرب مصطفى حمزة عن الساحة الغنائية، ولكنّ اختفاءه حسب نقاد لم يترك الساحة خالية لقد شهدت هذه المرحلة مجايلة عجيبة وجميلة بين طبقات مختلفة من الشعراء والمطربين، وتواصلت ثنائيات إبداعية غاية في الجمال والأناقة.
كان وجه الشبه بارزًا بين طرب ما قبل التسعينات وما بعدها شبهًا بلاغيًّا متناغمًا، وكأنّ كلًّا من الفترتين يكمل بعضهما بعضًا. فظهر محمود عبد العزيز ،نادر خضر ، جمال فرفور ، عصام محمدنور . طلال حلفا. امير حلفا وعاطف السماني .ووليد زاكي الدين .وصفوت الجيلي وغيرهم من المطربين الذين كانوا في منافسة شريفة ما ادى الى تميزهم وسطوع نجمهم في تلك الفترة الثرة.
ووسط هذا الخضم من التنافس، والتدافع الفني، يظهر فجأة الشاب مصطفى حمزة ويقتحم الوسط الغنائي بنمط غير معهود من الأداء المتسم بالحركة والسرعة. وقد أثمر هذا الاقتحام وشكل ظاهرة غنائية مختلفة .بدأ حمزة قويًّا صاخبًا وحيويًّا، وصنّفه نقاد على أنّه سيكون صاحب مدرسة قائمة بذاتها في الساحة الغنائية- هي مدرسة الأغنية الشبابية التي تتسم بالتحفز والإقدام والحركة والقوة،
اختفى مصطفى حمزة فجأة عن الساحة وباختفاءه خلت الساحة من الصوت القوي وشديد التأثير، بينما استمر الفنانون الباقون يقدمون أجمل الروائع والتحف الفنية حتى حلت الفوضى الفنية الشاملة في لحظة فارقة .
كما أنّ حمزة اختفى على غير ميعاد لنعرف لاحقًا أنه استوطن في احدى دول الخليج، ولكن هل حمل معه سلّته المليئة بالغناء، أم هجرها هي الأخرى كما هجر البلاد؟ لأنّنا لم نسمع بعد الرحيل له صوتًا، ،
وتظلّ هجرة مصطفى حمزة وابتعاده عن الغناء محل سؤال عريض، ولماذا لم نرَه بين مطربي المهجر يقدم فنه للجاليات كأمثال: عمار السنوسي .وعمر بانقا وابراهيم الامير وطلال حلفا .وغيرهم من المطربين المهاحرين