
التدخل الإماراتي في حرب السودان.. وقائع وأدلة
اللواء معتصم العمدة:الضغوط الدبلوماسية ادت لانتقال الدعم الاماراتي من العلن للسر
د.لؤي عبدالمنعم:لولا الدعم الاماراتي لانهار التمرد مبكرا
منظمة العفو:الإمارات أمدت الدعم السريع بأنظمة دفاع تفاعلية متطورة
دعت حكومة السودان اكثر من مرة مجلس الأمن إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة الكفيلة بوقف التدخل الإماراتي، وإمداد مليشيا الدعم السريع بالسلاح. لم يعد موضوع التدخل الاماراتي في حرب السودان و شكاوي الحكومة السودانية المتكررة مجرد دعاوي واتهامات بل حقائق اثبتتها الأدالة كتبت عنها العديد من الصحف العالمية والمراكز الدولية المهتمة بقضايا الصراعات والحروب ،وهو الامر الذي يطرح كثير من التساؤلات في هذا الجانب .
تقرير:احمدقاسم
حملة سرية:
في/ يوليو الماضي، قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية؛ إنها حصلت على معلومات حصرية تؤكد مشاركة الإمارات في الحرب الأهلية بالسودان إلى جانب قوات “الدعم السريع” ضد القوات الحكومية. المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة تفيد بالعثور على جوازات سفر إماراتية داخل حطام مركبة تعود لقوات الدعم السريع في السودان.
وفي سياق متصل سلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية الضوء على الدور الذي قالت إن الإمارات تلعبه في الصراع في السودان، موضحة أنها تعمل على توسيع “حملة سرية” لدعم الطرف المتوقع أن يكون المنتصر في الحرب الأهلية في السودان، وتقصد قوات الدعم السريع، كما اتهمتها بالتخفي تحت راية الهلال الأحمر، لتهريب الأسلحة ونشر الطائرات بدون طيار.
لعبة مزدوجة:
وذكرت الصحيفة أن الإمارات تلعب لعبة مزدوجة مميتة في السودان، البلد الذي مزقته واحدة من أكثر الحروب الأهلية كارثية في العالم. وأشارت إلى أنها في محاولة لتعزيز دورها كقوة إقليمية، تعمل الإمارات على توسيع حملتها السرية لدعم المنتصر في السودان، حيث تقوم بتوجيه الأموال والأسلحة.
والآن، طائرات بدون طيار قوية إلى المقاتلين الذين يندفعون في جميع أنحاء البلاد، وفقًا لمسؤولين ومذكرات دبلوماسية داخلية وصور الأقمار الاصطناعية التي حللتها “نيويورك تايمز”. وبحسب صحيفة واشنطن بوست ذكر مرصد النزاع في السودان” وهي مجموعة ممولة من وزارة الخارجية الأمريكية، ترصد الرحلات الجوية الإماراتية. وقد أشركت المجموعة “واشنطن بوست” في التقييم بشكل حصري، قبل نشره .
ورصدت المجموعة 32 رحلة جوية ما بين حزيران/ يونيو 2023 إلى أيار/ مايو 2024، وتوصلت “بقين تام” إلى أنها كانت تنقل الأسلحة من الإمارات إلى قوات الدعم السريع.
وأنكرت “الدعم السريع” تلقيها الدعم العسكري من الإمارات، ورفض دبلوماسيون إماراتيون هذه الادعاءات بشدة، عندما أثارها مسؤولو الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا العام.
تكنولوجيا فرنسية:
وذكرت منظمة العفو الدوليةقبل يومين إن التكنولوجيا العسكرية فرنسية الصنع والمدمجة على ناقلات الجنود المدرعة، التي تصنعها الإمارات العربية المتحدة، تُستخدم في ساحة المعركة في السودان، فيما يشكل، على الأرجح، انتهاكًا لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على دارفور.
وذكرت منظمة العفو الدولية في تقرير جديد نشرته اليوم 14 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، إنها تعرفت على ناقلات جنود مدرعة في أجزاء مختلفة من السودان، صُنعت في الإمارات العربية المتحدة.
وحسب التقرير أظهر البحث الجديد أن ناقلات الجنود المدرعة هذه، التي تستخدمها قوات الدعم السريع، تشمل أنظمة دفاع تفاعلية متطورة مصممة ومصنعة في فرنسا. قالت العفو الدولية إنها تحققت من أن قوات الدعم السريع تستخدم مدرعة “نمر عجبان” الإماراتية الصُنع في حرب السودان .
وذكرت منظمة العفو الدولية في تقرير جديد نشرته اليوم 14 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، إنها تعرفت على ناقلات جنود مدرعة في أجزاء مختلفة من السودان، صُنعت في الإمارات العربية المتحدة. وحسب التقرير أظهر البحث الجديد أن ناقلات الجنود المدرعة هذه، التي تستخدمها قوات الدعم السريع، تشمل أنظمة دفاع تفاعلية متطورة مصممة ومصنعة في فرنسا .
وقالت منظمة العفو الدولية، إن شركة “إيدج قروب” تتولى صناعة ناقلات الجنود المدرعة “نمر عجبان” في الإمارات، وهي مجهزة بنظام غاليكس (Galix) الفرنسي. وأوضحت المنظمة أن الصور المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تحققت منها منظمة العفو الدولية، يظهر نظام “غاليكس” على العديد من ناقلات الجنود المدرعة من طراز “نمر عجبان”، التي دمرتها أو استولت عليها القوات المسلحة السودانية.
وحسب التقرير، فإن نظام غاليكس المصنع من قبل شركة “لاكروا ديفانس”، والمصمم بالاشتراك مع شركة “نيكستر”، هو نظام دفاعي للقوات البرية يطلق الأفخاخ والدخان والقذائف، لمواجهة التهديدات قريبة المدى ووفقًا للتقرير، تروّج شركة لاكروا ديفانس لنظام غاليكس على أنه “يخفي المركبات القتالية من تهديد وشيك، ويحمي المركبات والدبابات القتالية الرئيسية وناقلات الجنود المدرعة”.
وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنياس كالامار إن البحث يظهر الأسلحة المصممة والمصنعة في فرنسا، تُستخدم فعليًا في ساحة المعركة في السودان.
وأضافت: “تستخدم قوات الدعم السريع نظام غاليكس في هذا الصراع؛ وأي استخدام له في دارفور سيشكل انتهاكًا واضحًا لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.
يجب على الحكومة الفرنسية ضمان أن توقف شركتا لاكروا ديفانس وكا إن دي إس فرانس توريد هذا النظام فورًا إلى الإمارات”.
وأشارت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، إلى أن أن تحقيقها أثبت بالفعل كيف يتسبب التدفق المستمر للأسلحة إلى السودان في معاناة إنسانية هائلة، لذا يجب على جميع البلدان أن توقف فورًا الإمدادات المباشرة وغير المباشرة لجميع الأسلحة والذخائر، إلى الأطراف المتحاربة في السودان.
وتابعت: “يتعيّن احترام وإنفاذ نظام حظر الأسلحة الذي فرضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على دارفور، قبل إزهاق المزيد من أرواح المدنيين”.ويتزامن التقرير مع زيارة فريق من الأمم المتحدة إلى بورتسودان مقر العاصمة البديلة للحكومة المدعومة من الجيش، والذي عقد لقاءات مع المسؤولين في مجلس السيادة ومفوضية العون الإنساني.
الابتزاز الدولي:
ويرى اللواء دكتور معتصم عبدالقادر الحسن العمدة مستشار بالاكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية في حديثه لموقع (تسامح نيوز) إن التدخل الدولى والاقليمى ولدول الجوار فى السودان قديم وذلك لما يتمتع به السودان من موارد متكاملة وموقع استراتيجى.
ويرى اللواء معتصم إن هذا التدخل أشكالا ظاهرة ومستترة وبين المنزلتين.
وفى كافة المجالات العسكرية والامنية والاستخبارية والسياسية بشقيها الداخلي والخارجي والاقتصادية والاجتماعية .
ويضيف من جانبه إنه وقبل زوال حكم الإنقاذ بدأ التدخل يأخذ وجها سافرا بظهور سفراء وممثلى الدول الأجنبية فى ساحات احتجاجات الثوار وجهرهم بالعداء للسلطة القائمة ، مشيرا إلى بروز مايسمى بالرباعية المكونة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والمملكة السعودية والإمارات العربية كداعمين للتغيير ولجهات داخلية محددة لافتا في حديثه إن دولة الإمارات دولة ريعية ناشئة ليس لها تأثير تاريخي متراكم على الأحداث على المستوى الدولى ولاتملك القدرات والكوادر البشرية الخبيرة التى تجعل منها دولة مؤثرة ولكن توظيفها واستغلال ثرواتها من دول اخرى وتجنيدها لكوادر اجنبية لإدارة ملفاتها الدولية جعلها تقع ضحية للاستغلال والابتزاز الدولى وادخلها فى مغامرات فاشلة فى المشرق والمغرب العربى انتهت كلها بفشل ذريع وتبديد مريع لثروات تلك الدويلة التى كان الأولى بها مزيد من الرفاهية لشعبها ولأجيالها القادمة ونفع البشرية.
وقال : إن الدعم الاماراتى للامارات لمليشيا وتبنيها للقوى السياسية الموالية للمليشيا لم ينتج الا خرابا فى السودان أسوة بالدول الأخرى التى تدخلت فيها ولولا الدعم الاماراتى بالتسليح والامداد البشرى من دور الجوار والسند الدبلوماسي اقليميا ودوليا لشهد الدعم السريع المتمرد نهايته منذ الاشهر الأولى للحرب. الدعم الاماراتى بالاسلحة النوعية وتحديد المواقع بالاقمار الصناعية رصدته الدول والمنظمات الأجنبية كما رصدته أجهزة الحكومة السودانية .
ويرى العمدة إنه عادة فى مثل هذه الحروب فإن القنوات الاستخبارية المباشرة وغير المباشرة بين الدول تكون متواصلة كما أن الضغوط الدبلوماسية الخارجية ساهمت فى تقليص الدعم وتملص الإمارات العلني من دورها فى دعم المليشيا ..لكن على المستوى العلني يبدو أن الخسائر القياسية التى أحدثها الدعم الاماراتى لن تندمل آثارها قريبا وسط الشعب السودانى وقياسا على السوابق التاريخية فإن مثل هذه الأعمال عادة ترتد على مقترفيها.
اما الدكتور . لؤي عبدالمنعم رئيس حزب المسار فيرى في حديثه لموقع (تسامح نيوز) إن التدخل الاماراتي في السودان قديم قبل اندلاع الحرب و تعود جذوره الى العقد الثاني من حكم الانقاذ، عندما بدأ الرئيس السابق باحالة العديد من الضباط المتدينين و المؤيدين للتوجه الاسلامي الى المعاش و كانت تاتيه قوائم باسمائهم من دولة الامارات بناء على معلومات استخباراتية بالتعاون مع دولة عظمى كانت و لا تزال تخشى من وجود الاسلاميين في دفة الحكم .
واضاف د. لؤي في حديثه الي تطور التدخل الاماراتي تدريجيا في محورين الاول الضغط على الرئيس البشير اقتصاديا لدفعه للتطبيع مع اسرائيل، و قد اجريت اتصالات و قام بعدها مدير مكتب الرئيس طه عثمان الحسين بزيارة سرية الى تل ابيب عبر العاصمة الاردنية. ويرى د. لؤي إنه لولا الدعم المتواصل لوجستيا و عسكريا لانهار التمرد مبكرا.