أغاني و أغاني قراءة و تحليل الحلقة الحادية عشرة

بقلم كمال الزين
١١ -رحل عن عالمنا في سبتمبر الماضي الشاعر و الأكاديمي الدكتور السر دوليب ، و السر دوليب أحد عباقرة الشعر الغنائي الذين قدموا لمكتبة الغناء السوداني أغنيات خالدة و كلمات ولدت لتعيش معبرة عن كل الأجيال ، و هو من خريجي الجامعة الأمريكية ببيروت و عمل أستاذاً بجامعة الخرطوم لعقود طويلة .

كلمات و أشعار السر دوليب تغنى بها كبار الفنانين و عظماء المغنين ، أحمد المصطفى، وسيد خليفة، عثمان مصطفى، عثمان الشفيع، حسن عطية، محمد وردي، عبدالكريم الكابلي، إبراهيم عوض، محمد ميرغني.

( مسامحك يا حبيبي ) كلمات الشاعر الكبير السر دوليب و من ألحان الفنان الكبير عثمان حسين ، تغنت بها الفنانة الشابة رفيعة ، و رفيعة أحدث الأصوات التي ألتحقت بالبرنامج حديثاً هذا الموسم تمتلك صوتاً حاداً قوياً و تتميز بالأداء الثابت الذي يحترم أعمال الكبار .

( اللون الخمري ) من كلمات الشاعر المرهف السر دوليب وضع لحنها الفنان الكبير عثمان الشفيع ، تغنى بها الفنان الشاب أحمد فتح الله و كان أداءه الأفضل على الإطلاق رغم أنه قدمها كما يغني لحسين شندي و ليس عثمان الشفيع .

( قلبي فاكرك ) إحدى أهم أغنيات الثنائية العظيمة التي جمعت الدكتور السر دوليب و الفنان العظيم عثمان عثمان .

إستمعنا لها بصوت الفنانة مكارم بشير و لم تستطع مجاراة أداة الراحل الفنان العظيم عثمان حسين رغم محاولتها أداء الأغنية على طريقته التي بحاجة إلى مقدرات لا تمتلكها مكارم بشير ، و الأمر المثير للحيرة أن مكارم بشير رغم طول فترة تواجدها في ساحة الغناء لا زالت تعجز عن التنفس بشكل يمكنها من غناء مثل هذه اللونية التي تحتاج إلى المران على كيفية التنفس أثناء الأداء بما يسمح لها التحكم في نعمة الغناء و مدته و هو أمر يتم إكتسابه عبر المران و بمساعدة متخصصين .

الفنان الذري إبراهيم عوض من العلامات الفارقة في تاريخ فن الغناء السوداني ، و هو أحد المجددين في طرائق و أساليب الغناء و شكل نقطة تحول هامة في تاريخ الأغنية السودانية .

من ألحانه و من كلمات السر دوليب قدم لنا الفنان الشاب حسين الصادق ( عني مين قولي حاجبك ) و هي من الأغنيات النادرة ذات الاستهلال بجمل معقدة التركيب .

( مبروك عليك الليلة يا نعومة ) بساطة الكلمة و مباشرتها و جمال المفردة و حنيتها التي تشبه روح السر دوليب الشفيفة ، و لحن الأستاذ حسن بابكر الذي جعلها أغنية شعبية ذائعة الانتشار .

تغنت بها الفنانة هدى عربي و أجادت تقديمها نسبياً لأن هذا النوع من الغناء يناسب هدى عربي و تستطيع تقديمه بأقل مجهود ، و هو أمر يجعل من هدى عربي فنانة مزاجية متأرجحة المستوى و هو أمر يعيب الفنان المحترف .

الفنان الشاب مهاب عثمان قدم رائعة السر دوليب و عثمان حسين و تعرض لظلم كيير جراء الخلل الفني المشين الذي صاحب الصوت و الإخراج .
و الشيء الذي جدير ذكره هنا أن هنالك خلل كبير أفسد الجو التفاعلي بين المغنين و المشاهدين ، حيث أن توفر الأجهزة الرقمية بحاجة إلى فنيين أكفاء يستطيعون التفريق بين إحتياجات المغني و الممثل و المذيع و المقدم و الموسيقيين ، فالصوت له أثر كبير في الإخراج التلفزيوني لأنه العامل الأهم في دعم الصورة ، و على أدارة قناة النيل الأزرق مراجعة هذا الأمر الذي يعتبر من البديهيات في عصر الاحترافية التي تخول للقناة الاستعانة بخبراء فنيين أجانب إن لزم الأمر و لم يستطع الكادر الموجود مواكبة التطور و الارتقاء إلى مستوى يناسب الفضائيات التي تزاحم الأثير ، و لكن … هذه قصة أخرى بحاجة إلى تناول مفصل .